أقبلت عشرات العائلات النابلسية من سكان المخيمات والأحياء الفقيرة في مدينة نابلس بالضفة الغربية على موائد الرحمن الرمضانية التي تنفذها هيئة الهلال الاحمر الإماراتية ضمن برنامج يشمل القدس والمسجد الاقصى ومدن الخليل وجنين ورام الله وطولكرم وسلفيت والقرى والمخيمات الفلسطينية الاخــــرى·
وتلقى هذه الموائد الممتدة في جميع مساجد المدينة والمراكز السكانية والجامعات اقبالا شديدا من الصائمين خاصة في العشر الاواخر من رمضان حيث يزيد الاقبال على المساجد والاعتكاف فيها وبالتالي يزداد عدد الذين يترددون على الموائد الهلالية·
يقول حسام العكر من بلدية نابلس وهو مسؤول عن تنظيم برنامج الموائد الهلالية في المدينة وقراها ومخيماتها في بلاطة وعسكر وعين الماء ان الوجبات الرمضانية التي تبرعت بها الهلال الاحمر توزع على 15 مركزا في نابلس ومخيماتها وعلى 16 قرية تابعة لها أي ان مجمل ما يوزع على المحافظة يبلغ نحو ألفي وجبة يوميا ما بين كوبونات وطرود غذائية وموائد إفطار جماعية يستفيد منها نحو 15 الف صائم ويتضاعف هذا العدد في العشر الاواخر من رمضان أي في مثل هذه الايام المباركة خاصة ''ليلة القدر'' حيث يعتكف الصائمون في المساجد ·
واشار الى أن نابلس تعد المدينة الثانية بعد القدس التي خصص لها نصيب من الوجبات الرمضانية الهلالية·
وذكر أن تلك الوجبات توزع على ثلاثة اشكال الاول كوبونات على الفقراء والاسر الاشد حاجة والتي لا تستطيع تدبير قوت أطفالها ففي كل يوم يقدم كوبون لكل اسرة حيث يتم حصرها وتوزيع الكوبونات على اكبر عدد منها بحيث لا تتكرر تلك الاسر يوميا حتى يعم الخير الاماراتي على الجميع ويكون لكل ذي حق نصيبه من هذا الخير ·
واوضح ان قيمة الكوبون الواحد تبلغ ما يعادل مائة وعشرة دراهم وهي تكفي لثلاثة ايام لاسرة مكونة من ستة افراد وتحتوي على المواد الغذائية الاساسية مثل الارز والسكر والشاي والطحين وزيوت الطبخ وغيرها·
أما الشكل الثاني فيتم توزيعه على اصحاب العائلات كطرود غذائية أو وجبات ساخنة توزع قبل الافطار حيث تقوم اللجنة بشراء المواد الغذائية وتوظف طباخين مهرة يقومون باعداد الطعام في مراكز سكانية تتجمع في مواقع متعددة ويوزعون الطعام على أرباب الاسر بحيث تكفي الوجبة الواحدة لاسرة مكونة من عشرة أفراد ·
وذكر ان الجانب الثالث من تلك الموائد وهي الاكثر انتشارا واقبالا فهي موائد الرحمن الهلالية الجماعية التي يجتمع عليها الصائمون ويتناولون خلالها طعام الافطار في المساجد والنوادي والجامعات وغيرها·
وفي أحد مساجد مدينة نابلس تجمع نحو مائتي صائم على مائدة رمضانية هلالية تناولوا فيها طعام الافطار بشكل جماعي تعبيرا عن التوادد والتراحم في هذه الايام المباركة· وأجمع الصائمون الذين التقتهم وكالة أنباء الامارات على ان هذه السنة الحسنة التي سنها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اصبحت أسلوبا ثابتا يتم تكراره كل عام ولها أثرها الطيب على أهل فلسطين جميعا·
والتقى مندوب وكالة أنباء الإمارات مع العديد من المصلين الصائمين الذين يتناولون إفطارهم على الموائد الهلالية في نابلس وعبر الكثير منهم عن امتنانهم لما تقدمه لهم دولة الإمارات وهيئة الهلال الاحمر من دعم مادي ومعنوي لأبناء الشعب الفلسطيني عامة ولمدينتهم خاصة ·
وقال أحمد صالح العورتاني إن هذه الموائد تحيي بين الناس التكافل والتراحم وتقرب القلوب وتعين على العمل الجماعي فجزا الله اهل الخير في الامارات خير الجزاء على هذه المساعدات القيمة التي تعين أهل فلسطين على قضاء حوائجهم ·
وفي لقاءات اخرى مع المستفيدين من الوجبات الهلالية الرمضانية في مخيم بلاطة القريب من نابلس قال الاهالي إن نحو 500 مواطن فلسطيني من ابناء المخيم يستفيدون يوميا من هذه الوجبات حيث توزع على نحو 300 اسرة يوميا وان الكثير منهم ينتظر هذه الوجبة نظرا لضيق الحال بسبب الحصار الاقتصادي على نابلس ومخيماتها وعدم تمكن أهلها من العمل في أي مكان وبالتالي فانه لا سبيل لهم سوى التوجه الى مراكز توزيع الغذاء الإماراتية المنتشرة في انحاء المدينة لاخذ قوت أطفالهم ·
وقال مواطن فلسطيني في مخيم عسكر رفض ذكر اسمه انه يعيل خمسة اطفال ومنذ نحو شهر لا يملك المال لشراء حاجيات أطفاله وانه يعيش على صدقات المحسنين وقد وجـــــد في الوجبات الهلالية الاماراتية متنفسا لاطفالــــه حيث يأتون الى هنا يوميـا لأخــذ نصيبهم من الطعام
عدد اليوم
