الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديليفري» .. خدمة خمس نجوم بالمجان

«الديليفري» .. خدمة خمس نجوم بالمجان
2 يوليو 2010 20:48
ظاهرة ليست جديدة ولا غريبة، انتشرت خلال السنوات الأخيرة بكثرة، اعتمد عليها الكثير من النساء العاملات نظراً لظروفهن المهنية ولضيق الوقت والجهد، أما الرجل فقد باتت مجرد ضغطة زر من «موبايله» على رقم المطعم المدون لديه، تؤمن له وصول الوجبة ساخنة ومغلفة إلى المنزل، خلال أقل من نصف ساعة. هكذا احتلت خدمة التوصيل مكانتها على لوائح البيوت أو صارت بالنسبة لغالبية الأسر ضرورة يصعب الاستغناء عنها. خدمة الديليفري، أو خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل، أصبحت توفرها الكثير من المحلات والبقالات الصغيرة والسوبرماركت والمطاعم، سواء تعلق الأمر بالوجبات السريعة أو بغيرها، حتى انبثق منها خدمات أخرى جديدة وهي «توصيل السيارات المؤجرة»، من محلات تأجير السيارات في أقل من ساعة إلى البيت، وتوصيل الملابس من المصبغة إلى البيت براحة ودون عناء، والأغرب من ذلك إن الكثير من مطاعم الوجبات السريعة، وبهدف كسب الزبون، أصبحت تقدم خدمة توفير المعلومة قبل الطلب، فبمجرد اتصالك بها للمرة الثانية سيقول لك الموظف المختص: «اسمك كذا، والمنطقة كذا، وشارع كذا، ورقم البيت كذا، طلبك سيصلك بعد أقل من 30 دقيقة، شكراً على اتصالك وبالهنا والعافية». أما الوسيلة التي يتم عن طريقها توصيل الخدمة قد تكون دراجات نارية أو هوائية تجوب الأحياء، وتتوقف على الأبواب لتقدم خدماتها، التي تتم بناء على طلب أصحاب المنزل، أو مشياً على الأقدام، حين يكون الطلب من البقالة الصغيرة تحت البناية السكنية.. البعض يؤيد تلك الخدمة، والبعض الآخر معارض لها، وبين هذا وذاك كانت إجاباتهم كالتالي. تقاعس وكسل ظاهرة زادت عن حدها، وبات الكثير يلجأ لها بسبب أو بدونه، هكذا كانت اجابة سلطان عادل، موظف، وهو يبتسم قبل أن يقول: «أطفالي من النوع الذي يعشق الوجبات السريعة، ومن أسبوع لآخر طلبات المطاعم تصل إلى البيت، حتى أصبحنا كلما اتصلنا بمطعم الوجبات السريعة يسمعنا النغمة المعروفة والمكررة أنت حسابك مائة درهم، وسيصلك الطلب في أقل من 20 دقيقة.. شكراً على اتصالك». هذه هي النغمة التي اعتدنا عليها عند طلب خدمة التوصيل، وذلك لكسب رضى الزبون». يتابع سلطان بعد فترة من الصمت: «ظهرت هذه الخدمة نتيجة تقاعس وكسل الكثير من النساء والرجال، وباتت الوجبة من المطعم أسهل من الطبخ في البيت، ورغم أضرارها على الأسرة والأطفال والخدم، إلا أن البعض مازال يطلب الخدمة لأكثر من 4 مرات في الأسبوع». رجل غريب في المقابل يعتقد هاشم حسين أن الزوج هو المتضرر الأول تلك الخدمة. يقول: «هنالك الكثير من الأسر من لديها حسابات مفتوحة في البقالات التي توصل الطلبات، وهو ما يجد فيه الأطفال ضالتهم، حيث يطلبون، دون علم والديهم، ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه، بسبب سهولة حصولهم على الطلب بمجرد اتصال هاتفي». يضيف هاشم وملامح الخوف واضحة على وجهه: «الخسارة المادية تهون هنا عند وقوف رجل غريب على عتبة بابك في أي وقت، وقد يعرف الكثير من أسرار البيت إن توطدت علاقته مع الخادمة». شر لا بد منه يتفق راشد الجابري مع هاشم قائلا: «لا تعجبني فكرة توصيل الطلبات بسبب بعض السلبيات لهذه الظاهرة، وهي تغلب على إيجابياتها». يضيف راشد:«من النادر أن أستعين بخدمة التوصيل، وإن حصل ذلك فهو من المطاعم فقط والموضوع أقرب إلى الشر الذي لا بد منه. وقد يكون بعض أصحاب المنزل من النساء أو كبار السن ولا يستطيعون الخروج باستمرار لإحضار طلبات المنزل، لذا لا بأس من اللجوء إلى هذه الوسيلة والاستفادة من هذه الخدمة، ولكن بشروط محددة». تعين ربات البيوت من جانبها تقول أم ريهام (مُدرسة مرحلة ثانوية): «هذه الخدمة أعفتنا من الانتظار عند الحاجة لشراء سلعة قد تكون ضرورية. وتضيف مؤكدة: «لقد ساهمت في مساعدة الكثير من النساء عند انشغال رب الأسرة، وعدم إمكانية إرسال الأطفال في بعض الأوقات المتأخرة للبقالة أو السوبر ماركت، حيث حلت هذه الخدمة الكثير من المصاعب التي كانت تواجه ربة المنزل عند احتياج أي سلعة، وإن كانت في وقت متأخر، خاصة أنَّ البقالة لا تأخذ أي مبلغ مقابل الخدمة، بعكس بعض مطاعم الوجبات السريعة التي تتقاضى بدلاً مقابل التوصيل، وإن الكثير من المطاعم من فئة الخمسة نجوم لا تأخذ مبلغاً يذكر». توفير للجهد أم شهد من ناحيتها تعتمد بصورة أساسية على خدمة توصيل المنازل، تقول عن هذا الشأن:«وفرت علّي هذه الخدمة الكثير من إلحاحي المستمر لزوجي عند طلبي لإحضار حاجة ما». ثم تستطرد قائلة:»زوجي كسول للغاية، وعندما أرغب في شيء معين اضطر للإلحاح عليه كي يأتي به، ولكن تعاملي مع أحد مراكز التسويق والذي لديه خدمة التوصيل وفرت علي الكثير من المشاحنات والشجارات مع زوجي، في مقابل ذلك أجد هذه الخدمة من أفضل الخدمات على الإطلاق، فهي تساعدني لأوفر على نفسي الجهد، وأتحاشى الغضب مع زوجي». وترى المدرِّسة عواطف ربيع إنَّ «الكثير من الموظفات يعتمدن على الوجبات الجاهزة في حياتهن اليومية، وخاصة وجبة الغداء التي تتطلب من الموظفة إعداداً مسبقاً لها. وتضيف إن العديد من المدرسات يطلبن خدمات توصيل الطعام في العمل، لا سيما الساندوتشات والفطائر وقت الفطور، ولعل الموظفات من أكثر زبائن مطاعم الديليفري. وهن يطلبن هذه الخدمة خاصة عند وجود الولائم للضيوف، وعند شعورهن بالملل من تكرار طهي بعض الوجبات، كما أن هذه الخدمة مفيدة وتحتاجها الزوجة في حال غياب الزوج». أصحاب الخدمة حتى تكتمل الحكاية لابد من طرف آخر في هذا التحقيق، وهم أصحاب المحلات والمطاعم والبقالات التي توفر هذه الخدمة بمقابل أو من دونه. يقول سمير الدين، موظف، يعمل في توصيل الطلبات للمنازل: «منذ أكثر من خمس سنوات وأنا اعمل في مجال الديليفري، رغم شعوري بالتعب إلا أنَّ هذا العمل هو مصدر رزقي». يتابع سمير قائلا: «من كثرة التوصيل أصبحت أحفظ أسماء الشوارع والأحياء السكنية وحتى الزبائن». وبالنسبة لوقت ذروة الطلبات يقول سمير:»طلبات التوصيل المنزلي تتزايد ظهراً في وقت الغذاء، وليلاً وقت العشاء، وثمة نسبة كبيرة من السيدات يطلبن المشويات والبروستد والشاورما بكميات كبيرة، كما يكثر الطلب على الأرز والوجبات الدسمة في فترة الظهر». ولا يخفي سمير أنه عانى كثيراً من مشاكل يذكرها وهو يبتسم:»قد يحدث أحياناً كثيرة تبديل الوجبات بين الزبائن عندما أكون مكلفاً بتوصيل أكثر من طلب في المرة الواحدة، أو من نقص أو خطأ في أحدها، منها ما يكون سببه المطعم ذاته». ويشارك ساهر عبد الرؤوف مدير أحد المطاعم قائلا:«إن أكثر طلبات التوصيل المنزلي تأتي من السيدات، حيث تصل طلباتهن في العادة إلى( 70 ?) ». ويفصل ساهر:»طلبات الفطائر والبيتزا تكون خلال فترة الصباح، والمطعم يقدم أكثر من 20 نوعاً من الوجبات الخفيفة والدسمة، وذلك لكي تتكامل الوجبات صحياً». ويرجع ساهر سبب اعتماد الكثير من الأفراد على هذه الخدمة، بالقول: «يعود ذلك لضيق الوقت وعمل المرأة، وعدم وجود خادمة بالبيت، أو لكون المستفيد من الخدمة عازباً لايوجد لديه من يحضر له الطعام، ولغيرها من الأسباب. وقد توفرت هذه الخدمة لتوفير الوقت والجهد والطلب. حيث يصل الطلب إلى البيت من غير عناء الزحمة أو الانتظار في طوابير طويلة بالمطعم، والوجبة تصل في أقل من نصف ساعة، ويكون الطعام ساخناً». أما أصحاب المحلات والبقالات الصغيرة فيعترفون بأن إضافة خدمة التوصيل للمنازل تساهم في تسويق البضائع والمنتجات، وكثرة الأرباح، بالإضافة إلى أن المتجر أو المحل لا يتكلّف أجر من يقوم بخدمة التوصيل لأنَّه يتقاضى إكرامية من الزبون غالباً..
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©