الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عصام مارديني: تشوهات أقدام الطفل ليست خطرة

عصام مارديني: تشوهات أقدام الطفل ليست خطرة
2 يوليو 2010 20:46
تعتبر القدم من الأجزاء المميزة جداً في الجسم، وظيفتها الأساسية حمل الجسم ونقله من خلال عملية المشي والركض، بحيث تعمل في تناسق تام ورائع مع باقي أعضاء الجسم، وخاصة الطرفين السفليين ومفاصلهما، وبسبب تركيب القدم الفريد فإنه من السهولة بمكان أن تتأقلم مع تعرجات الأرضية التي تسير عليها، مما ينتج بعض التشوهات، ولحسن الحظ فإن الكثير من هذه التشوهات تتحسن كثيراً مع نمو الطفل، إلا أن بعضها يستحق العلاج المبكر وأحياناً الجراحة . إن الغالبية العظمى من الأمهات يبدأن بالقلق عندما يلاحظن أنَّ ابناءهن يعانون من اضطرابات في حرارة الجسم أو شهيته للطعام، أو تأخر ظهور الأسنان، وفي الواقع نادراً ما تلتفت الأمهات إلى مشاكل أقدام أطفالهن، حين يكتشفن وجود تشوه كبير في القدمين أو إحداهما، وفي الغالب ما يكون طبيب الأطفال هو الملاحظ الأول لهذه المشاكل، ومن ثم يطلب من الأم عرض ولدها على أخصائي جراحة العظام . مشاكل القدم يلفت الدكتور عصام مارديني، اخصائي جراحة العظام، بمستشفى الإمارات، إلى مشاكل القدم، فيقول: «لقد لاحظنا أن كثيراً من مشاكل القدم لدى الكبار لها جذور وأصول منذ الطفولة المبكرة، ويرجع العديد منها إلى وجود تشوهات خلقية لبنية القدم منذ الولادة، وقد يؤدي إهمال القدم المشوهة إلى إصابةالطفل بآفات أخرى في مناطق أخرى من الجسم (كالركبة أو الظهر)، ناهيك عن المشاكل النفسية التي قد يتعرض لها الطفل لاحقاً بسبب الخجل من طريقة مشيه، وتجنب ممارسة الرياضة والإندماج في المجتمع». وبنوع من التفصيل يتوسع الدكتور عصام في شرح الموقف:»إن قدم الطفل معقدة جداً، وتحتوي على( 26 عظمة)، صغيرة مرتبطة مع بعضها البعض بواسطة أربطة وأوتار وعضلات وأوعية دموية وأعصاب، ولأن قدم الطفل لينة جداً، فإن أي ضغط غير طبيعي عليها قد يؤدي إلى تشوهات أيضاً، وتنمو القدم بشكل سريع في السنة الأولى، بحيث تصبح تقريباً بنصف حجمها عند البلوغ، ولذلك فإننا نولي أهمية خاصة لصحة القدم في السنة الأولى من العمر». تشوهات شائعة يلفت الدكتور عصام إلي أهم التشوهات الشائعة لدى أقدام الأطفال، قائلاً: «دوران القدم للداخل أو الخارج هي من التشوهات الشائعة، بحيث تبدو أصابع القدمين إما متقاربة للداخل أو متباعدة للخارج، وقد يكون السبب فيها تشوهات في مفصل الورك أو الركبة أو الساق أو القدم، وغالباً ما تكون بسيطة تعدل بجهاز بسيط، ونادراً ما تكون شديدة تحتاج إلى الجراحة. وبالنسبة لتقوس الساقين أو تباعدهما، فإنَّ ذلك يعود غالباً إلى وضعهما في الرحم. وعند عمر السنتين يتعدل وضع الساقين إلى الاستقامة، وقد يميلان بعد ذلك إلى التباعد قليلاً، وأثناء ذلك تتأقلم القدمان تدريجياً على حسب أوضاع الساقين، فإن استمرت هذه المشكلة فقد تحتاج إلى رأي الأخصائي». يتابع الدكتور مارديني ويذكر تشوهات أخرى، ويقول:»تقوس مقدمة القدم إلى الداخل»، حيث تشبه هذه الحالة حالة دوران القدم الداخلية، ولكن يكمن السبب التشوهي هنا في أمشاط الأقدام الأمامية حيث تميل إلى الداخل وتحتاج إلى علاج في الستة أشهر الأولى بجبائر متتالية من الجبس. أما القدم الحنفاء (clubfoot)، تشوه يصيب القدمين بحيث يبدو بطنا القدمبن متقابلتين إلى حد ما مع دوران أمامي فيهما، ويمكن ملاحظة هذا العيب منذ الولادة وعلاجه في معظم الأحيان يتم بالعلاج الفيزيائي، أو بتركيب جبائر متتالية تتغير مرتين أسبوعياً. وبالنسبة للقدم المسحاء ( Flat foot )، وهي شائعة جداً وقد يكون سببها عدم اكتمال نمو مؤخرة القدم، أو وسطها، مما يؤدي إلى انبساط تقوس القدم الطولي من الكعب حتى الأصابع، ونادراً ما تحتاج إلى الجراحة لتصحيح الحال» . بداية مشي طفلك ينصح الدكتور مارديني، باتباع بعض الإجراءات، عند بداية مشي الطفل، بالقول:»يجب عدم إجبار الطفل أو الضغط عليه كي يبدأ المشي مبكراً، فهذه من العادات السيئة التي تمارسها الأمهات، ويجب ترك الطفل حتى يتهيأ جسمانياً وعقلياً لعملية المشي وعندها سوف يمشي بدون صعوبة، وأكثر ما يوقع الأمهات في الخطأ هو مقارنته مع أخوته أو أطفال آخرين في مثل سنه، ويجب أن تعلم الأم أن السن الطبيعي للمشي يكون بين( 10 – 18) شهراً، فلا تستعجل الأم عليه، وعند بداية الخطوات الأولى فإننا ننصح الأمهات بترك أطفالهن حفاة في البيت، لأن ذلك يحبذ النمو الطبيعي للقدم، وخاصة البنية العضلية وحفظ التوازن، وإذا خافت عليه من السطوح الخشنة خارج المنزل يمكنه عندها إرتداء حذاء طري وخفيف، ويفضل ما هو مصنوع من المواد الطبيعية كالجلد . نصائح مهمة لوقاية القدم يلفت مارديني إلى أمور مهمة، منها كما يقول: «تغيير الحذاء والجوارب كل شهرين بعد بداية المشي، لكي تتيح للقدم فرصة للنمو بشكل طبيعي بدون ضغوطات. التحقق دائماً من وجود الحذاء الملائم بحيث يكون طرياً ليناً من الجلد الطبيعي، وغير ضيق. التنبه إلى عدم وجود أي خلل في المشي أو الركض قد يكون سببه تشوهات في بنية أو عضلات القدم، كما ننصح بالقيام بفحص دوري لأقدام الأطفال بواسطة أخصائي قبل دخول المدرسة، مع مراقبة الأطفال جيداً عند ممارسة الرياضة، والتأكد من ارتداء الأحذية المناسبة لكل رياضة واستخدام الأدوات الصحية، وقد يلزم بعض الأربطة الواقية حول الكاحل لحماية القدم. ولتفادي تلك المشاكل في أقدام الطفل ينصح مارديني: «لابد من فحص قدم طفلك جيداً وبانتظام، وعند وجود ما يريب بأنه غير طبيعي، لا تترددي أيتها الأم في أخذ النصيحة من ذوي الخبرة. إلى جانب تغطية الطفل وخاصة القدمين بأغطية فضفاضة، لمنحه حرية الحركة مع تجنب الشد أو الضغط على القدمين أياً كان مصدرهما، ومن الأفضل أن يسمح للطفل باستخدام قدميه بحرية وبدون جوارب، كاللعب بها بيديه أو الرفس برجليه، كي يتأهل مستقبلاً لتحمل العبء عليها أثناء المشي، مع تغيير وضع طفلك عدة مرات في اليوم في كرسيه، فإن وجوده في وضع واحد طيلة اليوم قد يعرض القدمين والساقين لضغط غير ضروري . لحسن الحظ هناك بصيص أمل كبير، كما يذكر الدكتور عصام:» معظم العيوب والتشوهات الخلقية يمكن معالجتها، أو إيجاد حل لها بواسطة النمو الطبيعي للطفل،أو بواسطة أخصائي جراحة العظام ويكمن مفتاح الحل بالكشف المبكر عن المشكلة . إرشادات هامة يجب أن لا ننتظر حتى يمشي الطفل لنكتشف أن قدمه تعاني من عيب أو تشوه خلقي. ? إن عدم شكوى الطفل لا تعني عدم وجود مشكلة فمعظم العيوب الخلقية لا تشكل ألماً. ? المشي هو أحسن الرياضات للأطفال، ويجب ملاحظة طريقة مشية الطفل بشكل دقيق وكذلك وضع القدم والركبة أثناء المشي، وان كثيرا من طرق المشي تدل على وجود تشوه خلقي. ? المشي حافي القدمين هو من الأنشطة المحببة، ويجب تشجيع الطفل عليها بشرط أن تكون الأرض جيدة السطح، ونظيفة لحماية جلده من الالتهابات. ? عدم وضع أو استعمال أية أدوية على أقدام طفلك دون استشارة الطبيب. ? إن فحص وتقييم تشوهات القدم لا بد وأن يرتبط مع فحص الهيكل العظمي والجسم بشكل دقيق وتفصيلي وخاصة الظهر. ? عدم التردد في سؤال الأخصائيين عندما يراودك الشك في وجود مشكلة ما تتعلق بأقدام طفلك.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©