السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلبه بالمحبة مبتلٍ «أبو سلطان».. الأب الروحي للأغنية السعودية

قلبه بالمحبة مبتلٍ «أبو سلطان».. الأب الروحي للأغنية السعودية
6 يوليو 2017 18:10
إذا كان للأغنية السعودية جناح عبرت به الحدود إلى الخارج، أو كان لها رائد أحدث نقلة جوهرية في تاريخها، أو كان لها مجدد طور أشكالها وإيقاعاتها، فهو الفنان الراحل طارق عبد الحكيم بن عبد الكريم (أبو سلطان) الذي يستحق أن يوصف بـ«الأب الروحي للأغنية السعودية»، ليس فقط بسبب الاعتبارات السابقة وإنما أيضاً بسبب إقدامه على تزعم الحركة الغنائية والطربية السعودية في الزمن الصعب، واستبساله في القفز على كل المعوقات والحواجز الاجتماعية والمحرمات الدينية، من أجل وضع اللبنات الأولى لحركة فنية منظمة، قادرة على حفظ التراث الموسيقى في شبه الجزيرة العربية. من يحاول التأريخ لأبي سلطان سيجد صعوبة جمة، بسبب حجم أعماله الخالدة ومدى تأثيره، وتشعب أنشطته، وتفرع علاقاته، وسرعان ما سيكتشف أن لقب «الأب الروحي للأغنية السعودية» قليل على الرجل، وأن ألقاباً أخرى يمكن أن تقترن باسمه مثل: «موزع السلام الوطني السعودي»، «أول مؤسس للفرقة الموسيقية في الجيش السعودي»، «أول مبتعث سعودي إلى المعهد العربي للموسيقى بمصر»، «رئيس أول بعثة عسكرية سعودية تزور الولايات المتحدة»، «أول مؤسس لفرقة موسيقية سعودية تعزف النوتة»، «أول فنان سعودي يقدم ألحاناً لنجوم الطرب المصري»، و«أول عربي يحصل على جائزة اليونسكو في الموسيقى». لذا لجأ المؤرخ الفني السعودي محمد صادق دياب إلى وصف طارق عبد الحكيم بـ«عميد الأغنية السعودية وعمدتها وعمادها وعمود خيمتها» ميلاد أبي سلطان كان في عام 1920 بمصيف الطائف الذي قال عنه دياب في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط (15/&rlm&rlm&rlm2/&rlm&rlm&rlm2008): «كانت مدينة الطائف تتوسد أحلامنا، فتنأى كلما اقتربنا منها كفتاة تمارس البغدَدة على عشاقها، والطريق إليها يتلوى كخصر راقصة أشعلتها مواجع الطبول». ولهذا السبب اُعتبر فناننا معلماً من معالم الطائف لاسيما وأن مقاهيها الشعبية (خصوصاً مقهى بورسعيد) كانت تتعمد إذاعة أغانيه من باب التباهي بابنها، فضلاً عن أن طارق نفسه كان يتردد على مقهى بورسعيد و«يجلس في صدره وسط كوكبة من أصدقائه الفنانين الرواد من أمثال: حسن جاوه، سعيد أبوخشبة، حسين هاشم، عثمان خميس، وغيرهم. «ياريم وادي ثقيف» وبقدر ما أحبه أبناء الطائف، فإن أبا سلطان بادلهم الحب بالحب، مجسداً ذلك في واحدة من أشهر أغنياته التي لم تبهت مع الأيام وما زالت تثير الأشجان، وهي رائعته الخالدة «ياريم وادي ثقيف»، حيث يقع وادي ثقيف في جنوب مدينة الطائف، وتسكنه منذ ما قبل ظهور الإسلام وحتى اليوم، ثقيف قبيلة كبيرة من قبائل هوازن. وهذه الأغنية كتب كلماتها الأمير عبد الله الفيصل قبل ستين عاماً، وغناها أبو سلطان من ألحانه عام 1951، في وقت لم يكن بعد قد تعلم النوتة الموسيقية، فدخلت هذه الأغنية الجميلة التاريخ كأول قصيدة مغناة للأمير عبد الله الفيصل، وأول لحن يضعه طارق عبد الحكيم في مشواره الفني، وأول أغنية سعودية وخليجية تغنيها مطربة عربية، بل وأول أغنية سعودية تذاع من إذاعة مصرية. وحول الشق الأخير أخبرنا أبو سلطان في حديث قديم له قائلًا: «كنت صديقاً للأمير عبد الله الفيصل وكان حينها يكتب الشعر، وقال لي أسمع هذه الأبيات وهي قصيدة (يا ريم وادي ثقيف)، وبعد أن سمعتها أعجبت بكلماتها، ووضعت لحنها عام 1951، قبل أن أذهب إلى مصر في عام 1952، ولم أكن أعرف النوتة لأكتبها ولكنني حفظت اللحن. وبعد أن تعلمت كتابة النوتة في مصر طورت اللحن وسجلته هناك وغنته نجاح سلام، وأخذت نسخة من الأسطوانة، وذهبت بها إلى مدير إذاعة صوت العرب آنذاك أحمد سعيد ولمّا سمعها أعجب بها وهي أول أغنية سعودية وخليجية تدخل أستوديو إذاعة صوت العرب». هذه الأغنية كانت بمثابة فتح مبين لفناننا، وسبباً لشهرته خارج حدود بلاده، خصوصاً بعد أن أدتها نجاح سلام ثم هيام يونس فطلال مداح، فمن الضروري أن نقرأ ما كتبته أروى تركستاني في بحث لها منشور في مجلة القافلة (يناير/&rlm&rlm&rlmفبراير 2014 المجلد 63): «من? ?يتأمل? ?أغنية? ?(يا? ?ريم? ?وادي? ?ثقيف)? ?يجد? ?أنها? ?تتميز? ?بمقام? ?الراست، ?الذي? ?يبدو? ?أن? ?طارق? ?عبد الحكيم? ?كان? ?يؤثره، ?ذلك? ?أن? ?ثلاثاً? ?من? ?أشهر? ?أغنياته، ?وهي: (?يا? ?ريم? ?وادي? ?ثقيف)،? ?و(تعلّق? ?قلبي? ?طفلةً? ?عربية) التي ?غنتها? ?هيام? ?يونس، ?و(أشقر? ?وشعره? ?ذهب) التي غنتها? ?سميرة? ?توفيق، ?كلها? ?من? ?مقام? ?الراست، ??الذي? ?يشيع? ?في? ?الغناء? ?الشعبي? ?في? ?شبه? ?الجزيرة? ?العربية، ??لما? ?يوحيه? ?من? ?إحساس? ?بالطرب? ?الشديد، من? ?تلك? ?الإيقاعات? ?الشعبية? ?الخليجية? ?التي? ?تضبط? ?وقع? ?الأرجل? ?على? ?الأرض? ?في? ?الرقص? ?الجماعي? ?الشعبي? ?الجميل? ?والشهير? ?في السعودية. فإذا? ?اجتمع? ?المقام? ?الجميل? ?مع? ?الإيقاع? ?المناسب، وتوّجهما? ?لحن? ?جميل? ?أمكن? ?للعمل? ?أن? ?يعمَّر? ?طويلاً? ?في? ?وجدان? ?الناس»?.? وتستطرد الباحثة تركستاني في تحليلها فتقول: «تعد? ?هذه? ?الأغنية? ?من? ?نوع? ?الطقطوقة ?أي? ?الأغنية? ?التي? ?تتكون? ?من? ?مقاطع? ?متلاحقة (?الأغصان)?، ?يتكرر? ?فيما? ?بينها، بعد? ?كل? ?مقطع (?غصن) ?مذهبٌ? ?هو? ?عادة? ?مطلع? ?الأغنية. وهذا? ?الأمر? ?ينطبق? ?على? ?هذه? ?الأغنية، ?إذ? ?إن? ?المذهب: ?يا? ?ريم? ?وادي? ?ثقيف،? ?يتكرر? ?لحناً? ?وغناء? ً،?بعد? ?كل? ?من? ?الأغصان? ?الأربعة: ?إنت? ?المنى والأمل في مهجتي لك محل، ?ويا? ?ليت? ?وصلك يعود وأسعد بلثم الخدود، وعبدك? ?ضناه الغرام ساهر وغيره ينام،? ?وإيه? ?مقصدك في ضناي الوصل غاية مناي». سيرة ذاتية تقول السيرة الذاتية لفناننا، إنه ولد لأب من أشراف الحجاز البسطاء العاملين في الزراعة ممن خدموا في الجيش الهاشمي، وأم من فرع الحمدة (الحميدي) من قبيلة ثقيف، وأن والده هاجر إلى العراق في أوائل القرن العشرين تاركاً خلفه زوجته وصبيين وابنة. ولما كان الصبي الأكبر هو طارق فقد آلت إليه مسؤولية رعاية الأسرة، وهي المسؤولية التي تحملها مبكراً عبر العمل مع خاله في فلاحة الأرض وبيع خيراتها من الخضراوات والفاكهة من خلال «بسطة»، في الوقت الذي لم ينقطع فيه عن الدراسة. كان أبو سلطان مولعاً بالفنون والموسيقى بحكم نشأته في بيئة الطائف الغناءة وترديده الغناء أثناء العمل في الحقل، بدليل أنه كان حريصاً على حضور حفلات الفلكلور الشعبي المقامة في حواري الطائف والمشاركة فيها، الأمر الذي ساهم كثيراً في تعرفه إلى الفنون الشعبية وتشربه لألوانها الفلكلورية العديدة. ولعل ما رسخ عشق الموسيقى والفن في وجدانه، وجعله يطّلع أكثر على ألوان جديدة من الفلكلور، هو زمالته لابن أحد وجهاء مكة وأثريائها، وهو الشيخ حسن ابن وزير الدولة آنذاك الشيخ محمد سرور الصبان، حيث ساهمت هذه الزمالة في تعرفه إلى جهاز الفونوغراف والأسطوانات والاستماع منها لأصوات جميلة، وأيضاً ساهمت في تعرفه إلى المنشدين المكيين وتأثره بأداء كبيرهم «حسن جاوة». ومما يذكر في سياق تعلق الرجل بالطرب والموسيقى أنه سافر من الحجاز إلى البحرين سنة 1939 ليسجل بعض الأعمال القديمة كالمجرور والمجالسي والحدري، وشيئاً من ألحانه الأولى، على أسطوانات لدى شركات التسجيل الفنية بالمنامة. تخرج أبو سلطان في الكلية الحربية عام 1942 ضابطاً في سلاح المدفعية ضمن دفعة الكلية الثانية التي ضمت 32 خريجاً. وتشاء الأقدار أن يسمع به الأمير منصور بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، فيستدعيه ويطلب الاستماع إلى ما عنده من مقطوعات، ويكلفه بتكوين فرقة موسيقية للجيش، نظراً لعدم وجود مثل هذه الفرقة في الجيش السعودي آنذاك. ولكي يضمن الأمير منصور تأسيس الفرقة على أساس متين، أوفد طارق عبد الحكيم إلى مصر لهذه الغاية في عام 1952، فوافق فناننا على هذا التكليف على الرغم من تردده في بادئ الأمر، لأنه خاف أن يتعرض للسخرية من الناس حينما يعلمون أن قائد مدفعية فوج ثاني متحرك ابتعث لدراسة الموسيقى. صداقات فنية سلم فناننا، وهو في رتبة ملازم، قيادة سلاح المدفعية لزميل له، تاركاً خلفه عند زملائه علامات استفهام حول تركه لسلاح المدفعية، وحلّ في القاهرة مع نهايات العهد الملكي بمصر فعاصر حريق القاهرة الكبير، وثورة يوليو 1952، وطرد الملك فاروق، وإزاحة اللواء محمد نجيب، وسطوة إذاعة «صوت العرب» على أجواء الأثير العربي. في القاهرة، عاش أبو سلطان ثلاث سنوات من عمره يصل الليل بالنهار، متنقلاً ما بين معهد موسيقى الجيش المصري والمعهد العالي للموسيقى العربية. وخلال هذه الفترة استطاع إقامة علاقات صداقة مع ثلة من الموسيقيين المصريين الذين كانوا يترددون عليه في شقته مثل: أحمد الحفناوي وعبد الفتاح منسي وأحمد عطية شرارة، إضافة إلى مدير إذاعة صوت العرب أحمد سعيد الذي كان وراء إقناعه، وهو لا يزال طالباً، بعمل نشيد وطني يمجد انقلاب يوليو، مثلما كان وراء تشجيعه لاحقاً لوضع ألحان لبعض المطربين والمطربات، من أمثال: كارم محمود ومحمد قنديل ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد. واقتران اسمه بأسماء هؤلاء النجوم الكبار في دنيا الطرب المصري فتح له الأبواب ليوسع دائرة نشاطه، ويتجه في الستينيات شمالاً صوب لبنان الذي التقى فيه فنياً المطربة الموهوبة هيام يونس، من خلال أغنية «تعلق قلبي بطفلة عربية». ثم كان اللقاء الفني الكبير بين ألحان طارق وصوت وديع الصافي من خلال أغنية «لا وعينيك» التي تُعتبر أول أغنية يؤديها الصافي من ألحان غيره، وكان اللقاء الفني أيضاً بينه وبين المطرب السوري فهد بلان، عبر أغنية «محبوب قلبي»، وبينه وبين سميرة توفيق أغنية «أشقر وشعره ذهب»، وبينه وبين المطربة الكبيرة صباح في أغنية «البعد والحرمان». وأثناء دراسته في القاهرة، تعرف فناننا إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي نصحه بأن يصطحب معه في عودته لبلاده بعض مدرسي الموسيقى كي يساعدوه في تدريس العزف على الآلات المختلفة لمواطنيه، وبالتالي تأسست نواة لفرقة موسيقية ومعهد موسيقى للجيش العربي السعودي. لحن السلام الوطني غير أن العملية لم تكن بتلك السهولة في بلد اعتاد تحريم الموسيقى، بما فيها الموسيقى التي كانت تصاحب مجيء المحمل المصري. ومن هنا بدت مجرد فكرة تأليف لحن السلام الوطني وعزفه عسكريا أمام الملك عبد العزيز أمراً مثيراً للمتاعب لولا تفهم ودعم وزير الدفاع الأمير منصور الذي كان مصمماً على إدخال الموسيقى في الجيش.بعد عودته من مصر، استقر أبو سلطان في الرياض، حيث عكف على تأسيس أول معهد لموسيقى الجيش، وتخريج موسيقيين يعزفون على النوتة، وتكوين فرق موسيقية موزعة ما بين قوات الجيش والأمن العام والحرس الملكي والحرس الوطني ونادي الضباط. وهكذا ترقى الرجل سلالم الرتب والمناصب العسكرية حتى صار عميداً وقائداً لموسيقى الجيش قبل أن يتقاعد عام 1968، ويتفرغ بالتالي للتلحين والغناء، مع مزاولة أنشطة تراثية بحكم منصب كلفه به الأمير فيصل بن فهد، وهو منصب مدير إدارة الفنون الشعبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة. وبحكم هذا المنصب جال أبو سلطان العالم معرفاً الشعوب والأمم العربية والأجنبية بالموسيقى والفنون الشعبية السعودية، ومقدماً نفسه كخير سفير لبلده بالخارج، حيث جال على سبيل المثال في الدنمارك والنمسا وألمانيا وإسبانيا وتركيا، بل غنى وقدم عام 1986 الرقصات الفلكلورية السعودية في قاعة لم يغن بها أحد قبله، هي قاعة «داغ همرشولد» في هيئة الأمم المتحدة. يقول المؤرخ دياب: إن طارق ظل متسيداً ساحة الأغنية السعودية الحديثة، إلى أن استيقظ ذات يوم (عام 1959) على صوت جميل يشدو بـ«وردك يا زارع الورد». لم يكن صاحب هذا الصوت سوى طلال مداح، الذي تمكن من خلال هذه الأغنية التي لحنها بنفسه، أن يحقق شهرة مدوية في زمن قصير. وبهذا شهدت السعودية أولى المنافسات الفنية التي كان طرفاها طارق وطلال. ورغم ذلك لحّن طارق لطلال أغاني «لك عرش وسط العين»، و«تعداني وما سلّم»، و«عاش من شافك»، و«فات الأوان»، ثم حينما لحّن للنجم الصاعد الآخر محمد عبده عدداً من الأغاني، أهمها «سكة التايهي»، «و«لا تناظرني بعين»، و«رحت يم الطبيب»، ولحّن   لعبد الله محمد أغنية «لنا الله»، ناهيك عن سماحه في مطلع التسعينيات للنجم المبتدئ آنذاك عبد المجيد عبد الله بغناء واحدة من أشهر أغانيه، وهي «أبكي على ما جرا لي يا هلي» من كلمات محمد بن ناصر السويلم. توفي أبو سلطان بعد معاناة مع مرض السرطان في 21 فبراير 2012. وكانت وفاته في القاهرة، المدينة التي شهدت بداياته، وارتبط بها وجدانياً، فأوصى أن يدفن بها. وهكذا انطفأت شمعة ظلت تحترق قرابة قرن من الزمان في سبيل إمتاع مواطنيه بما ينمي إحساسهم بالحب والجمال، والنهوض بالأغنية السعودية وتطويرها والانطلاق بها إلى ما وراء الحدود. في كتاب أعده إسماعيل عيسى حسناوي عام 1988 عن سيرة فناننا، نجد رصداً دقيقاً لأعماله، فنعرف أنه لحن 500 لحن، وأن 140 مطرباً ومطربة تغنوا بألحانه، وأن عدد من تعاون معهم من الشعراء بلغ 157 شاعراً وشاعرة، وأنه غنى 104 أناشيد وطنية، و17 نشيداً وأوبريتاً دينياً، وعشرة منولوجات، وسجل 36 لحناً لأناشيد خاصة بحرب الخليج، وألف 111 مقطوعة موسيقية، و14 سيمفونية، و14 مارشاً عسكرياً، وأنه شارك في 34 مناسبة ومهرجاناً موسيقياً في داخل السعودية، و38 مهرجاناً دولياً خارج بلاده، وأنه نال 53 شهادة تقديرية من بلاده والدول العربية والأجنبية والمنظمات العالمية، وأنه انتخب رئيساً للمجمع العربي للموسيقى التابع للجامعة العربية عام 1983 ثم أعيد انتخابه مرة أخرى عام 1987.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©