الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللهم نفسي

26 سبتمبر 2008 02:16
حب الشخص لذاته ونفسه وعدم مبالاته بغيره آفة أصبحت السمة السائدة في هذا العصر، وانتشرت كما ينتشر الداء في الجسد انتشاراً محدقاً ويتمكن من باقي الأعضاء عضواً تلو الآخر·!! و علاج هذه الآفة لن يأتينا دون أن نملك النية الصادقة في البحث عن العلاج ثم اتباع خطواته بحذر واتقان حتى يتم الشفاء بإذن الله· نرى الكثيرين وقد أهمهم حالهم وطفقوا يجرون وراء أي مصلحة شخصية مهما كانت نتائجها إيجابية أو سلبية المهم إرضاء نفوسهم فقط ولا يهم إذا كانت ضد مصالح الغير وتسبب لهم المتاعب والمشكلات الجمة!! لنر بعض الأمثلة من حياتنا ممن ينطبق عليهم مسمى ''اللهم نفسي''· إن علاج هذه الآفة يبدأ بترويض النفس الجامحة والعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وترويض النفس من الأمور الصعبة والشاقة على مثل هؤلاء الذين يضعون أنفسهم في مراتب عالية ولا يعترفون بالحكمة التي تقول: ''رحم الله امرأً عرف قدر نفسه''· وترويض النفس الآمّارة بالسوء يعتبر جهاداً، فهل يبدأ هؤلاء في السير على طريق التواضع وحب الخير لغيرهم مثل ما يحبون لأنفسهم، كما قال رسولنا الكريم: ''لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه''· في صلاة الجمعة، يدعو الإمام لولاة الأمر أو لأي شخص مثل باني المسجد مثلاً، فترى من يرددون خلفه آمين قد تقلصوا وقلوا وخفضت أصواتهم وكأن السكينة غشيتهم، لماذا؟ هل هي حقاً السكينة والخشوع؟ لا، بل حب الذات والنفس، ولو أننا تركنا خلافاتنا وفكرنا وأحب كل منا الآخر لكنا كلنا على قلب واحد، ولم نكن ممن يحبون أنفسهم ولايبالون بأحد قط ''لايزال الناس بخير مالم يتحاسدوا''· هيا لنتحابَّ في الله، ونخلص النية في هذا الشهر الكريم وغيره من الشهور، ولنعمل ونحن نعلم أن كل أمر بيد الله وبتصرفه ونتوكل عليه ونحب الخير لبعضنا البعض ونبيد شعار حب الذات ''اللهم نفسي''· خالد عبدالله المؤذن الشامسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©