تنظم وزارة الثقافة اليمنية في العاصمة صنعاء خلال أكتوبر المقبل المعرض الأول للمخطوطات والرقوق القرآنية التي تنتمي للقرن الأول الهجري·
وأوضح وكيل وزارة الثقافة اليمنية لقطاع المخطوطات ودور الكتب سام يحيى الأحمر أن المعرض يحتوي على أكثر من مائة مخطوطة من أندر وأنفس مخطوطات ورقوق القرآن الكريم·
وأكد أن وزارة الثقافة ممثلة بقطاع المخطوطات ستعمل على حفظ هذه المخطوطات وطباعة محتوياتها ونشرها لعامة الناس للاستفادة من علومها النفيسة ''التي تركها لنا الأجداد في كافة العلوم والمعارف''·
وتعتبر المخطوطات اليمنية القرآنية وغيرها من أهم مستودعات الذاكرة وتوثق لمحطات مضيئة من تاريخ الشعوب وعلومهم عبر العصور، إلا أن عدم الاهتمام بهذا المستودع الكبير من الذاكرة اليمنية جعل المخطوطات في اليمن تقع بين فكي الإهمال ومطامع تجار ومهربي الآثار·
وكانت لجنة دار المخطوطات بصنعاء أقرت في اجتماع لها حصر وتوثيق المخطوطات والرقوق القرآنية·
ويتراوح عدد المخطوطات المتواجدة في دار المخطوطات بصنعاء بين 30 و40 ألف مخطوطة· وتنقسم هذه المخطوطات، حسب أمين دار المخطوطات عبد الملك المقحفي، إلى نوعين: النوع الأول: يتمثل في الرقوق القرآنية الجلدية التي قد تصل إلى 10 آلاف قطعة، وهذه العشرة آلاف قطعة قد تصل إلى 300 مجموعة كمصاحف مكتملة وغير مكتملة، وتتميز هذه الرقوق بالزخارف وجماليات الخطوط الإسلامية القديمة والألوان، وقد تم العثور عليها في الجناح الغربي بالجامع الكبير في صنعاء عام 1972م وهذه الكمية تمت معالجتها وترميمها بالتعاون مع الحكومة الألمانية·
أما النوع الثاني فيتمثل في المخطوطات الورقية، وتنقسم إلى مجموعتين الأولى: تم نقلها من المكتبة الغربية بالجامع الكبير مؤخراُ إلى دار المخطوطات اليمنية وتضم نحو 4 آلاف مخطوط ومجلد، وهذه المجلدات تحمل عناوين لكتب تصل إلى 11 ألف عنوان وكتاب في أكثر من 30 علماً من العلوم الأساسية كعلوم القرآن والحديث والسيرة والفقه واللغة العربية وآدابها والتاريخ والرياضيات والحساب والهندسة والزراعة، إضافة إلى علم الفلك ومختلف العلوم الأخرى·
وفي 10 مارس 2007م تم العثور على 4 آلاف قطعة من المخطوطات في الجامع الكبير أثناء عملية الترميم التي يقوم بها فريق من الآثار اليمنية مع بعثة ألمانية، ويرجع تاريخ بعضها إلى القرنين الأول والرابع الهجري، تمثلت في الكشف عن حقبة هامة من مراحل مختلفة لتدوين القرآن الكريم على قطع جلدية ونادرة جداً وتعتبر من أهم الاكتشافات إلى جانب الاكتشاف السابق على المستوى المحلي والإقليمي والدولي·
وتعتبر الرقوق القرآنية الموجودة في دار المخطوطات بصنعاء من أقدم النماذج في العالم، فتاريخها ينحصر ما بين القرنين الأول والرابع الهجري، أما المخطوطات الورقية فإن أقدم وأندر مخطوط منسوخ بالخط الكوفي سنة 663هـ، منوهاً بأن أهم وأثمن مخطوطة في الدار هي مخطوطة مصحف الإمام علي بن أبي طالب المتواجد في مكتبة الأوقاف بالعاصمة صنعاء·
وأشار المقحفي إلى أن هناك رقوقاً قرآنية ترجع إلى القرن الأول الهجري وهي عبارة عن آيات للقرآن الكريم بالخط الحجازي، ويطلق عليه الخط المدني أو المكي أو خط الجزم· أما أقدم النماذج المتواجدة في اليمن وأقدم نص ورقي فيعود إلى سنة 366 للهجرة· كما يوجد نص رخام وسط الجامع الكبير بالخط الكوفي القديم يرجع إلى 136 للهجرة، إضافة إلى الكتابات والنقوش والزخارف على سقف الجامع الكبير التي ترجع إلى 271 للهجرة·
وكان مركز المخطوطات التاريخية في زبيد غرب اليمن استكمل في يونيو الماضي تجهيز الجزءين الثاني والثالث من فهرس المكتبات التاريخية الخاصة في زبيد بالتعاون مع المعهد الفرنسي للدراسات والعلوم الاجتماعية·
وقال مدير عام مركز المخطوطات عرفات عبد الرحمن الحضرمي إن المركز والمعهد انتهيا من التجهيزات لإخراج الجزءين الثاني والثالث من فهرس المكتبات الخاصة واللذين يوثقان 220 مخطوطة تاريخية من القرن الثامن وحتى القرن الثاني عشر الهجري·
وأشار إلى أن المخطوطات التي يحتويها الجزآن في صفحات تزيد على 350 صفحة من الحجم الكبير جاءت ضمن دراسة حللت بيانات ومعلومات تلك المخطوطات بمجالاتها العلمية والتاريخية والفقهية والفلكية وغيرها·
وصدر الجزء الأول من فهرس المكتبات الخاصة نهاية العام الماضي في 180 صفحة من الحجم الكبير، ركز قسماه الأول والثاني على التعريف بالمخطوطات العامة، ونوعية أوراق المخطوطات وصناعتها التي تبينها العلامات المائية السرية بجوهر الأوراق ونوعية الأحبار المستخدمة وصناعتها ونوعية الخط المستخدم لكتابة تلك المخطوطة والدلالات العلمية والتاريخية من تلك المعلومات·
فيما تناول القسم الثالث فهرسة 50 مخطوطة تاريخية تعود للفترة من القرن الثامن وحتى الثاني عشر الهجري، وتضمنت أهم البيانات والمعلومات لهذه المخطوطات
عدد اليوم
