السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ياسر المنصوري: أحترم رسالتي كمذيع.. ومشهد "الرضيع" تحت أنقاض الزلزال أدمى قلبي

ياسر المنصوري: أحترم رسالتي كمذيع.. ومشهد "الرضيع" تحت أنقاض الزلزال أدمى قلبي
13 ديسمبر 2009 23:14
ياسر المنصوري.. مذيع استثنائي له حضور قوي على الشاشة، فعندما يطل عبر شاشة أبوظبي من خلال برنامج "علوم الدار" يأسر المشاهد بلباقته وأدائه المدهش، وتقاسيم وجهه التي تحمل كل ملامح الثقة والصدق.. حاورناه وامتطينا صهوة الفضاء لنحلق معه في سماء الإعلام الإماراتي والخليجي والعربي، ونغوص في بحار هذه المهنة لنكتشف أغوارها وأسرارها.. كما سألناه عن أغرب وأقسى المواقف التي تعرض له أثناء تغطيته لبعض الأحداث، فتحدث عن آلامه وأوجاع قلبه من جراء ما رآه من أهوال عندما كان يغطي أحداث الزلزال الذي ضرب إيران.. وكيف أن قلبه أدمى بسبب الأطفال والنساء وكبار السن الذين قضوا تحت الأنقاض، ولم ترحمهم قسوة هذا الزلزال الذي لم يفرق بين كبير وصغير.. حتى أن رائحة الجثث لم تفارق أنفه ولا نفسه لمدة ثلاثة أيام.. بالإضافة إلى موقفه مع توني بلير، ونجلي صدام حسين.. التفاصيل في السطور التالية.. في البداية قال ياسر المنصوري: تدرجت في وظائف داخل مؤسسة الإمارات للإعلام التي أصبحت الآن شركة أبوظبي للإعلام.. وفي بداية رحلتي الإعلامية وضعت هدفا وأردت تحقيقه ولله الحمد حققته. ويضيف: "الفضل في إعدادي كمذيع يعود إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. حيث لجأ الإعلام الإماراتي إلى ضخ أفكار جديدة ودماء جديدة.. موضحاً أن هناك طاقات إبداعية إعلامية لم تستغل ولا بد أن تستغل". غيرة إعلامية وعن عمله في شركة أبوظبي قال: "شركة أبوظبي استطاعت أن تتخطى حدود المكان والزمان.. فهي أول شركة اتجهت نحو التغيير حيث استطاعت أن ترتقي بالمذيع الإماراتي وأن تضع استراتيجية لتطوير قنواتها الإعلامية بما يحقق خدمة المواطن". وعن المشكلات التي تعيق عمل المذيع قال إن ما يؤثر على المذيع أو الإعلامي هو الغيرة الإعلامية أو الدسائس المفتعلة والأجواء العامة للعمل، لذا لابد من البعد عن المؤثرات التي تعيق التصور الإعلامي، خاصة أنها تكون أسبابا بسيطة لكن نتائجها كبيرة، وأتمنى أن تتعاون جميع الشركات التابعة لأبوظبي للإعلام مع بعضها البعض والعمل كفريق واحد والابتعاد عن ما يعكر الجو للوصول بدولة الإمارات إلى أعلى مستوى. كما أتمنى أن يكون الإعلام الإماراتي منبرا يحتذى به وهو قادر على ذلك، خاصة أنه يملك الكوادر المؤهلة التي تستطيع تحقيق نقلة نوعية في الإعلام. كما فعلت قنوات أبوظبي التي اعتمدت على التغيير والتطوير وباتت من أهم القنوات الإعلامية المؤثرة في الوطن العربي. "علوم الدار" وعن علوم الدار قال: "أنا مجرد مذيع في "علوم الدار"،ومدير القناة ومدري مركز الاخبار مجرد مدراء فالفضل في تمييز "علوم الدار" يعود - بعد الله عز وجل - على محرريها ورؤساء تحريرها الذين يجب تكريمهم اليوم قبل غد، فنجاح البرنامج يعود إلى ذلك الكادر المتفاني في تقديم عمله، والذي يعمل خلف الكواليس ويحرر الخبر ليخرج على الشاشة أمام المشاهد.. فهم كادر جمع أصحاب الخبرة مما ساهم في نجاح البرنامج. وهناك أسماء كثيرة قدمت الكثير لبرنامج "علوم الدار" أذكر منها رؤساء التحرير حامد الجنيبي وهيّام عبيد وديمة العامري وعلي مبارك وإلى طاقم الإعداد، أحمد ناصر ورائد الشايب ومحمد عبدالكريم وحمدي ياسين ومنال أحمد وفاطمة اليتيم وعبدالرحمن نقي وعلي الحوسني وأمينة المزروعيو سوسن الرحمة وطاقم الاخراج والتصوير.. هؤلاء هم من صنعوا "علوم الدار"، وهم من لهم التقدير والشكر. وعن ما حصل بينه وبين أحد المسؤولين من مشادة على الهواء قال: "تحصل كثيراً وأتمنى من أي مسؤول ألا "يزعل" من خلال أي حوار أو مقابلة، لأن الإعلامي بشكل عام يحمل رسالة وأمانة لابد أن يؤديها، فكلنا نؤدي عملنا". "جريدة بلا ورق" وعن البرامج التي قدمها أوضح: "قدمت برنامج "جريدة بلا ورق" في نسخته الأولى، حيث قدمت الجانب الاجتماعي في أكثر من 36 حلقة كان من أصعبها دخولي إلى أحد سجون الدولة وكان وقتها الموضوع المطروح عن "المخدرات" فكانت أصعبها لأنها كانت حلقة بالغة الحساسية". وعن طريقة إعداده وتقديمه المميز قال: أنا من أكتب التقرير من خلال الواقع الذي أعيشه.. أرى ثم أكتب، وهذا سر تميزي.. فأنا أعيش الحالة التي أكتبها وأعيش الصورة ثم أكتبها. وأضاف: "أحلم بأن أقدم برنامجا إنسانيا يلامس هموم المجتمع ويسلط الضوء على مشكلاته، فأنا مولع بهذا النوع من البرامج التي تنزل إلى الشارع وتحاكي الرجل البسيط وتساعد المشاهد في حل مشكلات المجتمع، حيث أعددت الفكرة بالكامل وأسميت البرنامج "من حال إلى حال" بمعنى ربما يتغير حاله بسبب البرنامج. رضيع تحت الأنقاض وفي سؤالنا كيف يقيم المذيع أداءه، قال: التقييم من خلال دعم الآخر أو ما يلامسه من مشاعر المشاهد في الأماكن العامة.. وأيضا من خلال طرحه للموضوع وردة الفعل. فأنا لا أنسى أبداً ذاك الاتصال الذي أجراه معي سعادة رئيس مجلس الإدارة محمد خلف المزروعي أثناء نزوله من الطائرة قادماً من نيويورك ليهنئ ويثني عليّ عندما قمت بتغطية المؤتمر الصحفي الذي تم فيه عرض تقرير عن "جزيرة السعديات" وعن العمالة، مستغرباً عدم الإشادة من مسؤولين آخرين في التلفزيون. وعن أصعب المواقف التي عاشها في عمله أشار: لن أنسى ذاك "الرضيع" عندما غطيت أحداث زلزال "بام" في إيران فرأيت أما ترضع رضيعها وهما في عداد الموتى تحت الركام. كما أذكر ذاك الطفل الذي أرسله أبوه لشراء حاجيات وليعود ويرى 7 من أفراد أسرته ماتوا في الزلزال. كانت رائحة الجثث والموتى منتشرة في كل مكان واستمرت هذه الرائحة لا تفارقني لمدة ثلاثة أيام. كما ناقشت عدة مواضيع كان من أهمها حواري مع مسؤولين حول موضوع "حالة الأفراح" و"مكبات النفايات في منطقة مصفح" في برنامج علوم الدار. أمانة في الطرح وأضاف أن المذيع الناجح هو الذي تدرج بطريقة صحيحة وأنا أستغرب من بعض المذيعين فهم يقدمون أنفسهم من خلال ظهورهم على الشاشة، فالمذيع الناجح هو من يقدم الخبر ولا يقدم نفسه، كما أن الأمانة في الطرح هي من أهم الصفات، والغريب أن قنواتنا المحلية تبحث عن مذيعين شكلياً وليس مضموناً ولا مهنياً وهذا ما يؤثر على المشاهد ويزعزع ثقته في التلفزيون. ومن جانبي فقد تتلمذت على يد عبدالدايم الصماري فهو من أفضل محرري الأخبار في الوطن العربي. وقال: "نحن في "علوم الدار" مظلومون، فرغم قوة البرنامج بشهادة المشاهدين، لا يوجد عندنا "برومو" تسويقي رغم النجاح الذي نحققه، لماذا نبحث عن تسويق ونحن أصل التسويق؟ كما أتمنى أن يبتعد منتقدين قنوات أبوظبي عن التجريح الشخصي وأن يكون انتقادهم بشكل مهني لكي نستفيد من النقد البناء ويبتعدون عن الارهاب الاعلامي الذي يؤدي تأجيج الشاعر ويخلق فئة ليست لنا ولكن علينا. ومشكلة التلفزيون أنهم يصنعون البرنامج على المذيع وليس المذيع على البرنامج وهذه طريقة خاطئة تسببت في إخفاق بعض البرامج. عدم التهميش كما أتمنى أن يعطي المسؤولون المذيع حقه، فهو له عقل ولسان يستطيع من خلاله المشاركة في دفع العجلة الإعلامية، لذا أرجو عدم التهميش لدور المذيع و"كأنه مؤد فقط" لكي نرتقي بإعلامنا. خاصة أننا نعمل في المدينة التي أصبحت وجهة لكل محبي الأمان والسلام والتي أصبحت محط الأنظار "مدينة أبوظبي". ونحن استمددنا قوتنا الإعلامية وتفوقنا والنهضة الإعلامية من شخصية فذّة استسهلت الصعب وجعلت من المستحيل ممكناً ورائدها الإعلامي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©