الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء يرفضن حقهن الشرعي من «أجل عيون الرجل»

النساء يرفضن حقهن الشرعي من «أجل عيون الرجل»
13 ديسمبر 2009 23:08
حقيقة..لم أكن أتوقع أن يحظى إثارة تساؤل «هل تطبخ المرأة لزوجها؟» بهذا الجدل، وردود الأفعال بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان الهدف من طرح الموضوع يتمشى وحملة التوعية التي أطلقت في الآونة الأخيرة تحت عنوان «اعرفي حقوقك»، بغرض تنمية الوعي المجتمعي بحقوق المرأة الشرعية، وتوعية المرأة نفسها بالقوانين والتشريعات المحلية والاتحادية. وتوقفت كثيراً أمام السند الشرعي الذي يتناول هذا الجانب في ضوء إجماع جمهور العلماء ـ أنه يجب على المرأة «شرعاً» أن تطبخ أو تغسل أو تقوم بتنظيف البيت أو ملابس زوجها! تقول فاتن نزار سعد»موظفة متزوجة»:» لا أعلم أن الشريعة تقر عدم إلزام الزوجة بالطبخ لزوجها، أو غسيل ملابسه أو تنظيف بيت الزوجية، وإن كالنت كذلك حقاً، فلماذا تعاقب عليها إن تركتها وإن كانت تؤجر عليها إن فعلتها؟، لكنني أرى أن قيامها بذلك واجب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون حقا قانونيا، فلا يجوز ترك الزوج بلا أكل، وعلى الزوجة أن تتعلم هذه المهارة، وعلى الزوج أن يتحمل زوجته في البداية حتى تتعلم جيداً، ويشجعها، ولا ضير في ذلك، بل يستحسن أن يتعاون معها، ولما لا؟ هل ينتقص ذلك من قدر الزوج؟ لا أظن»! كما تقول مها الظاهري«معلمة غير متزوجة»:» من الطبيعي أن يكون الزوج خارج البيت معظم الوقت لظروف العمل، ولتوفير المال اللازم للإنفاق على مستلزمات الحياة اليومية لأسرته بغض النظر عن إسهام الزوجة في هذه الأعباء، وهي من واجبات الرجل الأساسية، والزوجة تعمل في مملكتها لتهيئ الأمان والراحة داخل بيتها، وترعى الأبناء، وقد لا نجدها في كل الحالات لأن لكل ظروفه، لكننا نجد في أحيان كثيرة أن المرأة تخرج للعمل، لدعم دخل الأسرة، ولا يمنع ذلك الرجل من أن يساعد زوجته في أعمال المنزل، فالمسؤولية مشتركة بغض النظر كون ذلك حقا أصيلا من عدمه. وهذا التعاون يقوي مشاعر المعزة والمحبة بين الزوجين. لكنني أطرح تساؤلاً فرضياً» ماذا يكون موقف الزوج فيما لو رفضت الزوجة أن تطبخ وتغسل لزوجها أو امتنعت عن تنظيف بيتها بحجة أن ذلك غير إلزامي، وأنها ليست مكلفة، هل يمكن أن تسير الأمور بصورة طبيعية؟ ولو مرضت الزوجة يوماً على الزوج أن يراعي ذلك، ويساعدها، فالحياة الزوجية حياة مشتركة، والتعاون ضروري حتى تستمر الحياة». وتضيف عائشة المزروعي «طالبة غير متزوجة»:«إن الاعتراف بما جاءت به الشريعة أمر بديهي، لكن في الوقت نفسه لا أتصور أن نعمل به لأنه أمر غير ملزم، لكن معرفتنا بالحدود أمر جميل، وأن يعرف كل طرف ماله وما عليه أمر مطلوب، وإن كان الطبخ والغسيل ليسا من مسؤولية الزوجة، على الأزواج إدراك ذلك حتى يدركوا أن ما تقوم به النساء يأتي من باب المساهمة غير الواجبة، وأن هناك مفاهيم وقيما أخرى يجب أن تراعى، منها العادات والعرف والتقاليد، وما يجمع عليه الناس، والمسؤولية والمشاركة وغير ذلك من قيم إيجابية لا يمكن إغفالها، وعلينا أن ننتبه إلى أن الأدوار داخل الأسرة قد تغيرت كثيراً بعد تعليم المرأة وخروجها للعمل ومشاركتها في مسؤولية الإنفاق على الأسرة، وهي أيضاً مسؤولية غير إلزامية، ولا تطالب بها، ومن ثم فان الرجل مطالب بتفهم هذه المتغيرات أكثر من أي وقت مضى». أما ميثاء حمدان «معلمة متزوجة» فترى أن الحياه الزوجية تقوم على التوافق في المبادئ والأفكار والنظرة إلى الحياة ، لكنها لها رأي مختلف، إذ تقول:»إن المرأة مطالبة بأن تطبخ لزوجها، ويعد ذلك من أهم واجباتها، بل يكفيها فرحةحينما يمتدحها زوجها ويثني على طريقتها في الطهي، كما تكسب الثواب إن أدخلت السرور إلى قلبه». وتكمل: «شو مكانة الرجل كزوج بالنسبة لي إذا أنا ماخدمته ولا سويت اللي يطلبه مني..؟ ومهما كان الزوج مقتدراً ويوفر الخادمات في بيته، فلا يجوز أن يعتمد عليهن في إعداد الطعام، لأنني مقتنعة بأن ذلك من أهم وظائف الزوجة والأم إلى جانب المسؤولية الزوجية ورعاية الأبناء، وفيما عدا ذلك يمكن أن تعتمد في ذلك على الخادمات». للرجل رأي آخر يقول خالد صالح الشحي«موظف متزوج»:» إذا كانت الزوجة تقول ذلك وتقنع به، فلا خير فيها، واعتبره عدم احترام لزوجها، وعدم تقدير لتعبه وأعبائه، ويدل على أن هذه الزوجة لا تقدّر الحياة الزوجية، ولا تستحق أن تكون زوجة، أما إذا كانت ظروفها لا تسمح بحق، يجب على الزوج أن يقدّر ذلك ولا يكون متسلطاً، ولا يمنع من أن تعتمد الأسرة أحياناً على الأكل من المطاعم للتغيير وللتخفيف على الزوجة، لكن» لو مافي مانع ليش الزوجة ما تطبخ ؟» وإذا لا تريد الزوجة أن تطبخ أو تغسل لزوجها « لشو غلبت حالها واتزوجت ؟» أما حسن سلطان خميس:«موظف أعزب»فيقول:«إذا كان الشريعة السمحاء لا تلزم الزوجة بالطبخ والغسيل والتنظيف وغيرها، فالمفروض عليها أن تقوم بكل شي من نفسها، ولا تنتظر أن يجبرها زوجها على ذلك، لأن يكفي ما يلقى على كاهله من مسؤوليات، وعلى الزوجة أن «تستحي» أو تخجل أن تطلب ذلك وتترك زوجها يأكل من المطاعم أو من أيدي الخادمة، ويكفي أن تتمعن في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:» لو كنت آمر أحداً أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها». ملكة البيت تقول مريم الفزاري، الأخصائية الاجتماعية بالهلال الأحمر في أبوظبي:» إن الحياة الزوجية عقد شراكة ومسؤولية اجتماعية بين الزوجين، وقد أقرت وحددت الشريعة الإسلامية حدود وإطار هذه الشراكة ومسؤولياتها وحقوقها وواجب كل أطرافها بدقة وشمولية وعدل، وما من شك أن طاعة الزوجة لزوجها واجبة، ومن أطاعت زوجها دخلت الجنة، وخدمته تدخل ضمن نطاق طاعته فيما لا يغضب الله، فالمرأة خلقت لتكون ملكة بيتها وسيدته، وهي التي تجهز وتعد لزوجها ما يقر عينه ويسعده ويعينه على متاعب الحياة، وإذا كان الفقهاء أجمعوا على عدم إلزام الزوجة بالقيام بأمور معينة كالطبخ أو غسيل الملابس أو غير ذلك، لايعني أن تعفى المرأة من مسؤوليتها تماماً، فما اتفق الناس عليه من عادات وتقاليد إيجابية تسهم في تقوية روابط الصلة والمودة والألفة بين الزوجين لا بأس بها، ولايجب أن تقف المرأة موقف الند بالند لزوجها، وتطالبه بمساعدتها، أو تشق عليه أن يوفر لها من الخدم ما يثقل طاقته، فما تقوم به الزوجة من مسؤوليات منزلية إنما هو أيضاً ليس مجرد موروث اجتماعي تربينا عليه، بل هي فطرة جبلت عليها النساء، وما أجملها من سعادة عندما تكون الزوجة قرة عينٍ لزوجها في طاعته وخدمته أيضاً. فالزوج يشقى ويتعب في عمله ويعاني ما يعاني، ومن حقه أن يجد الراحة في بيته. ولا يجب أن تنظر المرأة للطبيخ وأعمال البيت على أنه نوع من التكدير، أو أنه عبء ثقيل ليس من واجبها عمله، بل عليها أن تنظر إليه بأنها مهمة رائعة وتستشعر فيها ابتغاء الأجر والثواب من الله لتقبل عليها بسعادة حينها سيكون لطعامها وتنظيفها نكهة مميزة تأسر قلب زوجها للأبد ، فالزوجة الصالحة هي التي تكون لزوجها سكن مودة وألفة، وتكون له أما وبنتا وزوجة، وهي التي تكون له كل شيء فيراها كل شيء ولا يقبل بغيرها بدلاً». الاستمتاع لا الاستخدام اختلف الفقهاء في وجوب خدمة الزوجة لزوجها، فذهب الجمهور إلى أنه لا يجب عليها ذلك، وذهب بعض أهل العلم إلى الوجوب . وأنه « لا خلاف بين الفقهاء في أن الزوجة يجوز لها أن تخدم زوجها في البيت، سواء أكانت ممن تخدم نفسها أو ممن لا تخدم نفسها. إلا أنهم اختلفوا في وجوب هذه الخدمة، فذهب الجمهور«الشافعية والحنابلة وبعض المالكية» إلى أن خدمة الزوج لا تجب عليها، لكن الأولى لها فعل ما جرت العادة به. وذهب الحنفية إلى وجوب خدمة المرأة لزوجها ديانةً لا قضاءً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قَسَّم الأعمال بين علي وفاطمة رضي الله عنهما، فجعل عمل الداخل على فاطمة، وعمل الخارج على علي، ولهذا فلا يجوز للزوجة - عندهم - أن تأخذ من زوجها أجراً من أجل خدمتها له . ويتأكد القول بلزوم الخدمة على المرأة إذا جرت العادة به، وتزوجت دون أن تشترط ترك الخدمة، لأن زواجها كذلك يعني قبولها الخدمة، لأن المعروف عرفا كالمشروط شرطاً.ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر نساءه بخدمته فيقول:» ياعائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي المديّة واشحذيها»، وقد رجح جماعة من أهل العلم القول بوجوب خدمة الزوجة لزوجها وذكروا أدلة ذلك . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة. وأوجب طائفة من السلف والخلف خدمتها له في مصالح البيت، ومنعت طائفة وجوب خدمته عليها في شيء ، وممن ذهب إلى ذلك مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأهل الظاهر، قالوا: «لأن عقد النكاح إنما اقتضى الاستمتاع، لا الاستخدام وبذل المنافع، قالوا: والأحاديث المذكورة إنما تدل على التطوع ومكارم الأخلاق، فأين الوجوب منها؟»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©