ظاهرة جديدة تغزو حياة السهر في شهر رمضان المبارك وتلقى رواجاً منقطع النظير· فبعد انتشار ''موضة'' الخيم الرمضانية في بيروت منذ عدة سنوات تحت أسماء المسلسلات الفنية التي اشتهرت في مصر، مثل ''خيمة الماوردي''، و''خان الخليلي''، و''كان يا مكان''، و''كان زمان'' جاء حالياً دور المسلسلات السورية التي تعنى بحقبة أيام زمان، حيث الأجواء الشعبية·
من أوائل تلك الظاهرة ''حمام باب الحارة'' حسب المسلسل المعروف باب حارة لتكر بعدها خيمة ''العكيد أبو شهاب''، و''خيمة باب الحارة''، وصالون ''أبوعصام''، وقهوة ''أبو حاتم''، الى الديوانيات التي تحمل أجواء المجتمع الدمشقي بكل تفاصيله وقصصه ومشاكله·
حمام ''باب الحارة'' بمطاعمه وتراسه أشبه ما يكون قبيل موعد الافطار بغرفة عمليات، حيث لكل عامل مهمة من الممنوع ألا تتم في موعدها· وإن خلت الطاولات من روادها من الصباح وحتى الغروب بسبب الصيام إذ يقتصر الاقبال فيها على حمام ''باب الحارة'' للتنعم بالاستحمام، والتدليك، وغرفة البخار و''التكييس''·
قبل الإفطار وبعده، يبدأ الزبون مشوار البحث المستحيل عن طاولة ولو لشخصين في حمام باب الحارة في الضاحية الجنوبية وتحديداً على خط ما يسمى بمنطقة ''صفير - السان تيريز - الحدث''، وهذا الشريط كان فيما مضى خط تماس إبان الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، أما الآن فإنها مثال للتعايش والمحبة بين أهاليها·
الحجوزات مسبقة والأماكن ''كومبليه''، وهذا الوضع في مطاعم الضاحية لم يكن كذلك قبل حرب (يوليو) عام ،2006 فالصورة تعكس تبدلاً في نمط الترفيه والسهر في حياتهم اليومية·
إلى ذلك، يقول أحمد دبوق، أحد المساهمين في مؤسسة ''حمام باب الحارة'' إن ''الملايين تابعت حلقات المسلسل السوري حيث نال شهرة كبيرة، وأصبح الكل ينادون بعضهم بأسماء أبطاله لذلك اختصرت المسافات في المرحلة الإعلانية والدعائية، فكان الاسم يكفي بالتعريف عن هذا المشروع · ويبين دبوق أن المشروع يضم إلى جانب الحمام الدمشقي بديكوره وتقسيماته، مقهى شرقيا وآخر غربيا حسب رغبة الزبون، موضحا أن المقهى الشرقي مخصص للعائلات ويحمل طابع الجماعة، أما الغربي فرواده هم من الشباب والشابات·
ويضيف أن الحمام حمام تركي بمواصفاته مع إضفاء الأجواء الدمشقية عليه خصوصا وأن جميع العمال الاخصائيين سوريون، فيما تضم الديوانية الأراجيل (الشيشة)، والمشروبات الباردة والساخنة·
ويشير إلى أن فنانين وسياسيين حضروا حفل الافتتاح الذي أحيته فرقة ''عراضة'' سورية تضم أكثر من ثلاثين راقصا فلكلوريا، لافتا إلى أن أبطال مسلسل باب الحارة اعتذروا عن الحضور نظرا لارتباطاتهم في أعمال فنية·
ويختلف برنامج المقهى في رمضان عن غيره من الأشهر، وفق دبوق الذي يبين أنهم يقيمون المدائح النبوية والابتهالات التي يحييها الحاج بلال صقر وفرقته·
واللافت أن المكان يبدو كجزء من ديكورات المسلسل السوري الشهير ذي النكهة الخاصة، وبعض رواده لم يتردد في توجيه التهاني إلى العمال يوم تزوج ''أبو شهاب'' من ابنة ''أبو حاتم''، متمنيين للعروسين الرفاه والبنين، فيما ترحم آخرون على ''أبو عصام'' الذي فاتته فرحة ''العكيد'
عدد اليوم
