إحراز تقدم في مفاوضات المناخ مع اجتماع وزراء البيئة

دارت مفاوضات لبلوغ اتفاقية تدشن عهدًا جديداً في مكافحة التغير المناخي خلف أبواب مغلقة في كوبنهاجن أمس مع مجموعة من وزراء البيئة من 48 بلداً لدراسة مسودة اتفاق. ولكن مؤتمر كوبنهاجن المستمر حتى 18 ديسمبر برعاية الأمم المتحدة أنهى أسبوعه الأول دون تحقيق تقدم يذكر بشأن أي من المسائل الرئيسية، الأمر الذي يخشى معه التوصل إلى اتفاق هزيل، رغم حضور أكثر من 110 من رؤساء الدول والحكومات الجمعة المقبل. وأكدت كوني هيدجارد التي تترأس المحادثات في كوبنهاجن أن التقدم المحرز خلال الأيام الستة الأولى للمؤتمر كان "رائعاً" مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل شهرين. وأضافت "لقد بدأت المفاوضات فعلاً حول المسائل الأساسية"، ولكن "لا تزال أمامنا مهمة صعبة خلال الأيام القليلة المقبلة". ويعتبر بعض المعلقين أن مؤتمر كوبنهاجن هو الأهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وينعقد المؤتمر بهدف السيطرة على انبعاثات الغازات المسببة للارتفاع الحراري والناجمة عن احتراق الفحم الحجري والنفط والغاز عبر منع حرارة الشمس من الانعكاس وحبسها وزيادة حرارة جو الأرض. ويؤكد العلماء أن العالم بحاجة إلى تحرك سريع وجذري خلال السنوات العشر المقبلة حتى لا ترتفع حرارة الأرض بصورة تؤدي إلى حلول موجات من الجفاف والفيضانات والعواصف وارتفاع مستويات البحار، الأمر الذي سيؤدي إلى موجات من المجاعة والنزوح والفقر تصيب الملايين من البشر. ولكن خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تحول إلى مسالة سياسية ضارية في المواجهة بين الدول الغنيــة والــدول الفقيرة مع ظهور انقسامات في صفوف الطرفين. ويتعين على الدول أن تستخدم مصادر الطاقة بالطريقة الأكفاء أو تنتقل إلى الطاقة المتجددة وغير الملوثة، ولكن هذا لا يمكن أن يحصل من دون ثمن اقتصادي. وعقد الوزراء اجتماعاً غير رسمي أمس مع توقف أعمال المؤتمر ليوم واحد، باعتبــاره يوم عطلة. والسبت شارك أكثر من 30 ألف شخص في تظاهرة ضخمة في شوارع كوبنهاجن متوجين يوماً من الضغوط التي مارسها الناشطون لحماية الأرض في العديد من دول العالم. وطغت البهجة على تظاهرات كوبنهاجن على الرغم من حوادث عنف متفرقة اندلعت على الهامش.