الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيذاء الجار ليس من الإيمان

إيذاء الجار ليس من الإيمان
25 سبتمبر 2008 23:08
أمر الإسلام بالمحافظة على حقوق الجار، فقد دعا المولى عز وجل عباده إلى ضرورة الإحسان الى الجار وقال سبحانه: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً) (النساء:36)· ويقول الدكتور سعيد أبوالفتوح ـ أستاذ الشريعة بجامعة عين شمس- إن الآية الكريمة توضح أن الجار ذا القربى هو الجار القريب ولو كان غير مسلم، والجار الجنب هو الجار البعيد· وحدد بعض العلماء الجوار بأربعين داراً من كل ناحية، أما الصاحب بالجنب فهو الرفيق في العمل والسفر والزوجة· وهذا تحديد بليغ يؤكد أهمية الحرص على التخلق بخلق الإسلام مع من نتعامل معهم وخاصة الجار سواء في السكن أو العمل· ويشير إلى أن ذلك يأتي ضمن جملة من القيم والمبادئ المثالية في الإسلام وكلها تستهدف صلاح العباد وتحقيق الخير وبناء المجتمعات على اسس من المحبة والتعاون وتقوية الروابط بين الأفراد وانتشار روح الأخوة والمحبة والمودة والوئام وإزالة بواعث البغض والكراهية والثأر والانتقام وإغلاق منافذ الشر وأبواب الفساد· ويضيف أن الإسلام جاء بخلق قويم يحرص على المثالية في الشخصية المسلمة ومراعاة الصدق في القول والاخلاص في العمل وأداء الأمانة وصلة الرحم وبر الوالدين والعطف على اليتيم والفقير والصبر وضبط النفس وكظم الغيظ والحلم والعفو عن المسيء والعدالة في الحكم واجتناب الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحب الاحسان والإيثار والتعاون على فعل الخير والتسابق في مراعاة حقوق الجار· ويقول الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (الحجرات:13)· ويوضح أن السنة النبوية أكدت الوصية بالجار لدرجة تكاد تجعل حقه كحق الوارث في البر وفي صلة المودة والتعاون· فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ''مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه''· لأن الجار أقرب الناس الى جاره وأعرف بأحواله فهو يتمكن من ايصال الخير إليه والاستجابة الى شكواه والمسارعة الى نجدته ومد يد العون له، ومن مجموع الجيران يتكون المجتمع، وعندما يكونوا متعاونين ومتوادين متحابين يتضافرون على الخير والمعروف والتقوى والبر يكون المجتمع صالحاً قوياً· ولكن اذا كان الجار سيئاً أو شريراً فإنه قد يقدم على إيذاء جاره وإلحاق الشر به لأنه أقرب اليه وأدرى بما يحقق الضرر له ويؤذيه، ولذا نجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤكد حق الجار ويقسم ثلاث مرات بنفي الايمان عمن يؤذي جاره بالقول أو بالفعل فعن أبي شريح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ''والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن''، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ''الذي لا يأمن جاره بوائقه'' أي شره· فالمسلم مطالب بأن يراعي حق جيرانه، فلا يؤذيهم بإيقاع ورمي المخالفات والمهملات وغيرها· وأيضاً من كان بجواره في العمل كزميله أو رئيسه أو مرؤوسه· وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ''لا يمنعن جار جاره أن يغرز خشبة في جداره''· ويفهم من هذا الحديث انه ليس للجار أن يمنع جاره من وضع خشبة على جداره، وفي معناه كل ما فيه مصلحة مشتركة بين الجيران منعاً للتضييق ومحافظة على الحقوق، وانه اذا امتنع عن ذلك أجبر لأنه حق ثابت لجاره· وقد ورد هذا التحذير لمن يؤذي جاره في حديث آخر حيث أكد انه من كان مؤمناً بربه لا يليق به إلحاق الأذى بجاره ولا يحوز له ذلك وإلا كان بعيداً عن كمال الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ''من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت''
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©