الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوانيس رمضان

فوانيس رمضان
25 سبتمبر 2008 23:04
في رمضان يجد الضوء مرتعه، تزهو الفوانيس، ويتَقد نورها مرحبة بالضيف الكريم، ترتفع فوق الأيدي الحانية لتبعث ظلالاً مشرقة في الأرجاء وفي النفوس أيضاً· أن يحلّ الشهر الكريم فذلك يعني أن تضاء القلوب بنور الرحمة، وأن تصير الليالي المباركة موئلاً للأنس والفرح، وأن تتلون الأماسي الزاهية ببهجة اللقاء· جاء رمضان وكان بديهياً أن تخرج الفوانيس من مخابئها إلى الملأ، لتزيل عن الليل عتمته المقيمة، وتنقي القلوب من ظلمة مستبدة· ارتبطت الفوانيس منذ أكثر من مئة عام بشهر رمضان الكريم، وباتت تقليداً شعبياً يتزامن مع حلول الشهر الفضيل، فلا رمضان للصغار دون فوانيسهم التي يشترونها من المحال المنتشرة في الأسواق العربية من المحيط إلى الخليج· ولا يقتصر شراء الفوانيس على الصغار، فالكبار أيضاً يزينون بيوتهم ومكاتبهم بها، وكذلك الأماكن السياحية والترفيهية والتجارية والشوارع العامة· عن رحلة الفانوس عبر التاريخ يقول بشير الغساني، أستاذ التاريخ الإسلامي: ''استخدم الفانوس ما قبل الإسلام، وكان يصنع بطريقة بدائية وبشكل واحد (بيضوي)، لكنه في العصر الإسلامي تعددت أشكاله وفق إبداعات الحرفيين، واستخدم للإضاءة ليلاً والذهاب إلى المساجد وزيارة الأقارب والأصدقاء، وقد عرف العرب فانوس رمضان في أحد شهور رمضان حين وافق هذا اليوم دخول المعز الفاطمي القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس''· يضيف: ''لم يتشكل الفانوس في صورته الحالية إلا مع مطلع القرن العشرين، وأصبح يُستخدم في تزيين وإضاءة الشوارع ليلاً خلال شهر رمضان مترافقاً مع وظيفة المسحراتي''· بينما يقول محمد متولي، عضو الهيئة العامة للاستعلامات في وزارة الإعلام المصرية: ''تحول الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاَ، إلى وظيفة أخرى متصلة بشهر رمضان الكريم وتقاليده، حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا والحلوى، إلى أن تطورت وصارت مع الأيام تقليداً يلقى صداه في شهر رمضان عبر كل الدول العربية·· مثلما تطورت صناعة الفوانيس واتخذت مساراً حرفياً وإبداعياً مختلفاً بظهور الحرفيين الذين تميزوا بصناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها''· ويشير أبوسلطان، عضو نادي تراث الإمارات، إلى أن ''الفانوس يحتل مكانة متميزة في الذاكرة الشعبية، بخاصة وأنه متصل بتقاليد الأجداد وحياتهم اليومية، ويعد من ضمن أهم التفاصيل التراثية في المنطقة، فضلاً عن اتصاله، في التقليد العربي، بشهر رمضان''· ويعدد أبوسلطان أسماء فوانيس رمضان، خصوصاً التي يستخدمها الأطفال خلال حفل ''القرقعان'' وزيارة الجدات لتلقي الهدايا والحلوى: ''هناك فانوس ملون ومزخرف يسمى ''مربع عدل'' والأكبر حجماً يسمى ''مربع محرود'' وفانوس زجاجي يسمى ''مسدس عدل'' والأكبر حجماً يسمى ''مسدس محرود'' إضافة إلى فانوس ''أبو حشوة'' وأنواع أخرى كبيرة الحجم تكاد تندثر كفانوس ''أبو نجمة'' وأخرى صغيرة الحجم لها باب ذو مفصلة واحدة يُفتح ويغلق لوضع الشمعة بداخله لا يتعدى طوله 01 سنتيمترات''· ويقول عادل صبحي، بائع في محل هدايا: ''ظهرت أشكال جديدة من الفوانيس تزدهر تجارتها في إمارات الدولة خلال شهر رمضان، يتم استيراد الآلاف منها من الصين وتايوان وهونج كونج، مصنوعة من المعدن المطلي أو البلاستيك، تضاء بالبطارية، وتتخذ أحجاماً متفاوتة وأشكالاً متعددة كطير أو كوخ أو صندوق أو غير ذلك، وتراوح أسعارها تبعاً لحجمها ومقدار زينتها، بدءاً من 01 دراهم وصولاً إلى 005 درهم، ويكاد لا يخلو منزل أو شارع أو فندق أو مؤسسة أو مركز تجاري من وجود فانوس رمضان بداخله'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©