صعود النفط دولارين بفعل بيانات نمو الاقتصاد الأميركي

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي دولارين أمس بعد أن أظهرت بيانات أن الاقتصاد الأميركي سجل انكماشاً أقل مما تنبأ به المحللون في الربع الرابع من العام الماضي الأمر الذي عزز الأسهم في وول ستريت والنفط· وكان الخام قد لقي بالفعل دعماً من صعود أسعار العقود الاجلة للبنزين المحسن وزيت التدفئة مع قرب حلول أجل استحقاق عقود منتجات التكرير لشهر فبراير ومن إضراب محتمل للعمال في بعض المصافي الأميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع· وفي بورصة نيويورك التجارية نايمكس الساعة 1405 بتوقيت جرينتش قفز سعر عقود الخام الأميركي الخفيف لشهر مارس 1,78 دولار أو 4,3% الى 43,22 دولار للبرميل بعد أن تراوح في نطاق من 41,2 دولار إلى 43,44 دولار· كما ارتفع سعر مزيج نفط برنت خام القياس الأوروبي زهاء دولارين في التعاملات الاجلة أمس بفعل بيانات الاقتصاد الأميركي· وفي الساعة 1353 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر برنت لعقود التسليم في مارس بنسبة 4,5% إلى 47,40 دولار للبرميل· وخلال الأسبوع الأخير انخفضت أسعار النفط ما يقرب من 11% لكن نسبة الانخفاض مقارنة بمستوى الأسعار في ديسمبر تبلغ 6,8% فقط وهو أصغر انخفاض شهري منذ أن بدأ تراجع الأسعار في يوليو الماضي عقب بلوغها ذروتها قرب 150 دولاراً للبرميل· وأدى تراجع الطلب على الوقود إلى أكبر زيادة في مخزون النفط الأميركي على مدى أربعة أشهر منذ عام ·1990 الى ذلك، قال عبدالله البدري الامين العام لمنظمة ''أوبك'' لـ''رويترز'' على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي أمس إن المنظمة ستخفض الإنتاج مرة أخرى في اجتماعها المقبل في مارس القادم إذا اقتضت الضرورة لتحقيق التوازن في الاسواق· وقال البدري أيضا إن المنظمة ستحث المنتجين من غير الاعضاء فيها مثل روسيا على خفض الامدادات إذا لم تفلح التخفيضات التي أجرتها أوبك في تحقيق توازن الاسواق· وبلغ اجمالي التخفيضات التي اتفقت عليها أوبك منذ سبتمبر الماضي 4,2 مليون برميل يوميا· جاء ذلك في أعقاب تسجيل أسعار نفط ''أوبك'' ارتفاعا طفيفا في تعاملات الخميس، إذ أعلنت الأمانة العامة للأوبك في فيينا أمس أن سعر برميل نفط أوبك (159 لترا) سجل 41,21 دولار بارتفاع مقداره 59 سنتا عن اليوم السابق الذي سجل فيه 40,71 دولار· وتقوم أوبك باحتساب متوسط سعر سلة خاماتها اعتمادا على 12 نوعا من خامات النفط التي تنتجها الدول الأعضاء· وعلقت إندونيسيا عضويتها في ''أوبك'' اعتبارا من مطلع يناير الجاري بعد أن أصبحت دولة مستوردة للنفط· وبموازاة ذلك، قالت مصادر تجارية أمس إن قطر وهي منتج صغير للنفط في منظمة ''اوبك'' أبلغت عملاءها الآسيويين بأنها ستزيد خفض إمدادات خام النفط الرئيسي الذي تنتجه في مارس· وأبلغت قطر، وهي أصغر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول بعد الاكوادور، ما لا يقل عن ستة مشترين آسيويين متعاقدين على شراء نفطها بأنها ستخفض امدادات خام قطر البحري بنسبة 15% عن الكميات المتعاقد عليها في مارس· وقال المتعاملون إن هذا الخفض يأتي مقارنة مع خفض بنسبة 6% في فبراير· وجاء الإخطار القطري بعدما قالت السعودية أكبر منتج للخام في العالم إنها ستضخ في فبراير كميات أقل من حصتها المستهدفة في أوبك البالغة 8,5 مليون برميل يوميا لتنخفض الامدادات دون خفض قياسي بالفعل في امدادات أوبك اتفق عليه في ديسمبر· وكان وزراء اوبك اتفقوا الشهر الماضي على خفض الإمدادات بواقع 2,2 مليون برميل يوميا علاوة على تخفيضات اتفق عليها سابقا بواقع مليوني برميل يوميا في مسعى حثيث لإحداث توازن بين العرض والطلب الآخذ في التراجع السريع·