الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الديمقراطيون والجمهوريون يخوضون مفاوضات حاسمة حول خطة الإنقاذ المالي المالي

الديمقراطيون والجمهوريون يخوضون مفاوضات حاسمة حول خطة الإنقاذ المالي المالي
25 سبتمبر 2008 22:53
شهدت الساعات القليلة ما بين ليلتي الأربعاء والخميس حركة دؤوبة في واشنطن في محاولة لتقريب وجهات النظر وكسب التأييد لكل أو بعض جوانب خطة الإنقاذ المالي التي طرحتها إدارة بوش قبل أيام· فقد تخلى الرئيس الأميركي عن نهجه الانفرادي المعتاد في اتخاذ القرارات ودعا مشرعين بالكونجرس ومرشحي الانتخابات الرئاسية للتشاور حول الخطة، كما توجه بخطاب تلفزيوني إلى الشعب الميركي محاولاً كسب الشعبية لخطته، التي أصر المعارضون الديمقراطيون على تعديلها· وقال الرئيس الاميركي جورج بوش مساء أمس الأول في أحد خطاباته النادرة المخصصة للأزمة المالية في الولايات المتحدة: إن ''اقتصادنا برمته في خطر''· وقال بوش الذي كان يتحدث من البيت الأبيض: ''نحن في وسط أزمة مالية خطيرة''، مشدداً على ''هذه المرحلة التي لا سابق لها في الاقتصاد الاميركي''، وأكد بوش بلهجة صارمة ''اقتصادنا برمته في خطر''، داعياً الكونجرس الى تبني خطة انقاذ النظام المالي التي اقترحتها ادارته· وفي خطاب الى الشعب الاميركي عبر التلفزيون بهدف اقناع الجمهور بدعم خطة انقاذ مالية تتكلف 700 مليار دولار يجري التفاوض عليها مع الكونجرس قال بوش إن ''غريزته'' تدعو الى معارضة أي تدخل حكومي في الأزمة المالية، ولكن التقلبات المالية تحتاج الى اسلوب تعامل مختلف· ولتحقيق هذا الهدف، اعلن بوش انه دعا المرشحين الجمهوري والديمقراطي للرئاسة الاميركية جون ماكين وباراك اوباما الى ''الانضمام الى برلمانيي الحزبين (···) للمساعدة في تسريع المحادثات باتجاه تبني قانون بعيداً عن الخلافات الحزبية''· وعبر الرئيس الاميركي في كلمته التي استغرقت حوالى 15 دقيقة عن ارتياحه ''لروح التعاون بين الديمقراطيين والجمهوريين وبين الكونجرس والادارة''· وأكد ان الخطة التي قدمها وزير الخزانة هنري بولسون: ''تتسم بحد كاف من الطموح لتسوية مشكلة خطيرة''، مذكراً بأن الحكومة الفدرالية ستدفع 700 مليار دولار لشراء ''اصول هالكة تضر بالنظام المالي''، وأضاف: أن ''جهود الانقاذ هذه لا تهدف الى حماية شركات وصناعات بعض الافراد بل الى حماية الاقتصاد الاميركي بشكل عام''· وتابع: ''كان يمكن أن اتبع هذا الاسلوب في الظروف الطبيعية، لكننا لسنا في ظروف طبيعية''، مشيراً إلى أن: ''الأسواق لم تعد تعمل بشكل جيد وهناك فقدان للثقة وقطاعات كبرى في النظام المالي الاميركي يمكن ان تسقط''· وحذر بوش مستنداً الى توقعات الخبراء من انه ''بدون تحرك فوري من الكونجرس يمكن ان تنزلق أميركا الى حالة من الذعر المالي والى سيناريو مؤلم''· ورأى أن ''مزيداً من المصارف يمكن ان تفلس والبورصة يمكن ان تشهد مزيداً من التراجع مما سيؤدي الى تقليص رواتبنا التقاعدية (···) مزيد من الشركات قد تغلق ابوابها وملايين الاميركيين يمكن ان يفقدوا وظائفهم (···) وبلدنا يمكن ان يعيش في انكماش طويل ومؤلم''· وأكد بوش ''علينا الا نسمح بحدوث ذلك''· وأضاف: أن ''اقتصادنا يواجه تحدياً هائلاً لكننا تجاوزنا في الماضي تحديات صعبة وعلينا تجاوز هذا التحدي اليوم''· وكان بوش دعا ماكين وأوباما ونواباً يتمتعون بنفوذ واسع الى البيت الابيض أمس للبحث في خطة انقاذ القطاع المصرفي، حسب ما اعلن متحدث باسم الرئاسة الاميركية هو توني فراتو· وقال بوش إن مزيداً من المتاعب المالية قد يؤدي الى انهيار مزيد من البنوك وهبوط أسواق الأسهم بشكل أكبر واغلاق شركات ومؤسسات وضياع وظائف وتراجع قيمة المساكن· من ناحية أخرى أصدر المرشحان الرئاسيان الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون مكين بياناً مشتركاً يحث المشرعين على التعاون والتوصل الى اتفاق لانقاذ القطاع المالي الاميركي لتفادي ''كارثة اقتصادية''، وفي بيان من ثلاث فقرات قال الاثنان: إنه حان الوقت لأن يتكاتف الحزبان من اجل مصلحة الشعب الاميركي· وجاءت كلمة الرئيس بوش وسط ضغوط متزايدة من جانب الكونجرس والناخبين الأميركيين الذين طالبوا بإيضاح من بوش حول الأسباب التي تقود دافعي الضرائب إلى تسديد مثل هذه الفاتورة من أجل إنقاذ انهيار بورصة وول ستريت· وتعادل قيمة الخطة نحو ربع الميزانية الاتحادية الأميركية، وتتطلب أن يرفع الكونجرس سقف الدين الاتحادي، وستستخدم هذه الأموال لشراء الأصول المتعثرة المرتبطة بقروض الرهن العقاري التي تعانى منها المؤسسات المالية الأميركية على أساس أنها ستحرر عملية توفير الائتمان· وقال المرشحان الرئاسيان الأميركيان في البيان: إن ''الشعب الأميركي يواجه لحظة أزمة اقتصادية·· ليس من المهم كيف بدأ هذا، علينا جميعاً مسئولية العمل على حلها واستعادة الثقة في اقتصادنا، ففرص العمل والمدخرات ورفاهية الشعب الأميركي كلها في خطر''· وأضاف البيان :''الآن هو الوقت الذي يجب أن نجتمع معاً، ديمقراطيون وجمهوريون، بروح التعاون من أجل الشعب الأميركي·· الخطة التي طرحت على الكونجرس من قبل إدارة بوش يشوبها خلل ولكن جهد حماية الاقتصاد الأميركي لا ينبغي أن يفشل''· يشار إلى أن أوباما هو مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، وماكين هو مرشح الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس بوش، وقال المرشحان: ''هذا هو الوقت الذي نسمو فيه عن السياسة من أجل مصلحة البلاد···لا نستطيع المخاطرة بوقوع كارثة اقتصادية، الآن هي فرصتنا من أجل الانضمام معا كي نبرهن أن واشنطن قادرة على قيادة هذا البلد من جديد''· إلى ذلك قال مصدر في الحزب الديمقراطي ان الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس الاميركي يعتزمون صياغة مشروع قانون نهائي للدعم المالي لإنقاذ وول ستريت، واضاف المصدر قائلاً: ''لا توجد مسائل كثيرة باقية لم تحسم بعد''· وكان المصدر يتحدث مساء أمس الأول بعد اجتماعات عقدها وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي واعضاء في مجلسي النواب والشيوخ· وقال المصدر: إن الديمقراطيين في مجلسي الكونجرس يعتزمون الاجتماع مع بعض اعضاء اللجان من الجمهوريين لصياغة مشروع قانون نهائي يحظى بدعم الحزبين لإقراره في الكونجرس وإرساله الى الرئيس جورج بوش لتوقيعه
المصدر: واشنطن- نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©