الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هدف يتيم» بـ 300 مليون يورو!

«هدف يتيم» بـ 300 مليون يورو!
1 يوليو 2010 23:24
انتظرت جماهير جنوب افريقيا مشاهدة أغلى نجوم العالم يلعبون على ملاعب “أمة قوس القزح” التي يعيش قسم كبير من شعبها تحت خط الفقر لكنهم أملوا أن ينسوا معاناتهم لمدة 30 يوماً عبر متابعة لاعبين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والإنجليزي واين روني والبرازيلي كاكا والأرجنتيني ليونيل ميسي الذين يقدر سعرهم بأكثر من 300 مليون يورو، لكن الحصيلة لم تكن مرضية على الإطلاق إذ أن رصيدهم مجتمعين بلغ هدفاً يتيماً حتى الآن وجاء بصورة “كاريكاتورية”. كان رونالدو الذي انتقل في بداية موسم 2009-2010 إلى ريال مدريد الإسباني مقابل صفقة قياسية بلغت 94 مليون يورو، صاحب الهدف الوحيد بين هؤلاء النجوم وجاء قبل ثلاثة دقائق من انتهاء المباراة التي حسمها منتخب بلاده 7- صفر على حساب كوريا الشمالية المتواضعة، وجاء بطريقة مضحكة فعلاً لأن الكرة علقت بطريقة ما بين عنقه ورأسه قبل أن تسقط أمامه ليسددها في الشباك. واعتقد الجميع أن الهدف الذي سجله رونالدو سيحرره من العقم التهديفي الذي عانى منه مع منتخب بلاده لمدة سنة وستة أشهر (هدفان فقط خلال هذه الفترة)، لكنه فشل في إيجاد طريقه أمام البرازيل وزميله في النادي الملكي كاكا (صفر- صفر)، ثم ودع النهائيات على يد الإسبان بالخسارة أمامهم صفر-1 . ولم يكن وضع زميله السابق في مانشستر يونايتد الإنجليزي واين روني أفضل على الإطلاق فودع العرس الكروي العالمي بطريقة مخيبة ومذلة حيث خسر منتخب “الأسود الثلاثة” أمام ألمانيا 1-4 في الدور الثاني، في وقت فشل نجم “الشياطين الحمر” أي لمحة تشفع له وهو كان شبح المهاجم الذي أرعب دفاعات الخصوم في الموسمين الماضيين. لكن وضع كاكا الذي كلف ريال مدريد 65 مليون يورو للتعاقد معه من ميلان الإيطالي، وميسي الذي يقدر سعره بأكثر من 100 مليون يورو، يختلف تماماً عن رونالدو وروني لأن منتخبي بلاديهما يواصلان مشوارهما في النهائيات وهما لعبا دوراً مهماً في وصول البرازيل والأرجنتين إلى الدور ربع النهائي بفضل تمريراتهما المميزة وان كان “ليو” أظهر مستوى أفضل بكثير من أي من النجوم الثلاثة الآخرين. “لا يقلقني هذا الأمر، رغم أنني أفضل المشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف، المهم هو أن نحافظ على هذا المستوى وأن تحقق المجموعة الفوز”، هذا ما قاله ميسي عن وضعه وهو الذي لقي مساندة ودعم كبيرين من مدربه دييجو ماردونا الذي هب للدفاع عن نجم برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم لعام 2009 قائلاً “لقد قام بكل شيء إلا التسجيل، ما أن يستلم ميسي الكرة حتى يسعون (المدافعون) لركله، إنها فضيحة”. وأمل مارادونا أن ينجح ميسي في السير على خطاه وقيادة منتخب “التانجو” لتكرار ما حققه الأسطورة “الصغير” قبل 24 عاماً ومنحه لقب مونديال جنوب أفريقيا 2010 مضيفاً “أتمنى من صميم قلبي أن يتمكن ميسي من إظهار موهبته وأن يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق”، معترفاً بأن نجم برشلونة يعاني بسبب الموسم الطويل الذي خاضه مع النادي الكاتالوني محلياً وأوروبياً. ويتخوف الألمان الذين سيتواجهون غداً مع ميسي وزملائه ألا يستفيق “ليو” الذي سجل هذا الموسم 47 هدفاً مع برشلونة في جميع المسابقات، أمامهم في هذه المواجهة النارية وقال لاعب وسطهم سامي خضيرة “لا يوجد هناك إمكانية على الإطلاق أن يتمكن لاعب واحد من احتوائه لمدة 90 دقيقة، سيكون الدفاع عليه مجهوداً جماعياً وعلينا أن نضع عدداً من اللاعبين من أجل مراقبته”. أما بالنسبة لكاكا فهو صنع 3 أهداف من بين هداف “سيلسياو” الثمانية، آخرها الهدف الذي سجله لويس فابيانو أمام تشيلي في دور ثمن النهائي، وقد أكد أفضل لاعب في العالم لعام 2007 أنه لا يهتم كثيراً إذا لم ينضم للائحة الهدافين في العرس الكروي العالمي، معتبراً بأن الأهم بالنسبة له هو صنع الأهداف والفرص لزملائه. وأضاف كاكا “هدفي هو صنع الأهداف والفرص للمهاجمين، بهذه الطريقة سجل روبينيو ولويس فابيانو الأهداف في البطولة وأنا سعيد لأنني استطعت صنع الأهداف، سأحاول أن أكون متصدر لائحة صانعي الأهداف وأتمنى أن ينهي لويس فابيانو البطولة كأفضل هداف”. ولكن المدرب البرازيلي كارلوس دونجا يريد من كاكا أن يساهم تهديفياً وان يتجنب الحصول على البطاقات الصفراء التي تسببت بطرده أمام كوت ديفوار وحرمته من المشاركة زمام البرتغال، كما أنه مهدد بالغياب عن نصف النهائي في حال حصوله على إنذار أمام هولندا في ربع النهائي كونه تلقى إنذاراً امام تشيلي (3- صفر). مما لا شك فيه أن الخيبة الكبرى هي لروني ورونالدو اللذين سجل كل منهما 26 هدفاً في الدوريين الإنجليزي والإسباني على التوالي، ومن المؤكد أن الإحباط الذي يشعران به الآن أكبر بكثير من ذلك الذي يشعر به ميسي وكاكا أو الإسباني فرناندو توريس، وهو أيضاً من النجوم الكبار الذين لم يجدوا طريقهم إلى الشباك إلا أن فرحة تواجد منتخبات بلدانهم في ربع النهائي واستمرار حلم رفع الكأس المرموقة بعد 10 أيام هما أفضل بكثير من تسجيل أي هدف على الإطلاق، لأن هذا هو الهدف الأسمى بالنسبة لأي لاعب كان.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©