واشنطن تهدد طهران بـ«عواقب جدية» لعدم التعاون

أعلن البيت الأبيض أنه يتقاسم “القلق الكبير” الذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي أمس الأول، حول البرنامج النووي الإيراني، مكررا التهديد بـ”عواقب” يجب أن تؤخذ على محمل الجد في حال أصرت إيران على عدم التعاون. في حين ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن اجتماع المديرين السياسيين في الدول الست الكبرى المكلفة متابعة الملف النووي الإيراني سيعقد “قريبا”مشيرة إلى “مرحلة جديدة في “المقربة الدولية” لهذا الملف. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت جيبس في بيان إن “الولايات المتحدة تتقاسم القلق الكبير الذي عبرت عنه القمة الأوروبية في بروكسل حول البرنامج النووي الإيراني وهي بالاتفاق مع شركائها في الأسرة الدولية تدعو إيران إلى احترام التزاماتها الدولية بشكل تام”. وأضاف “إذا استمرت إيران في عدم الوفاء بالتزاماتها... فعليها أن تنتظر عواقب جدية”. وبعد أن جدد التأكيد على ان الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة العمل مع إيران من أجل إيجاد حل دبلوماسي سلمي لقلق الأسرة الدولية حيال البرنامج النووي الإيراني”، أشار البيت الأبيض إلى ان طهران لم “تنتهز حتى الآن الفرص العديدة التي توفرت لها لبناء الثقة”. وأوضح جيبس انه في حال استمرت إيران في عدم احترام مطالب مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية “ستكون هناك عواقب، وسوف نجري مشاورات عن كثب مع شركائنا كي تؤخذ بشكل ما هذه العواقب على محمل الجد”. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون توقعت في وقت سابق “مزيدا من الضغوط” و”العقوبات” لإرغام إيران على الامتثال لالتزاماتها في المجال النووي. وقالت في مقابلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية “يواصل المجتمع الدولي إبداء رغبته في الحوار مع إيران فعلا، لكن الناس سيتجهون الآن نحو مسارات أخرى مثل ممارسة ضغط أقوى وعقوبات في محاولة لتغيير ذهنية وسلوك” النظام الإيراني. وقبل كلينتون، أعلن زميلها وزير الدفاع روبرت جيتس أمس الأول، في العراق انه يتوقع “عقوبات جديدة وقوية” قريبا على إيران فيما جدد قادة الاتحاد الأوروبي التأكيد على استعداده دعم أي عقوبة محتملة يقرها مجلس الأمن على طهران. وفي باريس، قال الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو ردا على سؤال حول احتمال عقد اجتماع للمديرين السياسيين للولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مجموعة”5+1”، “لم يحدد موعد بعد، سيكون قريبا”. وسئل ما إذا كان موعد اللقاء قبل نهاية السنة، فقال “شخصيا قد أقول نعم لكنني لا استطيع ان اؤكد ذلك”. وأضاف “اننا ندخل مرحلة جديدة” بشأن الملف النووي الإيراني. وتابع “كنا خلال الأشهر الأخيرة نبدي انفتاحا وحوارا وتعاونا مع إيران. لقد طرحنا العديد من الأسئلة وانتظرنا الكثير منها، لكننا لم نحصل في المقابل إلا على القليل وعقدنا اجتماعا واحدا فقط في جنيف في الأول من اكتوبر كان بمثابة حوار سياسي عام بين الدول الست وإيران”. وأضاف فاليرو “طلبنا اجتماعا آخر ولم نحصل على اجابة، وأجرينا بعدها مناقشات فنية في فيينا حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج لأغراض علمية. قدمنا اقتراحات عرضتها ولم تجب إيران”. إلى ذلك، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس، نقلا عن وثائق قانونية إن محكمة أميركية جمدت سرا العام الماضي أكثر من ملياري دولار من حسابات مزعومة لإيران لدى شركة “سيتي جروب” للخدمات المالية. وذكرت الصحيفة أن المحكمة الجزئية في المنطقة الجنوبية بنيويورك أمرت مصرف سيتي بنك بتجميد المال في يونيو 2008 بناء على معلومات قدمتها وزارة الخزانة الأميركية.