الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

“حدائق الأمل” في عيون الأطفال

“حدائق الأمل” في عيون الأطفال
13 ديسمبر 2009 00:05
أصدرت دار كلمات للنشر والتوزيع، التي فازت بأفضل دار نشر في الإمارات في معرض الشارقة الدولي للكتاب لدورته الأخيرة، بالتعاون مع المجلس العالمي لكتب اليافعين فرع فلسطين، كتابا خاصا ومختلفا يجمع أطفالا من دولة الإمارات جسدوا في رسوماتهم قصصا كتبها أطفال من غزة أثناء الحرب الأخيرة، وحمل عنوان” حدائق الأمل”. وينطوي الكتاب على براءة شديدة وغير متوقعة فهو أشبه بحافة السكين الحادة عندما تجرح شريان الألم. تكتب الطفلة الغزية أمل الهسي “10 سنوات أنها تتوق للحياة في وطن لا تخاف فيه، فترسم لها من الإمارات دانة شهاب حمد ماجود “9 سنوات” حقلا ملونا من عبّاد الشمس وفي سمائه غيمات. ورغم أن الكتاب لا يستغرق من القراءة والمشاهدة أكثر من الدقائق العشر إلا أنه يستوقف قارئه حقيقة، لما ينطوي عليه من مفارقات شديدة الإدهاش. ثمة قصة حوارية بين طفلتين شقيقتين ماتتا حقا، ومات معهما أخوهما عندما كانوا يقومون بإلقاء القمامة خارج البيت في اللحظة التي قُصِف فيها، في تلك الحرب وكانتا من رواد مكتبة المجلس العالمي لكتب اليافعين في منطقة بيت حانون في غزة، كتب عنهما كاتب طفل مجهول قصة تدور بينهما قبيل صعودهما نحو الجنة؛ والأكثر إيلاما والأكثر سوريالية سواء لجهة النص أو لجهة الرسومات التي جاءت بناء عليها. الطفلتان لَما وهيا، لا ذكر لعمريهما، في مشرحة في واحدة من مستشفيات غزة حيث لا ماء ولا كهرباء، تسأل الصغيرة (لَما) أختها: لِمَ القبر بارد إلا هذا الحد؟. وأمام هذا السؤال “الوجودي” الذي يفتتح الحوار بين الطفلتين الشهيدتين تبدو استجابة الطفلة الإماراتية مريم القاسمي، “6 سنوات” عصية وشاقة إنْ طُرِحت لأي قَدْر من التحليل خاصة أن الألوان في الرسم المرافق بألوان نافرة أحدها عن الآخر وثمة ما هو قد تمّ إلصاقه فوق السطح وثمة تعدد في مستويات خشونة الملمس، غير أنّ الألوان في أغلبها حارّة أو من مشتقاتها، والخلفية زرقاء بلا أي لبس، الأمر الذي يعني شيئا ما بالنسبة لمحلل نفسي يعيد ترتيب هذا الحوار الثلاثي السوريالي. يعد الكتاب، عبورا بلمح البصر فوق حقل من الجمر، لشدة ما تكون البراءة مؤلمة وعفوية وسخيّة في مشاعرها الإنسانية التي بلا أية حسابات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©