محمد نجيم (الرباط)
يعرض التشكيلي والناقد الجمالي المغربي إبراهيم الحيْسَن، جديد أعماله الفنية بمدينة أغادير في معرض يمتد حتى نهاية شهر يوليو الجاري.أعمال الحيْسَن، الذي يعد أحد أهم نقاد الفن التشكيلي في المغرب والوطن العربي، تنهل من التراث الثقافي والجمالي في الصحراء، وتساير إيقاع خطوات الإبل ودقات أوتاد الخيمة وحركات الكثبان الرملية وأصوات الرِّياح، وكذا الصبغات البادية في الرداء واللباس التقليدي، لاسيما ملاحِف النساء الصحراويات بألوانها البهية والمعبِّرة، فضلاً عن الرموز والعلامات المختزلة والشكول التجريدية المعتمدة في تنميق المشغولات اليدوية المحلية، كما يقول كتيب المعرض.
وتسعى أعمال الحيْسَن، الذي توج بجائزة الشارقة للنقد التشكيلي في دورتي 2009 و 2011، حسب الناقدة أمل نصر «لاكتشاف الشكل من خلال اللون بوساطة طرح مساحات اللون بلمسات عريضة حرَّة وطبقات شفافة متراكبة، ثمَّ يبدأ في اكتشاف الأشكال خطيّاَ، وهو يمنح اللون البطولة الأولى هرباً من محاصرة الخطوط، ومن ثمَّ يستسلم لسطوة اللون وحضوره واتجاه اللمسات في اندفاعها وتعثرها مكوِّناً أشكاله الخاصة التي تظهر وتختفي، تكبر وتتضاءل، تنكشف وتنْطَمر بقوة دافعة وفقاً لقانون عاطفي خاص باللوحة فلا نعرف أين تبدأ وأين تنتهي، حيث يُتاح للخواطر البصرية أن تسترسل وأن تتوارد. إنها فكرة التداعي الحر التي تطرح وفقها الأشكال والعناصر، بل إن هذا البناء رغم حريته محكوم بنوع من النظام الفطري الغريزي. وفيه تظهر الصور بين الحين والآخر في تدفقات غير مُتماثلة وفقاً لآلية الطرح الخاصة بالذاكرة، فتعطى حيوية للخيال في محاولة لتلمس تلك الطاقة التنظيمية الرُّوحية التي تجعل حياتنا محتملة ومستمرة». أما الدكتور محمد الشيكر من المغرب، فقد وصف أعمال هذا الفنان في افتتاح المعرض بقوله: من قُيّض له أن يعرف الفنان والناقد إبراهيم الحَيْسن عن كثب، فلا شك أنه سيعرف فيه كثرة أسفاره وتطوافه وتسياره الدائمين. والترحال عنوان ساطع في تجربته الأنطولوجية وفي عالمه البيوغرافي الذهني والفني».
كما ستنظم ندوة حول موضوع «المشترك الجمالي بين الفن والأدب»، يديرها الناقد ورئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام.
عدد اليوم
