الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثريا ماجدولين تستقبل الخريف بمزيد من الاحتمال

ثريا ماجدولين تستقبل الخريف بمزيد من الاحتمال
25 سبتمبر 2008 01:44
أصدرت الشاعرة المغربية ثريا ماجدولين عملها الشعري الثاني وحمل عنوان ''أي ذاكرة تكفيك'' وذلك عن دار الثقافة بالدارالبيضاء، ويقع في 127 صفحة من الحجم المتوسط· وجاءت عناوين القصائد العشر التي احتواها الديوان كالتالي: ظل الغائب، قوس قزح، سدرة البدء، الشاعر، أضئني أيها الليل، تقوى الفراشة، يقودني عماي إليك، عادة شوق، شذرات· في هذا الديوان الجديد للشاعرة ثريا ماجدولين نلمس صراع الذات من أجل الحضور، في صراع مع طواحين السهو التي تحارب الذاكرة/ الهوية/ الأنا، كما تحاول الشاعرة من خلال نصوصها تعرية مشاعر الأنوثة في تجلياتها المختلفة والمتعددة الوجوه· أما محكيها الشعري فتطبعه ميزة النظر إلى العالم من فوق واعتماد الشاعرة على فلسفة التأمل في الأشياء والوجود، كما نلمس داخل نصها ما يوحي بالهوس بالغياب ولانتظاركما نلاحظ براعة الشاعرة باللعب بالكلمات واختيار أجملها وفي استلهام صورها الشعرية من بوح الذات وهي ذات تراوح بين الغوص في الحزن وتذوق طعم الفرح في آن واحد عبر نصوص متفرقة من هذا العمل الشعري، حيث نقرأ في قصيدتها ''ظل الغائب'' : لا تَرْسُمْ قَسَمَاتِ اللَّيْلِ وَحْدَكَ اِذْهَبْ إِلَى سِدْرَةِ الضَّوْءِ خَفِيفاً مِثْلَ ظِلِّ وَرْدَةٍ مُدَّ يَدَيْكَ إِلَى سَقْفِ رُوحِكَ تَعَلَّمْ بَهْجَةَ الرَّقْصِ فَالْمَسَاءَاتُ تَمُرُّ عَلَى عَجَلٍ وَأَنْتَ تُرِيدُ فَقَطْ أَنْ تُرَمِّمَ هَذَا الْقَلْبَ وَتَسِيرَ تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ مَنْ أَصَابَ الْبَحْرَ بِالْعَطَشِ ؟ وَمَنْ أَلْهَبَ قَامَةَ النَّارِ فَشَبَّتْ فِي حَطَبِ لَيَالِيكَ ؟ إِذَنْ اِرْمِ ظِلالَكَ الْقَدِيمَةَ لَدَيْكَ أَسْبَابُ الْغِوَايَةِ كُلُّهَا كَيْ تَرْسُمَ قَوْسَ قُزَحٍ عَلَى صَدْرِهَا وَتَدْخُلَ بُسْتَانَ الْكَرَزِ اَلْكَرَزِ الَّذِي يَنْبُتُ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي الْحُضُورِ وَفِي الْغِيَاب اَلْكَرَزِ الَّذِي يَكْتُمُ سِرَّ الطَّبِيعَةِ لِيُعْلِنَهُ فِي حَضْرَتِك وَلَدَيْكَ مَا يُشْبِهُ الْبُرْكَانَ كَيْ تَحْتَفِيَ بِثَرْثَرَةِ الْجَسَدِ وَبِالنَّارِ الَّتِي انْبَعَثَتْ مِنْ أَصَابِعِكَ لَحْظَةَ الْكَرَز ·· üüü لَنْ تَحْتَاجَ إِلَى دَالِيَةٍ كَيْ تَنْسَى أَنْتَ مُهَيَّأٌ مُنْذُ الآنَ لِلنِّسْيَانِ مُهَيَّأٌ لِتَكُونَ ظِلَّ نُعَاسٍ وَظِلَّ غِيَابٍ يَتْبَعُ قُزَحِيَاتِ الْمَعْنَى فِي عُرْيِ الْعَالَم üüü لَنْ تَحْتَاجَ إِلَى لَيْلٍ آخَرَ لِتَصْنَعَ حُلْماً وَتَسْكُنَهُ فَلَدَيْكَ عِنَبُ الظَّهِيرَةِ مُعَلَّقاً فِي سَقْفِ رُوحِكَ وَلَدَيْكَ مَا تَكْتُبُهُ الشِّفَاهُ عَلَى جِدَارِ الْكَأْسِ لَكَ الْقَطْفُ وَالْعَزْفُ وَمَا شَعْشَعَ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ ضَوْءِ الْجَسَدِ لَكَ إِمَارَةُ هَذَا الْجَسَد ! ثم تقول: ''تباعا/ تَسير عَصافير حُلمي/ نحو المَغيب''·كما تتحدث الشاعرة عن أناها، عن ذاتها بشيء من التشظّي والألم وهذا يجعل الذات الشاعرة موضوعا للمحكي الشعري، تقول الشاعرة ثريا ماجدولين : ''أنا القادمة/ من وجل البدايات/ وتبت عمري/ كي أستقبل الخريف/ بمزيد من الاحتمال''كما نلاحظ توق الشاعرة كأنثى وكامرأة إلى الانعتاق والحرية والهروب من قيود المجتمع ورتابة الأيام، فنراها تقول كأنها تتوق للتحليق كطائر أزرق : ''لا أحْتاج إلى أرض لاقف/ ولا أحْتاج إلى سَماء لأَطير/ لا مَكان لي/ لاَ زَمان/ لا تُشْبهُني صَفاتي/ لا يكفيني اسم واحد/ أمشي مثل القصيدة الحّرة/ لا قيد لِي/ ولا أحن إلى قافية''· ويأتي هذا الديوان بعد ديوانها أوراق الرماد· وهي صوت شعري مغربي له خاصيته وتميزه وإيقاعه المتفرد
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©