الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الصرناخ».. بشارة القيظ «المزعجة»

«الصرناخ».. بشارة القيظ «المزعجة»
6 يوليو 2017 01:47
هناء الحمادي (أبوظبي) ارتبط القيظ بذكريات وحكايات وقصص جميلة، بدأت تتراجع إلى حد ما، في ظل العولمة وانتشار التقنيات الحديثة، ومع كل هذه المتغيرات التي عصفت بمجتمعنا يبقى للزمن مكانته وللتاريخ موقعه في ذاكرة كبار السن من أهل الإمارات، الذين اختزلت ذاكرتهم الكثير من التجارب الحية التي مازالت تحدثهم عن مرحلة سابقة كانت ملأى بالتحديات، ومنها تباشير الرطب التي ما أن يعلن عنها، حتى تظهر عدة دلالات على قدومها، منها ظهور «الصرناخ»، وهو أحد أنواع الحشرات المحلية الموجودة في البيئة الإماراتية، التي لا يتوقف صفيرها إلا مع غروب الشمس.   مسميات مختلفة قصة الصرناخ في الموروث الشعبي ترويه لنا بدرية الشامسي، دكتوراه في علوم التراث، وتقول «ما إن يبدأ الصرناخ في إطلاق صيحاته أواخر شهر يونيو من كل عام حتى يعرف الناس أن الصيف قد حل في المنطقة، وتعيش هذه الحشرة لأكثر من عشر سنوات تحت الأرض ولا تخرج إلى سطحها إلا للتزاوج، ولا تتعدى فترة خروجها الأسبوعين فقط، وما أن تضع بيضها حتى تفنى وتموت.  تضيف الشامسي، قائلة: هذه الحشرة تختلف ألوانها وأشكالها حسب البيئة التي تعيش فيها ولها مسميات عدة، فالصرناخ هو الاسم الشعبي، وفي الساحل الشرقي تسمى «السراح»، وفي جبال الإمارات «الزناخ»، أما عند أهل رأس الخيمة فتسمى «الزرنيخ» بينما الاسم العلمي لها الزيز (cicada). وفي روايات قديمة، يقال إن هذه الحشرة كانت من أجمل الهدايا التي كانت تقدم للأطفال في تلك الفترة. موسم «القيظ» وتتابع الشامسي «غالبا تتغذى حشرة الصرناخ على الحشرات الصغيرة وأوراق الأشجار التي تعيش عليها من نخيل وسدر وغاف، وقد وصفتها بعض الكتب الشعبية بأنها طريفة لكنها قبيحة الشكل، ومزعجة وغريبة الأطوار، وقد ربط أهل الإمارات صفير هذه الحشرة بموسم (القيظ)، فلا نسمع صفيرها إلا في هذا الفصل، حيث تستمر في إطلاق صافراتها من طلوع الشمس وحتى غروبها، إلى أن تقضي مدتها وهي أربعة أشهر، وبعدها تفارق الحياة بمجرد وضعها للبيض، ولكن ما أن يحل العام الجديد بموسم صيف جديد حتى نجد الصرناخ قد خرجت من جديد لتكمل المشوار، وهكذا تتوالى السنون وتتوالى دورة حياة الصرناخ. والغريب أن صفيرها لا يظهر إلا في فترات النهار، على عكس حشرة الجندب التي تطلق صفيرها بالليل». هدية الصيف  من جانب آخر، يتذكر الخمسيني راشد الظنحاني من إمارة الفجيرة حشرة «الصرناخ»، عندما كان يستحم بالأحواض مع عيال الفريج، حيث كانت الأشجار تتدلى منها الفواكه الصيفية مثل الهمبة واللومي، وكانت الصرناخ توجد فوق هذه الأشجار، ويضيف: غالباً ما كنا نسمع صوتها، وهو تلتصق بالأشجار دون حراك، وتصدر صفيرها من الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس، وكان الوالد يجلبها لنا هدية في الصيف لنلهو بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©