السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمية ماكين الإلكترونية وحملة أوباما الانتخابية

أمية ماكين الإلكترونية وحملة أوباما الانتخابية
25 سبتمبر 2008 01:42
بعد فوزه ملحمة بطولية تاريخية ضد منافسته ''هيلاري كلينتون'' في الانتخابات التمهيدية، نلاحظ أن حملة السناتور والمرشح الرئاسي الديمقراطي ''باراك أوباما'' قد بدأت تتعثر وينفرط زمامها، فما السبب يا ترى؟ ربما كانت الإجابة أنه لم يسبق للرجل أن خاض معركة انتخابية حامية مع منافس جمهوري له، فقد كان فوزه بمنصب مقعد ولاية ''إلينوي'' في مجلس الشيوخ على منافسه ''ألان كيز'' ينحصر في التنافس مع جمهوري مغمور بالكاد يعرفه الناخبون في الولاية، أما في المعركة الرئاسية الفاصلة فهو يواجه الآن نظيره الجمهوري ''جون ماكين، الذي ما كف عن إطلاق الإعلانات النارية ضد ''أوباما''، وهو ما شل الأخير عن مواجهة الحديد بالحديد والنار بالنار، وهذا العجز هو ما يثير غضب الناخبين الديمقراطيين، على رغم مواصلتهم انتقاد وشجب ما يصدر من انتقادات لمرشحهم من قبل حملة ''ماكين''· لكن وعلى رغم هذا الضعف، تعهدت حملة أوباما تارة أخرى بالتقاط القفاز من ''ماكين''، وملاحقته في كل كلمة يقولها وفي أي موقف له في مختلف القضايا والسياسات، مع ربطه باستمرار بسياسات إدارة ''بوش'' الحالية، ولكن المشكلة تكمن أن هذا المسار التصحيحي المقترح لحملة ''أوباما'' يفقتر للصحة والحقيقة، والسبب أن سياسات بوش - ماكين الاقتصادية ظلت هي نفسها سياسات ''أوباما'' منذ بضعة أشهر، ولكي تؤكد حملة ''أوباما'' عزمها على ملاحقة ''ماكين'' في كل شيء، فقد كشفت عن إعلان تلفزيوني جديد تخطط لبثه في عدد من الولايات الرئيسية، ويبدأ هذا الإعلان بالعام ،1982 حيث يظهر ''ماكين''، في صورة له داخل إحدى الحانات في عامه الأول في ''واشنطن''، ويصحب هذه الصورة تعليق إذاعي يقول: لقد تغيرت الأشياء كثيراً خلال الاعوام الستة والعشرين الماضية، إلا أنه ما من شيء يغير ماكين''، ويمضي المعلق الإذاعي للقول: فهو يعترف بعدم معرفته لاستخدام الكمبيوتر، وبكونه لم يرسل رسالة إلكترونية واحدة حتى الآن، إلى ذلك فهو لا يفقه شيئاً في الاقتصاد ويفضل إجراء خفض ضريبي جديد لصالح الشركات يصل معدله إلى 200 مليار دولار، مقابل خفض لا شيء تقريباً من الضرائب المقررة على الطبقات الوسطى الأميركية، وربما لا يكون ثمة جديد في انتقاد الإعلان للسياسات الاقتصادية لـ''ماكين''، ولكن الجديد بالفعل والذي يمكن أن يترك أثراً سلبياً بالغ الضرر على حملة ''ماكين''، هو انتقاد أميته الإلكترونية وجهله باستخدام الكمبيوتر، وهو ما يكشف تقدم سنه وعدم ملاءمته لتولي المنصب الرئاسي لأميركا القرن الحادي والعشرين، غير أن المأخذ الحقيقي على الإعلان هو عدم نزاهته ومجافاته للحقيقة، ذلك أن ''ماكين'' كان من قادة أعضاء مجلس الشيوخ في تشريع سياسات الاتصالات وتنظيم استخدام شبكة الإنترنت· والسبب الرئيسي الذي حرم ''ماكين'' من استخدام الكمبيوتر ولوحة المفاتيح، بما يتضمنه ذلك الاستخدام من إرسال الرسائل الإلكترونية وما إليها، هو أن هذا المحارب القديم من محاربي فيتنام قد كسرت أصابعه وتعطلت حركة كلتا ذراعيه· وكما ذكرت كل من ''فوربيس'' و''بوسطن جلوب'' في عام 2000 فقد جعلت تلك الإصابات استخدام ''ماكين'' لجهاز الكمبيوتر أمراً بالغ الصعوبة والألم· وعادة ما يعتمد ماكين على زوجته وموظفيه كي يرونه الرسائل الإلكترونية التي تصله، ويفتحون له الصفحات الإلكترونية والمواقع التي يريد أن يتصفحها· يذكر أن ''دان فيفر'' -الناطق الرسمي باسم حملة أوباما- كان قد صرح قائلاً: إنه لغريب حقاً ألا يعرف من يتطلع إلى أن يكون قائداً أعلى للجيش ورئيساً للولايات المتحدة الأميركية، كيف يستخدم الكمبيوتر ويرسل الرسائل الإلكترونية! لكن وفي إطار الرد على هذا التهجم غير النزيه على السناتور جون ماكين، يجدر القول إن الرئيس الديمقراطي الأسبق ''بيل كلينتون''، لم يبعث سوى برسالتين إلكترونيتين فحسب طوال مدة رئاسته للبيت الأبيض، وفقاً لأرشيف وسجلات المكتبة الرئاسية! وبالمنطق نفسه، فإن ''أوباما'' أقل كفاءة من ماكين لتولي منصب القائد الأعلى للجيش الأميركي، والسبب أنه لم يسبق لأوباما مطلقاً أن أطلق طلقة واحدة من بندقية، ولا قاد طائرة أو سرية عسكرية، خلافاً لمنافسه ''ماكين'' الذي قام بكل هذه المهام، وإذا لم تكن حملة ''أوباما'' تقصــد الهزء من القدرات الإلكترونية لأحد معاقي قدامى محاربينا في فيتنام، فكيف فاتها الانتباه إلى البراعة الإلكترونية التي تتسم بها حملته على شبكة الإنترنت؟ ولاكتشاف هذه البراعة، فما على منظمي حملة ''أوباما'' سوى الإبحار في موقع ''جوجل'' الإلكتروني لبضع دقائق فحسب، حتى تتبين لهم هذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس· على أن السؤال الأكثر أهمية هو: إلى من تتجه حملة ''أوباما'' بإعلانها الأخير هذا بين جمهور الناخبين؟ وفقاً لنتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة ''جالوب'' العالمية، يتفوق أوباما على ماكين بحوالي 20-30 نقطة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة، وفيما عدا الناخبين الأفارقة الأميركيين، تكاد تتألف قاعدة ''أوباما'' الناخبة من طلبة المدارس العليا والكليات، والمتحمسين لسياسات الاقتصاد الجديد، مع العلم المسبق أن هذه الفئات، يعد استخدام الكمبيوتر والإنترنت بالنسبة لها أمراً حاسماً بالطبع، وهذه هي الفئات التي تستهدفها الحملات الإعلانية المغرضة التي تطلقها حملة ''أوباما''· جونا جولدبرج كاتب سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©