السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنطقة الغربية.. سياحة الطبيعة البكر على بساط الإبهار التراثي

المنطقة الغربية.. سياحة الطبيعة البكر على بساط الإبهار التراثي
24 ابريل 2013 01:13
المنطقة الغربية التي تشكل ثلثي المساحة الإجمالية لإمارة أبوظبي، والتي تستضيف حالياً مهرجان الرياضات المائية حتى 27 من الجاري، هي تحفة طبيعية تتلألأ ما بين أعلى تلال الربع الخالي وأهم الشطآن المعدة مرتعاً للثروات البحرية، وبإقبالها اللافت على خدمات الضيافة الاستثنائية من الفعاليات الموسمية إلى المنشآت الترفيهية والمرافق الطبيعية، تعتبر واحدة من أكثر المعالم السياحية تألقاً وتشويقاً، وعنواناً لاستكشاف البيئة الإماراتية من منظور الإبهار التراثي بما لا يغفل جودة المنتج الخدماتي العصري. الرحلة إلى المنطقة الغربية التي تبعد 250 كيلومتراً بالبر عن مدينة أبوظبي، يصح فيها الوصف بأنها تجربة سياحية متكاملة للعائلات على اختلاف الفصول، فشمسها السخية دوماً مدعاة للانطلاق في الطبيعة بطاقة وحيوية لخوض مغامرات الغوص والتجديف والتسلق، ونسائمها المغناج الحاضرة بلا ميعاد تفتح الشهية في كل حين لصولات وجولات على الجمال والخيول وعند أجمل بساط ذهبي لرمال الصحراء، وهنا حيث متنزه الحياة البرية الأهم في المنطقة، فإن حدود السرعة القصوى المسموح بها في جزيرة صير بني ياس هي 50 كم/ساعة لحماية الحيوانات التي ربما تعبر الطرقات. ?غطس وتجديف أول ما يجب التفكير به عند اختيار التعرف إلى المنطقة الغربية أو زيارتها بقصد الاستجمام والعودة بتجربة مثمرة عن واقع البيئة البكر، هو التوجه إلى «جزر الصحراء»، فهذه الوجهة السياحية الطبيعية في الخليج العربي، هي الأكثر شعبية في المنطقة ولا تبعد عن شاطئها أكثر من 8 كيلومترات. كما يمكن الوصول إليها من البر الرئيسي أو عبر الرحلات الجوية بالطائرة، إذ أن السياحة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي تشهد المزيد من الاهتمام بهدف الترويج لطبيعتها الخلابة وأهميتها على صعيد خدمات الضيافة الراقية، بما فيها خط طيران داخلي يقل الركاب إلى «جزر الصحراء» بخلال 30 دقيقة مقابل ساعتين ونصف الساعة بالسيارة. وتتوفر خدمات النقل الجوي إلى الجزيرة منذ عام عبر مطار البطين في أبوظبي بمعدل 3 رحلات في الأسبوع، وهي أيام الثلاثاء والخميس والسبت، مع إمكانية توفير رحلات الطيران الخاصة عند الطلب. وعلى أهمية موقعه الطبيعي المحاط بالثروات من كل اتجاه، فإن مشروع «جزر الصحراء»، تتم إدارته بدقة فائقة من قبل «شركة التطوير والاستثمار السياحي» التي تراعي الحفاظ على مفردات الثقافة والتراث والتقاليد المحلية. والجزيرة التي تتميز بجمال طبيعي أخاذ وحياة برية قل نظيرها في منطقة الخليج العربي والعالم، تحتضن «منتجع وسبا جزر الصحراء» بإدارة أنانتارا. ويورد ستيفن فيليبس مديره العام أنه بإمكان الضيوف الوصول إلى جزيرة «صير بني ياس» من دون أي مشقة وعناء لتجربة الأنشطة التي توفرها من مشاهدة الحيوانات البرية في متنزه الحياة البرية العربية، أو التعرف إليها من خلال جولة على ظهر الحصان. ويذكر أن طاقم المنتجع المتخصص ينظم مجموعة من البرامج الترفيهية منها رحلات اكتشاف الطبيعة، والتجديف بقوارب الكاياك بين أشجار القرم، والغطس في المياه الغنية بالثروات البحرية والرماية بالقوس وارتياد الجبال بالدراجات الهوائية عبر التلال الملحية التي تشتهر بها الجزيرة. ويتحدث ستيفن فيليبس عن اسطبلات صير بني ياس التي تقدم للضيوف مجموعة متنوعة من دروس ركوب الخيل، والمصممة لتلبية مختلف رغبات الزوار وقدراتهم. ويقول إن الأنشطة المستوحاة من الطبيعة هي جزء من تجربة الزوار، حيث تتوافر خدمات الإبحار الشراعي والرحلات البحرية. كما يمكن لمن يحالفهم الحظ أن يصادفوا في جولاتهم الدلافين اللطيفة أو حيوانات بقر البحر النادرة أو السلاحف البحرية. ويتحدث مدير عام «منتجع جزر الصحراء» عن المغامرة المثيرة عبر الانضمام إلى رحلة سيارة الدفع الرباعي في قلب «متنزه الحياة البرية العربية». حيث يقوم المرشدون بالحديث على مدى ساعتين عن الثروات الطبيعية والحيوانية للجزيرة. ركوب الخيل تنعم «جزر الصحراء» بأنشطة عدة تناسب أفراد الأسرة مجتمعة، وعلى رأسها ما توفره اسطبلات الخيول التي روعي في تصميمها التركيز على حماية الطبيعة من التلوث، حيث تم تجهيزها بأنظمة إنارة وري صديقة للبيئة، وهي تضم 30 حصاناً وحظيرتين رئيسيتين و6 مضامير رملية ومضمارين واسعين مفروشين بالعشب، وفيها منطقة مغطاة لركوب الخيل وحلبة للتدريب وحلبة أخرى تتيح السباقات العالمية لرياضة الفروسية. وتوفر الاسطبلات مجموعة متنوعة من الدروس وأنشطة ركوب الخيل، إضافة إلى فرصة التعرف إلى عالم الخيول وإرث الخيل العربي الأصيل وتاريخه العريق في الدولة. ?وتذكر لورا جين مكلوكاس المسؤولة عن شؤون الخيل في أنانتارا، أن اسطبلات صير بني ياس تمنح الرواد على اختلاف مهاراتهم تجربة فريدة لركوب الخيل. وتعتبر أنه من الجميل الاستمتاع بهذه الرياضة على الشاطئ واستكشاف «متنزه الحياة البرية العربية» من على ظهر الخيل. وتورد أن هذه الاسطبلات هي الأولى من نوعها في المنطقة الغربية، إذ تلعب دوراً مهماً في استقطاب المزيد من الزوار. وتتحدث مكلوكاس عن السلالات المختلفة التي تم استقدامها إلى هذه الاسطبلات. ومنها «رونان»، وهو خيل عربي أصيل سبق وشارك في مسابقات استعراضية تظهر من خلال حركته المميزة. و«كاشورا»، وهي فرس من أميركا الجنوبية لديها سمعة ذائعة الصيت نسبة إلى تاريخها الناجح في رياضة البولو ومسابقة «كأس الذهب». متنزه الحياة البرية الزيارة إلى المنطقة الغربية لا بد أن تتخللها جولة مطولة عند «متنزه الحياة البرية العربية» لما يتضمنه من محطات مثيرة للاهتمام، وهو يختصر سنوات طويلة من الحياة الصحراوية التي على الرغم من قساوة طبيعتها غير أنها تمتاز بإشارات حسية تبعث إلى الذهول والاسترخاء. ويكفي العلم بأن «متنزه الحياة البرية العربية»، جاء نتيجة للجهود الحثيثة التي تواصلت عبر 4 عقود من الزمن، للوقوف عند تميز الموقع عند جزيرة «صير بني ياس». ?ويورد المرشد السياحي أنتوني كترهس أن المتنزه يزوره الكثير من المهتمين بالثقافة البيئية حول العالم، وأنه عام 2009 تم إحضار 4 فهود إلى الجزيرة. وكجزء من برنامج حمايتها تم تدريبها على أيدي فريق المحمية الطبيعية، مما جعلها قادرة على الصيد والدفاع عن نفسها. ويشرح أن الخطوة التالية كانت إطلاق هذه الفهود من جديد لتصبح حرة في المتنزه الذي تحول إلى موطنها الآمن. ومن القصص التي يرويها عن طبيعة عيش هذه المخلوقات الضخمة في هذه الرقعة الغنية من صحراء ليوا والخصبة بخيراتها، أن الضباع المتواجدة في المتنزه تقوم بالتغذي على بقايا الطعام الذي تتركه فهود الجزيرة. ويشير أنتوني إلى أن إجراء الأبحاث وتكثيف الجهود لحماية البيئة الصحراوية وحيواناتها النادرة من الانقراض، ما هو إلا جوهر الأنشطة الذي تعتمدها إدارة «متنزه الحياة البرية العربية» و«شركة الاستثمار والتطوير السياحي». ويلفت إلى الكثير من الأنشطة المشوقة والمغامرات الاستثنائية للحياة البرية، بما فيها رحلات المشي على الأقدام برفقة المرشدين السياحيين، وركوب الدراجات على الهضاب الكاشفة، وقد صممت بطريقة هندسية ذكية، كنوع من ممارسة الرياضة في مكان مميز. 200 بئر مياه وأكثر من ذلك، فان التجربة السياحية في المنطقة الغربية تمضي مع زيارة إلى جزيرة «دلما» التي تعتبر رمزاً حقيقياً للتراث الإماراتي العريق. وهي تعكس أسلوب الحياة العربية الأصيلة في بيئتها الحقيقية، وتبعد 32 كيلومتراً عن ساحل أبوظبي، فيما تبلغ مساحتها 33 كيلومتراً مربعاً. ويقال إن اسم «دلما» مشتق من عبارة «دلو ماء»، وهي العبارة التي كانت تتردد كثيراً على ألسنة تجار البحر، الذين اعتادوا التوقف في الجزيرة للحصول على المياه العذبة. وتشير الخرائط القديمة إلى الجزيرة باسم «جزيرة اللؤلؤ»، إذ كانت من أشهر مراكز صيد وتجارة اللؤلؤ في الخليج العربي. أما تاريخ «دلما»، فهو موغل في القدم، وقد استوطنها البشر للمرة الأولى قبل 7 آلاف عام. ويفتخر أبناؤها بأنها أقدم موطن مأهول بالسكان في الدولة. وكانت تحتوي على 200 بئر من المياه العذبة التي لطالما نقلت بحراً من «دلما» إلى أبوظبي حتى خمسينيات القرن الفائت. وتقع جزيرة «دلما» في ركن هادئ من المنطقة الغربية، حيث المشاريع السياحية تتخذ أشكالاً من التأسيس لمجتمع متكامل قائم على الضيافة وحسن الخدمات. ويبرز فيها «المركز التعليمي لجزر الصحراء» الذي يتخذ مبادرة مجتمعية تتيح لأهالي المنطقة من الناشئين فرصة ذهبية للتعليم المهني المرتبط بقطاع السياحة. والمركز الذي تدعمه حكومة أبوظبي، أشبه بالشريان الحي لكل التعاليم التي تحتاجها جزيرة «دلما» الغنية بالمعالم الخام. وهو يعمل على تنظيم عدة دورات خلال الموسم الواحد، تشمل مختلف المجالات التي لها ارتباط وثيق في حقلي السياحة والأعمال. 6 محميات طبيعية المنطقة الغربية المقبلة على مستقبل سياحي أكثر إبهاراً تزخر بباقة من المعالم الطبيعية التي لم يتم الكشف عنها بعد وتخضع لأعمال التطوير لإطلالة خدماتية بمستوى عال. وعندها تخرج جزر «ديسكفري» الغنية بالكائنات البحرية، من عمق البحار وتطفو في موقع خلاب بالقرب من جزيرتي «دلما» و«صير بني ياس». والجزر الست تشكل مشروعاً بكراً لمحميات طبيعية تضم آلاف الطيور والسلاحف والحيتان تشرف عليه شركة «التطوير والاستثمار السياحي»، وتحوطه بالأبحاث العلمية لدراسة الأثر البيئي للمكان، والذي لم تشهد صخوره ورماله وماؤه أي تواجد بشري من قبل. وهناك يقع أكبر تجمع للثروات البحرية النادرة في المنطقة، ويمكن الوصول للمشروع المنتظر الذي يعتبر جزءاً من «جزر الصحراء» الطبيعية، إما براً وإما جواً بواسطة الطائرات المائية التي تستغرق 50 دقيقة من العاصمة. 250 عاماً تبلغ مساحة جزيرة «صير بني ياس» 87 كيلومتراً مربعاً، مما يجعلها إحدى أكبر الجزر الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة ويعود اسمها إلى قبيلة بني ياس التي كانت أول من سكن أبوظبي قبل 250 عاماً. تشكلت الجزيرة قبل نحو 5 آلاف إلى 10 آلاف عام، وكانت قبل ذلك مرتبطة بالبر الرئيسي. وقد تم تخصيصها كمحمية للحياة البرية من قبل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971 لضمان الحفاظ على الحيوانات والطيور والنباتات المهددة بالانقراض في منطقة شبه الجزيرة العربية. المها العربي حفاظاً على البيئة أقيم في جزيرة «صير بني ياس» متنزه الحياة البرية العربية بمساحة تبلغ 4,100 هكتار (أكثر من 50% من مساحة الجزيرة)، وهو مخصص لإكثار وتأهيل الحيوانات البرية الأصيلة ويؤوي حالياً أكثر من 10 آلاف حيوان. ومن الحيوانات النادرة في المتنزه، المها العربي المهدد بالانقراض منذ ستينيات القرن العشرين. وتعتبر الجزيرة الموطن الأصلي للنسور والجوارح ومجموعات من «الفلامينجو» والغاق والدجاج البري والبط والطوال أسود الجناح والبط النهري والزقزاق والنكَّات ومالك الحزين. ويعيش فيها اليوم قطيع يضم أكثر من 500 رأس خاضع للمراقبة. منتجع «جزر الصحراء» وقع الاختيار على منتجع «جزر الصحراء» ضمن أفضل 70 منتجعاً في العالم، وأحد أفضل فندقين في المنطقة لعام 2009 في قائمة «كوندي ناست ترافلرز» عن فئة أفضل الفنادق الجديدة. كما أدرج المنتجع ضمن قائمة «كوندي ناست ترافلر» الذهبية للعام 2010.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©