الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمر آل رستم تتغلب على آلام الغربة وتحلم بالعمل سفيرة لبلادها

سمر آل رستم تتغلب على آلام الغربة وتحلم بالعمل سفيرة لبلادها
2 يناير 2012
بهدف إثبات الذات والاطلاع على تجارب الآخرين قررت سمر آل رستم الانطلاق من إمارة دبي إلى كندا لتستقر في مدينة وينيبج التابعة لمحافظة مانيتوبا ولتدرس العلوم السياسية في جامعة مانيتوبا وهي الآن في السنة الثالثة، وتسعى الى التخرج لخدمة بلادها ورفع رأسها ورأس عائلتها عالياً فخراً واعتزازاً، يدفعها في ذلك التشجيع من الأهل بعد موافقتهم وتقبلهم فكرة السفر إلى الخارج والدراسة في إحدى الجامعات المعترف بها عالمياً. (دبي) - لطالما حلمت سمر بأن تدرس الطب ولكن لم تستطع بسبب مجموعها في الثانوية، الذي لم يسمح لها بذلك موضحة: “منذ طفولتي وأنا أحلم بدراسة الطب لأصبح طبيبة وأجعل أمي وأبي وأسرتي يفتخرون بي. ولكن مجموعي في الثانوية لم يحقق لي حلمي، وأتتني فكرة الابتعاث بشكل مفاجئ، ربما بعد أن صادفت مواقف عدة في حياتي الاجتماعية منها رغبة أمي في إكمال دراستي الجامعية لتكوين مستقبلي، وبما أن حلمي لأصبح طبيبة قد تلاشى، حثني ذلك على السعي لطموح أبعد، فاتخذت قراري وملأت الأوراق اللازمة لأثبت ذاتي، وهذا لن يتحقق إلا إذا اعتدت الاعتماد على نفسي في كل شي”. معايير الاختيار وبدأت سمر رحلة البحث عن الجامعة بنفسها اعتماداً على عدة معايير لاختيار الجامعة، ومن أهمها قوة الجامعة وأن تكون معترفا بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وكان الخوف من عدم النجاح في هذه الخطوة من أكبر الهواجس التي تملكت سمر في البداية ولكن أخذت على نفسها العهد بتجاوز هذه المخاوف من خلال الدراسة، ووضع كل ما يعرقلها جانباً، وقد تكون واجهت صعوبة فراق الأهل فقط، وتقول سمر “لم تواجهني أي صعوبات قبل السفر من جميع النواحي إلا صعوبة فراق أهلي لأول مرة، خاصة بعد اعتمادي الكلي عليهم في كل متطلباتي الدراسية والاجتماعية، وكنت خائفة من الإقدام على هذه الخطوة وعدم النجاح فيها، ولكن تبين لي العكس بعد ذلك، وكان قراري ومستقبلي الدراسي والمهني، يوجب علي التحمل والصبر، لأحصل على مرادي، وتخطي هذه الصعوبة”. بداية التحدي كان الشوق والحماس لخوض غمار حياة جديدة يملأ شعور سمر في هذه التجربة الجديدة، خاصة أنها المرة الاولى التي تسافر فيها وحيدة، وكان ذلك هو الجزء الأصعب من رحلتها، وتشير سمر قائلة: “كنت متشوقة ومتحمسة لدخولي حياة جديدة مليئة بالمفاجآت وفي نفس الوقت خائفة وحزينة على فراق أحبتي”. كان إحساساً لا يوصف عند الوصول إلى مكان الدراسة.. وتضيف سمر: “عندما اقتربت من الوصول لكندا، ابتسمت بشكل تلقائي وارتجفت، ابتسامتي كانت لوصولي إلى حياتي الجديدة التي سوف أثبت فيها ذاتي، وارتجافي بسبب خوفي مما تخبئه الأيام من صعوبات وتحديات”. وصول واندماج التأقلم على البيئة الجديدة ومحاولة التعايش فيها كان من الصعوبات الرئيسية التي واجهتها سمر في بداية وصولها، ذلك بالإضافة إلى محاولة الحصول على قبول جامعي بعد الانتهاء من برنامج اللغة الانجليزية التي تجاوزته سمر آل رستم، كما حاولت الاستفادة من تجارب الآخرين بذلك فقامت بتكوين العديد من الصداقات في المدينة التي تدرس بها وخارجها أيضاً، ومن مختلف الجنسيات، وعن ذلك تقول: “كونت العديد من الصداقات أغلبها من الجنسية الإماراتية والسعودية. ومنها ما زالت موجودة ومنها ما أنهيتها لأسباب عديدة ومختلفة، بعد أن صرت أكثر انتقائية في اختيار الأصدقاء”. وتضيف: “أتعامل مع المحيط على طبيعتي ولا أتصنع او أجامل، وقد وضعت الكثير من الحدود في علاقاتي لكي أنعم براحة البال والحياة الخالية من المشاكل والضغوطات، فهموم الغربة والدراسة كافية لأي مبتعث”. «كلب» في المنزل ولن تنسى سمر لحظات الرعب التي عاشتها عندما تعرضت لأحد المواقف الصعبة، عندما كانت داخل البيت الذي سكنته في بداية ابتعاثها، وعن هذه الحادثة تقول سمر: “يوم وصولي إلى كندا سكنت أنا وصديقة لي عند امرأة كندية، والتي أخبرتنا أن لديها هرة وكلبا صغيرا مدللا، ولم نعترض كونه جرو صغير، لقد كانت تصفه وكأنه حمل وديع وجميل، وعند استيقاظي في اليوم التالي، ذهبت إلى المطبخ لتناول الإفطار، وفتحت الثلاجة وإذ بي أسمع لهاثاً خلفي، وعندما التفت خلفي وإذ بي أجد نفسي أمام كلب أسود ضخم ومخيف، فأخذتني المفاجأة ودب الرعب في قلبي، فانطلقت أصرخ وصرت أبكي بشكل لا إرادي، ورغم ذلك هب الكلب إلي وأخذ يتودد ويلعق قدمي ويشم ثيابي، فزادني ذلك صراخاً، وصرت أنادي بأعلى صوتي كي ينجدني أحدهم ويخلصني من هذا الكلب، وقد هربت صديقتي للأعلى خوفاً، إلى أن أتت صاحبة المنزل ونادته ليذهب بعيداً، وتفاجأت بعدها ان عمر هذا الكلب الذي أرعبني لا يتجاوز ستة أشهر، وهذا الحادث لن أنساه ما حييت نتيجة لما تعرضت له من رعب”. لا وجه للمقارنة لاتستطيع سمر المقارنة بين المكان الذي تعيش فيه بكندا، وبين دولة الإمارات، لأنه ومن وجهة نظرها لا وجه للمقارنة لأنها تعتبر ان الإمارات الأفضل في العالم، وتقول: “لا مقارنة طبعاً، من وجهة نظري، لا شيء يفوق دولتي، من ناحية الرفاهية ومن كل النواحي، وحتى إن وجد فرق لا يمكنني ان أقارن بلادي بالبلدان الأخرى، فالإمارات هي الاحسن والأفضل وهذا رأيي”. وأكثر ما تفتقده سمر خارج حدود الوطن، الأهل وحضور المناسبات والأعياد بالإضافة الى مرافقتهم في الرحلات العائلية، كما أنها تفتقد الأكلات الإماراتية الشعبية، لذلك تعتبر أنه لا بديل عن الإمارات. وتقوم سمر بالكثير من الأعمال المنزلية التي لم تكن تفعلها في الإمارات، وتعتبر ان التدبير المنزلي أحد فوائد الغربة التي حصلت عليها من “الطبخ، التنظيف، تأثيث السكن، وغسيل الملابس.. بالمختصر المفيد، تقريبا أفعل كل شيء، لقد استفدت من ذلك في تدبير أمور المنزل التي ستعينني في حياتي”. هوايات وأنشطة وتقول سمر: ليس لدي هواية محددة، ولكنها تستمتع بالقراءة والتبحر في الانترنت على كل ما هو جديد، في حال وجود بعض الوقت لديها موضحة: “لا أملك الكثير من الوقت، وفي حال أن يكون لدي وقت فراغ أذهب للتبضع أو لزيارة أصدقائي، وكثيراً من الأحيان أمكث في المنزل وأتصفح الشبكة العنكبوتية”.. وتضيف: أقوم أيضاً ببعض الأنشطة الرياضية التي اعتبرها ضرورية جداً للحفاظ على السلامة الشخصية واللياقة البدينة وكثيراً ما أذهب إلى النادي الرياضي القريب من منزلي أو أمارس رياضة المشي. وتوضح أنه لا يوجد الكثير من الطلبة الإماراتيين في المدينة التي تسكن وتدرس فيها سمر فهم جميعاً لا يتجاوزون ثلاثة طلاب فقط، وتعزي ذلك إلى صغر المدينة وابتعادها عن مركز الدولة، ولكنها تتواصل مع بقية الطلبة وتقوم بتبادل الزيارات مؤكدة: “لدي أصدقاء إماراتيون من مختلف المناطق في كندا وأيضا في أميركا، ونتبادل الزيارات، ولكن دائماً ما اجتمع مع صديقتي نوف الدوسري المقيمة في مونتريال، والتي اعتبرها من أشد الاصدقاء إخلاصاً ووفاءً في الغربة، وبيننا اتصال شبه يومي رغم المسافة الكبيرة التي بيننا”. آلام الغربة وكثيرا ما تبكي سمر بسبب آلام الغربة، ولكن من أهم المواقف التي بكت فيها توضح أنها حلمت بأمها حلما غريبا ومزعجا، «وكأني لن أراها مجدداً، فهرعت من نومي وانا ابكي واتصلت بوالدتي التي طمأنتني عن نفسها. وتضيف: أزور أهلي مرة في السنة فقط، وأتمنى من أهلي زيارتي ولكنهم في كل مرة يخططون لذلك، ويحمسوني بزيارتهم، وسرعان ما يتراجعون في اللحظة الأخيرة، لسبب ما أو لظرف طارئ يتعرضون له. ومع ذلك أحلم يومياً بزيارة الاهل لي”. سفيرة لبلادي تطمح سمر آل رستم بعد تخرجها بأن تصبح فرداً فعالاً في المجتمع الإماراتي، وتشغل مركزاً مرموقاً، فهي تخطط لكي تعمل سفيرة لبلادها في المستقبل، حتى تحصل على الفرصة في خدمة وطنها الغالي وتمثله خير تمثيل في الخارج. وتنصح سمر الطلبة المبتعثين الجدد بالتأقلم مع البيئة الجديدة، وذلك منعاً للمعاناة التي قد يشعرون بها، خاصة معاناة المبتعث عندما يواجه نوعا من الصدمة الثقافية بسبب اختلاف المكان والعادات والتقاليد وتؤكد “إذا تجاوز المبتعث هذه العقبة منذ البداية بحكمة، فلن تكون هناك معاناة كبيرة وسوف يتأقلم مع الأوضاع الجديدة”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©