الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة البناء السردي تقدم التقنيات الجديدة في الكتابة السينمائية

ورشة البناء السردي تقدم التقنيات الجديدة في الكتابة السينمائية
5 مايو 2014 23:59
إبراهيم الملا (أبوظبي) تواصلت مساء أمس الأول بمعرض أبوظبي الكتاب، وقبل اختتام فعالياته بيوم، الأنشطة النوعية التي تقدمها قاعة (سينما الصندوق الأسود) بالمعرض، والتي تسهم في تطوير الثقافة السينمائية وإلقاء الضوء على المعارف الجديدة المتعلقة بكتابة النصوص الفيلمية، وطرق ومنافذ دعم مشاريع السينما وتمويلها. وفي هذا السياق استضافت القاعة الروائي، وكاتب السيناريو البحريني فريد رمضان الذي قدم ورشة حول البناء السردي للسيناريو، وتقنيات الكتابة الجديدة المتعلقة بهذا المحور الأساسي والمفصلي في تنفيذ الأعمال السينمائية بشروطها القياسية التي توفر الحدود المطلوبة لظهور فيلم روائي طويل متماسك سردياً، وناضج تعبيرياً. وسبق لفريد رمضان كتابة سيناريوهات مميزة لعدد من الأفلام البحرينية القصيرة، بالإضافة إلى كتابة ثلاثة نصوص سينمائية لأفلام روائية طويلة هي: «زائر» في العام 2003، و«حكاية بحرينية» في العام 2006، و«الشجرة النائمة» الذي بدأت عمليات تصويره ومن المتوقع الانتهاء منه خلال الأشهر القادمة. وتحدث رمضان في بداية الورشة عن أهم عنصرين في عالم صناعة الأفلام، وهما (المشاعر) و(ردود الأفعال)، وقال إن هذين العنصرين يجب أن يكونا حاضرين دائماً في ذهن كاتب السيناريو قبل الشروع في كتابه نصه السينمائي، لأن الاعتناء بهذين العنصرين، كما أشار، يوفر عنصر التماسك والوحدة العضوية والتشويق البصري للفيلم بعد ذلك. وعرض رمضان مكونات البناء السردي في السيناريو والمتمثلة أولاً في تفكيك هذا البناء من حيث توثيق الفكرة العامة للقصة، أو الحكاية للوصول إلى النسخة الأولية للسيناريو، قبل الوصول للنسخة النهائية التي يتم عرضها على المخرج، وأوضح بأن تفكيك هذا البناء يعتمد على طرح عدة أسئلة على الكاتب أن يجيب عليها، وهذه الأسئلة هي: أين تقع الحبكة الدرامية في السيناريو، وكيف نتعرف على شخصيات الفيلم، وما هي نقطة اللاعودة في الفيلم؟ وقدم رمضان بعض التعريفات المتداولة لمفهوم (السيناريو) فهناك من يصف السيناريو بالخطة الوصفية التفصيلية المكتوبة بتسلسل يجمع الصوت والصورة، وهناك من يركز على وظيفته في تسجيل معاني الصورة، من خلال كلمات يمكن ترجمتها إلى إنطباعات مصورة بواسطة الكاميرا أو من خلال رؤية المخرج، أما التعريف الثالث، فيرى أن السيناريو هو فيلم مكتوب على الورق، وبأنه فيلم المستقبل، أي فيلم قيد التنفيذ، وهو الطرح الذي أشار رمضان بأنه ينتصر له لأنه يعبر وبكثافة عن الماهية الأصلية والأصيلة لفن كتابة السيناريو. ثم تحدث رمضان عن الخطوات التطبيقية الأولية لخطة كتابة السيناريو والمتمثلة بداية فيما يسمى بـ: «خط الفيلم» أو Logline حيث يقوم الكاتب بتلخيص مقولة الفيلم في سطرين فقط بحيث تتراوح كلمات هذا التلخيص بين 25 إلى 55 كلمة فقط، وذلك لإقناع المخرج، أو المنتج قبل الشروع فعلياً في الكتابة المتقدمة، وقبل الدخول في الخطوة التالية لمشروع السيناريو، وعليه فإن «خط الفيلم» كما وصفه رمضان، عليه أن يكون جاذباً ومشوقاً للمطلع عليه، وتجب كتابته بصيغة المضارع، وعليه أن يتضمن تعريفاً للشخصية الرئيسية، أو بطل الفيلم، وكذلك عليه أن يحدد طبيعة الفيلم إذا كان كوميدياً، أو تراجيدياً، أو تابعاً لتصنيفات أخرى، كأفلام الرعب، أو الإثارة أو الرومانسية وغيرها، وأضاف بأن هذا التلخيص يجب أن يحدد المشاكل والعقبات التي تواجه الشخصية الرئيسية، وكيفية مواجهتها، والتغلب عليها، ومن هم الشخوص، وما هي الظروف التي تقف في طريق الشخصية وتمنعها من تحقيق أهدافها، وهو ما يمكن تسميته بجدلية الصراع الذي يخلق عنصري التشويق والجذب والتواصل الذهني والعاطفي والبصري مع أحداث الفيلم. وأشار رمضان أن الخطوة التالية بعد التعرف على «خط الفيلم» هو كتابة ملخص الفيلم أو ما يطلق عليه: «النبذة»، وقال إنها تتضمن المعالجة التي يسرد فيها الكاتب تفاصيل المشروع، وأهم الأجزاء والمفاصل والتحولات الدرامية المثيرة للاهتمام، بحيث تكون مقسمة على فصول أو مسارات سردية مع تحديد مكونات كل فصل منها. وأوضح بأن النبذة يجب أن تشتمل على عدة نقاط مثل: وصف الشخصيات من خلال طرح أسئلة تعزز هذا الوصف، مثل: من هي هذه الشخصيات، وما هو الحيز الاجتماعي الذي تنتمي إليه، ما هي وظيفتها في الحكاية، ماذا يميزها، ماذا تحب وماذا تكره، ما الذي يعيقها، وما هو تحصيلها العلمي، وغيرها من الأسئلة التي تساهم وبقوة في تحديد مسار كل شخصية داخل بنية الفيلم. ثم يأتي التركيز على بطل الفيلم الذي يعتبر المحور المحرك لبقية الشخصيات ولأحداث الفيلم وتحديد ملامحه الخارجية ودوافعه وهواجسه الذاتية، ثم تحديد زمن القصة من حيث ارتباطها بالحاضر، أو الماضي، أو المستقبل بشقيه: الممكن والمتخيل. ونوه المحاضر بأن فصول الملخص يجب أن توضح خلال الربع ساعة الأولى من زمن الفيلم طبيعة الشخصيات، ومعالم المكان والزمان الذي تتشكل فيها أحداث الفيلم، وأن يكون هناك فصل خاص للتعرف على الصراع، وردود أفعال الشخصيات تجاه هذا الصراع، وتأثيره على المسار الدرامي للفيلم، أما العنصر الأهم هنا كما قال رمضان، فهو تحديد «نقطة اللاعودة» في الفيلم عندما يقرر بطل الفيلم اتخاذ قراره النهائي إزاء المشكلة التي تمنعه من الوصل إلى هدفه. وفي ختام الورشة، تحدث رمضان عن الهيكل الأساسي للسيناريو، وهو ما يطلق عليه: «المعالجة»، والتي يلتزم فيها كاتب السيناريو بشرح تفاصيل الحكاية حسب الفصول المقسمة في: «النبذة» مع وصف دقيق للأحداث وردود الأفعال والصراع، وما ينتج عن هذا التصاعد الدرامي وصولا إلى نقطة اللاعودة، وأوضح بأن المعالجة عادة ما تكتب على شكل قصة قصيرة تتوضح فيها العناصر الأساسية لمشروع العمل الروائي الطويل، ويجب أن تتخفف المعالجة من عبء الكتابة الأدبية، وأن تكون منحازة بشكل كامل للصورة، وتكتب في خمس إلى عشر صفحات. ووصف رمضان: «المعالجة» بأنها خطة أو خارطة الطريق لمشروع السيناريو، وتكمن أهميتها، كما أشار، في أن الكاتب نفسه، أو بالتعاون مع المنتج، أو المخرج يمكن له اكتشاف مواطن الضعف في السيناريو قبل الشروع في كتابته بشكله التفصيلي والشامل، وضرب رمضان أمثلة حول بعض الأفلام الأجنبية والعربية التي اتبعت هذا الأسلوب في تقنيات الكتابة السينمائية مثل الفيلم الأميركي الشهير: «الفك المفترس»، والفيلم العراقي: «ابن بابل»، والفيلم السعودي: «وجدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©