الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انطلاق السوق المشتركة لدول أفريقيا الشرقية

انطلاق السوق المشتركة لدول أفريقيا الشرقية
1 يوليو 2010 22:17
أطلقت كينيا وتنزانيا وأوغندا وبوروندي ورواندا رسميا اعتبارا من الأمس سوقا مشتركة لا يوجد ما يوازيها في افريقيا، حتى إن لم يكن متوقعا ان تصبح واقعا بشكل فعلي إلا بعد سنوات عدة على افضل تقدير. وتهدف هذه الدول إلى انشـاء سوق موحدة، على غرار الاتحاد الاوروبي، تضم 126 مليون نسمة ويبلغ اجمالي ناتجها المشترك 70 مليار دولار (57 مليار يورو) بين الدول الخمس الاعضاء في مجموعة افريقيا الشرقية. ويمثل ذلك اكبر جهد للاندماج الاقتصادي في تاريخ افريقيا، بحسب اصحاب فكرة المشروع، اما بقية مجموعات الدول الافريقية (مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية، والسوق المشتركة لافريقيا الجنوبية والشرقية- كوميسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا)، فما زالت في طريقها نحو الاتحاد الجمركي، وهي مرحلة انجزتها مجموعة افريقيا الشرقية منذ عام 2005. واعرب الامين العام لمجموعة افريقيا الشرقية التنزاني جمعة مواباشو عن ارتياحه قائلا “لم تبلغ اي مجموعة اقتصادية اقليمية افريقية هذه المرحلة الحاسمة” التي “تبرز بأعلى درجة الارادة السياسية القوية والالتزام الحازم لجميع الفاعلين في مجموعة افريقيا الشرقية بتعميق الاندماج وتوسيعه.. لكن اقامة سوق حرة لليد العاملة والبضائع والخدمات ورؤوس الاموال امر اكثر تعقيدا من توحيد الحقوق الجمركية”. ونبه الوزير الكيني المكلف بالاندماج الاقليمي اماسون كينجي امس إلى “ان اقامة السوق المشتركة لمجموعة افريقيا الشرقية عملية تتطلب بعض الوقت كي تصبح نتائجها محسوسة في المنطقة”. ولا بد من التريث في نظره حتى 2015 للتوصل إلى سوق موحدة بشكل حقيقي، لأن تعديل جميع التشريعات والقوانين في الدول الخمس المعنية وجعلها متطابقة مع متطلبات السوق المشتركة، يحتاج لسنوات. وتقرر اول موعد لاستعراض التقدم المنجز في 31 اغسطس المقبل. وفي ما يتعلق باليد العاملة، اتخذت رواندا المبادرة بإلغائها وجوب الحصول على إذن للعمل بالنسبة لرعايا دول التكتل. ورأى الخبير الاقتصادي الرواندي الذي يعمل في مجموعة افريقيا الشرقية “ان القرار الرواندي ترجم في الواقع بدخول اشخاص اكفاء بكثافة خصوصا من كينيا. وقد اتخذت رواندا ايضا قرارات اخرى شجاعة لجذب المستثمرين الاجانب.. وهنا ايضا كان الكينيون السباقين في التلبية”. ولفت هذا الخبير الى خطر ان يكون بناء السوق الموحدة فقط لصالح كينيا، القوة الاقتصادية الاولى في المنطقة، ان لم ترفع الدول الاخرى مستوى قدرتها التنافسية. واعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي من جهته أمس الاول إلغاء الرسم على إذن عمل الاجانب بالنسبة لرعايا دول مجموعة افريقيا الشرقية، لكن يبقى هناك الكثير من العمل داخل مجموعة افريقيا الشرقية حول المسائل الحساسة المتعلقة بملكية الاراضي وحق اقامة مؤسسة مهنية في دولة اخرى او حركة تنقل رؤوس الاموال. الا أن ذلك لا يمنع دول المجموعة من التفكير بالمرحلة التالية، وهي الوحدة النقدية التي حدد لها رسميا عام 2012، حتى وان اقر بعض المسؤولين في مجالسهم الخاصة بأن عام 2016 سيكون موعدا معقولا اكثر. يبقى ان احداث التاريخ تدفعهم الى الحذر: اذ ان اول مجموعة لافريقيا الشرقية التي اعتبرت في تلك الحقبة نموذجا افريقيا للاندماج، انهارت في عام 1977 ضحية خصومات بين قادتها بعد عشر سنوات على نشوء فكرتها.
المصدر: نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©