معرض عن التحنيط في لوس أنجلوس

يعرض في لوس أنجلوس عدد من المومياوات تكشف النقاب عن أسرار طقوس الدفن عند القدماء كما تظهر الجهد الكبير الذي بذله العلماء المختصون في هذا المجال. ويحمل هذا المعرض اسم “مومياوات من العالم” ويعرض عشرات المومياوات العائدة لرجال ونساء وأطفال وحيوانات من مختلف نواحي الأرض؛ ومقتنيات كانت تستخدم في طقوس الدفن. وقدمت أكثر من 20 مؤسسة أوروبية مومياوات إلى هذا المعرض معظمها متاحف ألمانية. ومن المقرر أن يتنقل هذا المعرض في ارجاء الولايات المتحدة على مدى ثلاثة اعوام. وقال جيفري رودلف مدير كاليفورنيا ساينس سنتر إن “المعرض مزيج بين العلم والتاريخ”. وأضاف “انه يظهر كيف يمكن أن تساعدنا التقنيات العلمية في فهم التاريخ والحاضر بشكل افضل، كما يظهر تمازج الطبيعة والثقافة في مختلف نواحي العالم”. يخصص هذا المعرض حيزاً واسعاً للأبحاث العلمية؛ ويشرح المساهمات الكبرى للتحليل الوراثي والتأريخ من خلال الكربون والتصوير باستخدام الرنين المغناطيسي، على دراسة المومياوات. وقال البرت زنك أحد المسؤولين عن المعرض، وهو باحث في المعهد الأوروبي في بولزانو في ايطاليا، إن التقنيات العلمية سمحت باكتشاف “أمور كثيرة جدا حول الحياة والتاريخ والثقافة والصحة والتغذية والتشريح وأسباب الوفاة” مع الحرص على عدم العبث بهذه المومياوات. وأضاف أن قيمة هذه الكشوفات ليس تاريخية فقط، بل إنها قد يكون لديها تطبيقات عملية اليوم. وأوضح “ما توصلنا إليه بفضل المومياوات عن تحول بكتيريا السل يمكن ان يساعد العلماء على التخلص من هذا المرض القاتل في المستقبل”. كما أن المعرض يلقي الضوء على اختلاف أصول المومياوات المتحدرة من القارات الخمس؛ فيما الاعتقاد السائد حتى الآن أنها تتحدر من مصر القديمة حصرا. وهناك مومياوات في البيرو؛ منها مومياء تعود لطفل عاش قبل الميلاد بأربعة آلاف وخمسمائة سنة. وقالت المسؤولة في المعرض هيذر جيل فريركينج الباحثة في مشروع جرمان مامي “هناك دراسات واهتمام بالمومياوات المصرية اكثر من غيرها بسبب وجود الكثير من الوثائق حول طقوس الدفن في مصر القديمة؛ لكننا نملك أدلة على أن المومياوات كانت موجودة في أميركا الجنوبية قبل مصر”. وتعرض أيضاً مومياوات لعائلة اورلوفيتز اكتشفت في العام 1994 في سرداب كنيسة شمال المجر؛ وهي أجساد لأشخاص ولدوا بين 1765 و1800 وحنطت بشكل طبيعي جراء الهواء النقي الجاف وزيت خشب الصنوبر المستخدم في صناعة توابيتهم.