الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تسلا رودستير» .. جمع مثير بين الدفع الكهربائي والقدرة العالية على الانطلاق

«تسلا رودستير» .. جمع مثير بين الدفع الكهربائي والقدرة العالية على الانطلاق
1 يوليو 2010 21:38
عندما عمدت شركة “تسلا” الأميركية لبناء سيارتها الكهربائية الرياضية الجديدة التي تنتمي لفئة “الرودستير الخارقة”، لم يكن أحد من المحللين يعلم أن السيارة الجديدة سوف تتحول إلى علبة تكنولوجية ملأى بالأنظمة والتقنيات غير المسبوقة. ولم يكن غريباً أن يشعر القيّمون على هذه الشركة بأنهم يعملون في “وادي السيليكون” وليس في مصنع للسيارات. وتوحي هذه الإشارة بأن المهندسين والمصممين في هذه الشركة نجحوا في تحويل السيارة الجديدة إلى منصّة رقمية لا تختلف كثيراً عن الكمبيوتر اللوحي “آي باد”. ولعل من الغريب أن تحقق هذه الشركة الفتية نجاحها الكبير بهذه السرعة العجيبة علماً بأن البدء في إنتاج النسخة الأولى من السيارة “تسلا رودستير” لم يمضِ عليه إلا أقل من عام واحد. وأمام هذا النجاح الكبير، وكثرة الطلبيات على السيارة الجديدة، عمدت شركة “تسلا” يوم الثلاثاء الماضي إلى إدراج نفسها في بورصة وول ستريت. وتمكن خبراء الشركة خلال فترة قصيرة من إخضاع السيارة إلى سلسلة متواصلة من عمليات التطوير التي شملت ابتداع مواد خاصة جديدة تتصف بالخفة والقساوة الشديدة والقدرة على امتصاص الضجيج، كما عمد المهندسون إلى بناء مقصورة ذات تصميم غير مسبوق في تطوّرها. ويقول الخبراء المتخصصون إن هذه الإنجازات السريعة التي حققتها شركة “تسلا” خلال عام واحد، تتطلب خمس سنوات من العمل في أعرق الشركات العالمية الأخرى المتخصصة بصناعة السيارات. ولا شك في أن قيادة “تسلا رودستير” تنطوي على طعم لا شبيه به لمتعة القيادة. فهي تجمع بين أناقة التصميم، وجماليات المظهر الرياضي، والصمت التام، والقدرة الفائقة على الانطلاق العصبي. وقبل خمس سنوات فقط، لم يكن أي من الخبراء المتخصصين بتطوير السيارات الرياضية ليصدّق بأن يأتي اليوم الذي ستتمكن فيه سيارة كهربائية من بلوغ تسارع هائل قادر على دفعها من حالة الاستعداد للانطلاق حتى بلوغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 3.7 ثانية فقط. وتنطوي قيادة “تسلا رودستير” على سهولة فائقة في التشغيل؛ إذ يكفي أن تضع قدمك على دواسة التسارع وتضغطها بخفّة حتى تنطلق السيارة من عقالها كحصان جامح. وبالطبع لم يأتِ هذا الإنجاز من عبث، بل يقف وراءه محرك كهربائي قوي يمكنه توليد عزم دوران أقصى يصل إلى 295 باوند قدم. ثم إن بلوغ هذا المستوى من عزوم التدوير يتم بغمضة عين وحيث لا يلبث عداد سرعة دوران المحرّك أن يشير إلى 6000 دورة في الدقيقة. ويضاف إلى كل ذلك أن “تسلا رودستير” استأثرت بأنماط قيادة مختلفة يمكن التحكم فيها بواسطة الأزرار، ومنها القيادة العادية Standard، وقيادة الأداء القوي Performance driving. وعندما يعمد الإنسان الهاوي للقيادة الرياضية الصامتة، إلى معايشة “تسلا رودستير”، فإنه غالباً ما يكتفي بضبطها على نمط “القيادة العادية” وذلك بالرغم من أنها لن تتمكن من بلوغ التسارع العالي المذكور والذي يبلغ 3.7 ثانية للقفز إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة. وفي هذه الحالة، سوف يتمتع السائق بالاستماع إلى “الصمت المطبق” لمحركاتها الكهربائية الخرساء. وبهذا يمكن القول إن “تسلا رودستير”، ومعها كافة السيارات الكهربائية الناجحة مثل “تويوتا بريوس”، جاءت جميعاً لتعلن عن أفول عصر السيارات المثيرة للصخب والضوضاء والضجيج. ويضاف إلى هذه الخصائص المهمة شيء متميّز آخر؛ فلقد جاءت “تسلا رودستير” لتعلن أيضاً نهاية عصر السيارات التي لا تتوقف عن نفث الغازات الخانقة للبشر والملوّثة للبيئة والتي تساهم في زيادة الاحتباس الحراري في جو الأرض. وذلك لأنها لا تحرق أي نوع من الوقود على الإطلاق. ويقول جوش ميلير الخبير الأميركي في تجريب السيارات، إن “تسلا رودستير” تأتي في الحقيقة لتغيّر فلسفة القيادة برمّتها؛ ويمكن اعتبارها النواة الأولى لما يمكن أن يسمّى “القيادة الصامتة النظيفة”. ومع تراكم هذه الخصائص والميزات المهمة التي تجتمع لأول مرة في سيارة كهربائية، فلقد كان من الضروري أن تفوز السيارة أيضاً بمجموعة بطاريات فعّالة قادرة على تغذية المحركات بالطاقة الكهربائية لمسافات كافية قبل أن تحتاج إلى عملية إعادة الشحن. وتمكن خبراء من قياس المدى الأقصى للسيارة “تسلا رودستير” فتبيّن أنه يبلغ 244 ميلاً أو 400 كيلومتر قبل أن تحتاج إلى عملية إعادة الشحن. كما أن إعادة شحنها بالكهرباء لا تختلف كثيراً عن طريقة شحن الهاتف المحمول “الموبايل”؛ ويتم ذلك بواسطة “فيش” كهربائي يشبه ذلك الذي يوجد في كابل توصيل الثلاجة ويتم توصيله بأي زرّ كهربائي منزلي. وتستأثر “تسلا رودستير” بميزة أخرى، ففيما لا يعمد أصحاب السيارات البترولية إلى إعادة تعبئة سياراتهم بالوقود السائل إلا عندما يوشك على النفاد من خزاناتها، فإن في وسع صاحب السيارة “تسلا رودستير” أن يقوم بشحن بطارياتها أثناء الليل أو طالما كانت متوقفة وعدم انتظارها حتى تفرغ تماماً. وهذا سيضمن عدم هدر الوقت في عملية الشحن. وتمكنت شركة “تسلا” من تزويد سيارتها بشاحن فعّال سجّل رقماً قياسياً في سرعة الشحن بلغ 90 كيلومتراً لكل ساعة شحن. وهذا يعني أن الزمن الكامل لشحن بطارياتها تماماً يبلغ نحو 4 ساعات لو كانت فارغة تماماً. وكانت كل هذه الخصائص المشجعة كافية لكي يطلق الخبراء حكماً مدعّماً بالحقائق والأرقام يقضي بأن “تسلا رودستير” تحمل تحت جلدها المقومات الكاملة لنجاح السيارات الكهربائية في المستقبل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©