الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات من التراث

حكايات من التراث
24 سبتمبر 2008 23:17
قال عمرو بن أبي عمرو الشيباني: نزلت على حي من فهم، فسألتهم عن خبر تأبط شراً، فقال لي بعضهم: وما سؤالك عنه؟ أتريد أن تكون لصا! قلت: لا، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين فأتحدث بها· فقالوا: نحدثك بخبره: إن تأبط شراً كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة، فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه، ثم يشويه فيأكله· وإنما سمي تأبط شرا، لأنه فيما حكي لنا: لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له: رحى بطان، في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق، فلم يزل بها حتى قتلها، وبات عليها· فلما أصبح حملها تحت إبطه وجاء بها إلى أصحابه، فقالوا له: لقد تأبط شراء، وقال في هذا: ألا من مبلغ فتيان فهم بما لاقيت عند رحى بطان وأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان فقلت لها: كلانا نضو أين أخو سفر فخلي لي مكان فشدت شدة نحوي فأهوى لها كفي بمصقول يماني فأضربها بلا دهش فخرت صريعاً لليدين وللجران فقالت: عد فقلت لها: رويداً مكانك! إنني ثبت الجنان فلم أنفك متكئاً عليها لأنظر مصبحاً ماذا أتاني إذا عينان في رأس قبيح كرأس الهر مشقوق اللسان وساقاً مخدج وشواة كلب وثوب من عباء أو شنان ثلاث ليالٍ وفد سواد بن قارب على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسلم عليه فرد السلام، فقال عمر: يا سواد! قال: لبيك يا أمير المؤمنين! قال: ما بقي من كهانتك؟ فغضب ثم قال: يا أمير المؤمنين ما أظنك استقبلت بهذا الكلام غيري فلما رأى عمر الكراهية في وجهه قال: يا سواد، إن الذي كنّا عليه من عبادة الأوثان أعظم من الكهانة، فحدثني بحديث كنت أشتهي ان أسمعه منك· قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينما أنا في إبلي بالسراة، وكان لي نجي من الجن، إذ أتاني في ليلة وأنا كالنائم، فركضني برجله، ثم قال: قم يا سواد، فقد ظهر بتهامة نبي يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم، قلت: تنح عني فإني ناعس، فولّى عني وهو يقول: عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأكوارها تهوى إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنو الجن ككفارها فارحل إلى الصفوة من هاشم بين روابيها وأحجارها ثم لما كان في الليلة الثانية أتاني، فقال مثل ذلك القول: فقلت: تنح عني فإني ناعس، فولى عني وهو يقول: عجبت للجن وتخبارها وشدها العيس بأقتابها تهوى إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنو الجن ككفارها فارحل إلى الصفوة من هاشم ليس قداماها كأذنابها ثم أتاني في الليلة الثالثة، فقال مثل ذلك، فقلت: إني ناعس، فولى عني وهو يقول: عجبت للجن وإيجاسها وشدها العيس بأحلاسها تهوى إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنو الجن كأنجساها فارحل إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى رأسها قال سواد: فلما أصبحت يا أمير المؤمنين أرسلت لناقة من إبلي، فشددت عليه، وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت، وأنشأت أقول: أتاني نجي بعد هدء ورقدة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب فشمرت عن ذيلي الإزار وأرقلت بي الذعلب الوجناء بين السباسب فأشهد ان الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب وأنك أندى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب فمرني بما أحببت يا خير مرسل وإن كان فيما قلت شيب الذوائب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب ففرح رسول الله وأصحابه بمقالتي فرحاً شديداً حتى رأي الفرح في وجوههم، فوثب إليه عمر فالتزمه، وقال: قد كنت أحب أن أسمع هذا الحديث منك، فهل يأتيك رأيك اليوم؟ فقال: منذ قرأت القرآن فلا، ونعم العوض كتاب الله تعالى من الجن!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©