محمد وعمر يحققان أمنية أبيهما الراحل ويحفظان القرآن كاملاً

محمد وعمر جمعة الحوسني، شقيقان استطاعا أن يحفظا كتاب الله كاملاً، ولم يتعد سن عمر الأخ الأصغر الثانية عشرة، بينما كان محمد في الرابعة عشرة من عمره ليصبحا ضمن أصغر المواطنين سناً في الإمارة ممن حملوا كتاب الله عز وجلّ في صدورهم· ووسط فرحة حافظي كتاب الله ورضا أهاليهم أن منّ جل جلاله عليهم بأبناء أتموا حفظ القرآن، احتفلت مؤسسة القرآن الكريم والسنة الحكومية بالشارقة، نهاية الأسبوع الماضي بالطلاب وكرمتهم ومنحتهم شهادة إتمام حفظ القرآن الكريم، إضافة إلى جائزة نقدية من المؤسسة· فرحة الأم بابنيها حافظي القرآن الكريم لا توصف، بل ظلت تردد كلمات الشكر لله وتحمده بعد أن وفقّت في تربيتهما سيما أن أعباء مسؤوليتها زادت عندما توفي والدهما وكان عمر الأصغر حينها لا يتجاوز أربعة أعوام· وتقول والدتهما ''إن محمد وعمر ينتميان إلى أسرة مكونة من سبعة أولاد وأربع بنات، بدآ بحفظ القرآن منذ سنوات على يد المحفظ الشيخ أحمد محيي الدين في مسجد الشيخ سعود في منطقة الشهباء بالشارقة من خلال دروس يومية تبدأ من بعد صلاة العصر لتستمر حتى المغرب''· وتضيف أم خليفة أن ''رغبة ابنيها في حفظ القرآن والإقبال عليه، وتشجيع الشيخ في المسجد وإعجابه بهما ساعدهما كثيراً على إتمام حفظ كتاب الله كاملاً''· وتبين أنها واختهما كانت تراجعان معهما ما حفظوه من الآيات بصورة مستمرة في المسجد، كما أنها كانت حريصة على ألا تحرمهما من ممارسة حياتهما الطبيعة، والاختلاط بالأصدقاء والتواصل معهم واللعب، والخروج، إضافة إلى تشجيعهم بصورة مستمرة بالمكافأة على الحفظ· وتوضح أم خليفة أنها وجدت نفسها تقبل على حفظ كتاب الله أيضاً، حيث استطاعت أن تحفظ جزءين خلال الفترة الماضية، وأنها تحاول حفظ المزيد وذلك أثناء المراجعة مع ابنيها· ويقول عمر الحوسني، أصغر حافظ لكتاب الله: ''والدتي كانت ورائي باستمرار تتابعني يومياً واجتهدت معي طيلة السنوات السابقة وكانت تشجعني لأكون حافظاً للقرآن الكريم، فقد كانت أمنية والدي، رحمة الله تعالى''· ويضيف الحوسني، وهو من المتفوقين علمياً في مدرسة الشهباء الإعدادية، أنه ''وضع لنفسه برنامجاً مكنه من حفظ كل يوم صفحة من القرآن، بجانب مراجعة ربعين وبصورة يومية، وكان يفرغ من وقته ساعتين للحفظ والمراجعة مما ساعده على إتمام حفظه بجانب تفوقه بالمدرسة''· من جهته، يؤكد مدير عام مؤسسة القرآن الكريم والسنة حمد مطر تريم، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بالمؤسسة وليد المرزوقي أن ''من أهداف المؤسسة، التي رسمها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رعاية وتكريم حفظة كتاب الله وإثابتهم على جهودهم، وإخلاصهم ومثابرتهم''