الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء حضارة «الآزتيك» يدقون طبول الحب والحرب في أبوظبي

أبناء حضارة «الآزتيك» يدقون طبول الحب والحرب في أبوظبي
1 يوليو 2010 20:57
في واحدة من فعاليات مهرجان «صيّف في أبوظبي»، قدم أبناء حضارة الآزتيك المكسيكية التي امتدت إلى عشرات القرون، بعضاً من رقصاتهم الشعبية ذات الجذور التاريخية، في لوحات استعراضية مثيرة أذهلت رواد «مارينا مول» الذين وقفوا مشدوهين وهم يشاهدون هذا النوع من الفنون الذي يعرض للمرة الأولى في المنطقة. وقد حرص المشاهدون على التقاط الصور للفرقة الراقصة بهدف الاحتفاظ بهذا الأداء الفني المتميز في ذواكرهم في حين عمد البعض إلى مشاركتهم الرقص من خلال تقليد حركاتهم الغريبة والمحببة. قدمت الفرقة المكسيكية ليلة الأربعاء الماضي عرضها ضمن فعاليات مهرجان «صيف في أبوظبي»، بدأ الاستعراض بنقرات بطيئة على آلات إيقاع بدائية جاؤوا بها معهم وقد نحتت من جذوع الأشجار، لتضفي أجواءً أسطورية على العرض، وأخذت النقرات تتسارع إلى أن دخلت فتاة حاملة ما يشبه المبخر ولكن على هيئة وجه بشري يمثل أحد آلهة حضارة الآزتيك. قرع الطبول عقب اكتمال دخول باقي راقصي الفرقة المكونة من ثلاثة ذكور وثلاث إناث إلى ساحة العرض في أردية مزركشة بألوان زاهية ورسومات لوجوه بشرية على هذه الأردية، انخرطوا في وصلة فنية رائعة على دقات الطبول المتسارعة، ازدادت جمالاً وألقاً مع قبعاتهم المصنوعة من الريش الطويل. وأعادت هذه الأجواء الحضور إلى مئات الأعوام خاصة مع آلات النفخ البدائية المصنوعة من الأصداف البحرية، وما تصدره من أصوات فريدة وشجية تبث الرهبة في الأسماع. تالياً قدمت الفرقة لوحة راقصة مصاحبة لتواتر دقات الطبول حتى يخال للرائي أنه في معركة حقيقية بينت فنون القتال القديمة بين رجال الآزتيك، وكيف كانوا يذودون عن قبيلتهم. وهو ما كان واضحاً عبر أدوات القتال البدائية التي كانوا يمسكون بها أثناء العرض ويحاكون بها ما كان يحدث إبان تلك النزاعات. رقصة الحب تبع رقصة الحرب رقصة الحب التي تشارك فيها راقص وراقصة، تشابكت فيها أيديهما وأخذا يؤديان حركاتهما الإيقاعية بشكل دائري، وكأنهما يعبران عن خلود الحب في شكل حلقة لا تُعرف لها بداية من نهاية. وفي النهاية قدم أفراد الفرقة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و46 عاماً، رقصة جماعية أدهشت الحضور لما احتوته من تناغم حركي وجمال إيقاعي يشي بما كانت عليه الفنون في المكسيك القديمة من درجات عالية من السمو والجمال. وبعد أن انتهوا من تقديم عروضهم، انتقل أعضاء الفرقة إلى خارج ساحة العرض والتقطوا صوراً تذكارية مع الجمهور الذي تدافع للترحيب بهم وتهنئتهم على هذا العرض الرائع بما احتواه من رقصات تقليدية وموسيقى حية جعلت المتابعين يحلقون في سماوات من الفنون الموغلة في القدم. عائلة واحدة بعد انتهاء العرض التقت «الاتحاد» قائد الفرقة مارتين تاييس (46 سنة)، وهو أكبر أعضائها سناً، حيث قال إنها المرة الأولى التي تسافر فيها الفرقة إلى خارج القارة الأميركية، وأنه فوجئ وزملاؤه بالترحاب الشديد من جانب الجمهور في أبوظبي، والتصفيق الحار عقب كل فقرة، وهو ما جعله وأعضاء الفرقة يقدمون أفضل ما لديهم من أجل إرضاء الجمهور الذي بادلهم حباً بحب وهو ما تبين من التدافع على التقاط الصور التذكارية عقب انتهائهم من تقديم الفقرات. وقال تاييس إنه وأفراد الفرقة ينتمون جميعاً إلى عائلة واحدة تمتد جذورها إلى حضارة الآزتيك ومن خلال تقديمهم لفنون الرقص والموسيقى الخاصة بالقبيلة يحرصون على حفظ تراثها وتحقيق التواصل بين أفرادها جيلاً بعد جيل، وأيضاً التعريف بما كانت تمثله الفنون من أهمية لدى أفراد الآزتيك عبر قرون طويلة. الريش والذهب بين تاييس أنه تعلم هذه الأنواع من الموسيقى والرقص عن والدته ويحرص على تلقينها لأفراد العائلة حتى صار منهم الكثيرون ممن يجيدون كافة أنواع فنون الآزتيك، ومنهم الأفراد الخمسة الذين جاؤوا معه إلى أبوظبي. وعن الريش الطويل الذي يزينون به رؤوسهم ويعتبرونه من علامات الجمال والأناقة، أوضح تاييس أنه خليط من ريش الطاووس وبعض أنواع الديوك التركية، ومن المعروف أن كلا من هذين الطائرين معروف بالخيلاء وجمال مظهره. أما الحُلي الذهبية التي تزين أرديتهم، فذكر أنها عبارة عن أشكال بلاستيكية تم طلاؤها بألوان ذهبية لتعطي شعورا بالفخامة والبهاء، تشبهاً بأفراد الآزتيك القدامى الذين كانوا يوشون ملابسهم بالذهب باعتباره العنصر الأكثر غلاءً في تلك العهود. أبوظبي تحتضن فنون العالم فنون حضارة الآزتيك هي جزء من فعالية «عالم الحضارة» التي تقدمها «هيئة أبوظبي للسياحة» ضمن فعاليات مهرجان «صيّف في أبوظبي»، الذي يحلق بالجمهور في جولة لاكتشاف فنون وثقافات شعوب من مختلف أنحاء العالم. ومن الحضارات الأخرى التي يجري الاحتفاء بها هذا العام إلى جانب الحضارة المكسيكية. الخاخلاس: منغوليا حيث تأخذ عروض الخاخلاس المنغولية الجمهور في رحلة عبر إيقاعات آسيا خلال سلسلة من الرقصات التقليدية والموسيقى الحية. هولي: بابوا غينيا الجديدة حيث فنون الهولي من بابوا غينيا الجديدة تفتح عالماً من الرقصات والأغاني التقليدية الرائعة. الهولي هم السكان الأصليون لمنطقة المرتفعات الجنوبية في غينيا الجديدة. ماساي: كينيا حيث أطلق لقب المحاربين والفرسان الشجعان على الماساي من كينيا، ويقدم العرض لمحة عن موسيقاهم وثقافتهم الأفريقية العريقة بينما يقدمون رقصاتهم التقليدية. ماوري: نيوزيلندا حيث ساهم شعب الماوري في تشكيل لغة وثقافة وهوية نيوزيلندا، ويقدمون جانبا من موسيقاهم ورقصاتهم الشعبية. خيوسان: بتسوانا حيث عُرف الخيوسان من بتسوانا بالصيادين الشجعان، وهم أحد الشعوب الأصلية التي سكنت جنوب أفريقيا، ويقدم العرض موسيقاهم وثقافتهم الأفريقية العريقة ورقصاتهم التقليدية. ثقافات من آسيا: رقصات تقليدية حيث تتميز شعوب الصين والهند والمالاي بتنوع رقصاتهم وموسيقاهم التراثية. الصين حيث يقدم فنانون من الصين رقصات واستعراضات تعكس ثراء الحضارة الصينية. الهند: حيث تتسم الفنون الهندية بتنوع إيقاعاتها من الرقصات التقليدية إلى الحديثة المعاصرة. يقدم الفريق رقصات تعبيرية تعتمد على التناغم بين حركات اليدين والوجه والجسم. المالاي: حيث موسيقى ورقصات تقليدية تجسد عراقة وثراء حضارة شعب المالاي. الوشو: حيث يقدم فريق الوشو من الصين عرضاً لمهاراتهم في التحكم والسيطرة والدقة والتناغم الذهني والبدني. السيلات: حيث يؤكد فريق السيلات قوتهم ومهاراتهم وبراعتهم في فنون القتال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©