الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجوم بنغازي.. سجال أميركي مُعلّق

5 مايو 2014 22:35
جون ديكرسون محلل سياسي أميركي هل تم العثور على «الدليل الدامغ» في قضية بنغازي؟ بعض منتقدي البيت الأبيض يعتقدون أن وثائق جديدة حصلت عليها منظمة «جوديشل ووتش» المحافظة من البيت الأبيض، تُثبت أن إدارة أوباما قامت بفبركة قصة قصد التستر على حقيقة ما وقع. وتفيد هذه الوثائق بأن مستشارين سياسيين دفعوا بقصة كاذبة مفادها أن مقتل الأميركيين الأربعة جاء نتيجة احتجاج على فيديو مسيء للمسلمين من أجل إخفاء فشل في السياسات قد يؤذي الرئيس في سنة انتخابية. وبشكل واضح، تُظهر الوثائق أن البيت الأبيض دفع بقصة الفيديو، ولكن ثمة أيضاً دليلاً على أن البيت الأبيض كان يصدق القصة التي كان يدفع بها. ولكن، هل كان مسؤولو البيت الأبيض يائسين لدرجة فبركة قصة؟ أم تراهم كانوا فقط يتبنون ويدفعون بأكثر نسخة تخدم مصالحهم السياسية؟ هذا هو جوهر المسألة في الواقع، ولكنه يثير سؤالاً أكبر حول ما نسميه كذباً عندما ننظر إلى تلاعب إدارة أوباما بالكلمات والتصريحات: فما هو الخداع المتعمد، وما هي الرؤية النفقية التي تنجم عن حرب مستمرة بين الحزبين؟ الواقع أن قصة إدارة أوباما لم تكن أبداً واضحة وصريحة بخصوص هجوم بنغازي. فالمتحدث باسم البيت الأبيض قال ذات مرة إن البيت الأبيض ووزارة الخارجية قاما فقط بتغيير كلمة واحدة أثناء صياغة الرد العام الأول حول الهجوم – نقاط الحديث سيئة السمعة التي أُعدت لسوزان رايس - ولكن رسائل إلكترونية أُفرج عنها أظهرت أن ذلك لم يكن واقع الحال؛ حيث تؤكد هذه المجموعة الجديدة مشاركة البيت الأبيض في صياغة القصة بالفعل. ثم إن إدارة أوباما تركت الانطباع بأنها أفرجت عن كل ما يتعلق بهجوم بنغازي للجان التقصي قبل أشهر؛ ولكن هذا غير صحيح. وفي ما يتعلق بالنظرية القائلة بأن التصريحات الكاذبة المكررة ينبغي أن تؤدي إلى مزيد من الأسئلة، فمن الواضح أنه لا بد من الاستمرار في طرح الأسئلة. ولكن اللافت أيضاً هو تبادل لرسائل إلكترونية في المجموعة الحالية ويتعلق بقصة «فوكس نيوز»، جاء فيه أن ثمة «مصادر تؤكد أن مسؤولين أميركيين عرفوا أن هجوم ليبيا هو إرهاب في غضون 24 ساعة». المقال تم تداوله بين عشرات المسؤولين، ومن بينهم نائب مستشار الأمن القومي وقتئذ ورئيس موظفي البيت الأبيض الحالي «دنيس ماكدونون»، ولكن النقاشات التي تلت ذلك حول الرسالة الإلكترونية خضعت جميعها للمراجعة والتحرير. والواقع أنه عندما تقول اللجنة الوطنية «الجمهورية» إن البيت الأبيض يولي الأولوية لـ«السياسة قبل الشفافية»، فإنها على حق. غير أن ذلك لا يثبت أن موظفي البيت الأبيض قاموا بفبركة قصة حول فيديو. أما «الدليل الدامغ»، وفق السيناتور ليندسي جراهام وآخرين، فهو رسالة إلكترونية من نائب مستشار الأمن القومي بِن رودز (ويُذكر هنا أن رودز هذا هو شقيق رئيس «سي بي إس نيوز» ديفيد رودز). هذه الرسالة الإلكترونية تُظهر أن البيت الأبيض كان منخرطاً في جهد منسق لحماية ظهر الرئيس. وهذا ليس شيئاً جديداً بالضرورة؛ فهم يفعلون ذلك كل يوم. وكل من شاهد سوزان رايس وهي تتحدث عن بنغازي لا شك أنه لاحظ أن البيت الأبيض كان حريصاً، في وقت لم يكن تفصلنا فيه عن موعد الانتخابات سوى بضعة أشهر، إلى تصوير هذا الحدث باعتباره حدثاً استثنائياً وغير متوقع، وليس باعتباره فشلاً في السياسات. ولعل الجملة المهمة في رسالة «رودز» الإلكترونية هو أن تركيز فريق التلاعب بالكلمات والتصريحات ينبغي أن ينصب على «إبراز أن هذه الاحتجاجات سببها هو الفيديو الذي نُشر على شبكة الإنترنت، وليس فشل في السياسات». إنها تتحدث عن احتجاجات، بالجمع، لأن النيران كانت مشتعلة عبر كل الشرق الأوسط، والنظرية الرئيسية كانت تقول بأن الفيديو المسيء للمسلمين هو الذي ساعد على تأجيجها. كما تلقى المساعدون تعليمات لوصف أوباما بأنه «حازم ويتحلى بخصال رجل الدولة». وقد كتب رودز لاحقاً أن الهدف كان هو «إعادة التأكيد على قوة الرئيس والإدارة وصلابتهما في التعاطي مع التحديات الصعبة». فهل كان ذلك تستراً أم أن البيت الأبيض كان يمارس نوعاً من خداع الذات؟ المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، الذي كان يتحدث إلى الجمهور حول حالة طوارئ تتعلق بالأمن القومي، جعل من حماية حظوظ الرئيس السياسية أولى أولوياته إذن. وهذا أمر سيء. فتلاعب بالكلمات والتصريحات، وستجد أن الميل لتوفير الحماية بأي ثمن بدلاً من الإخبار ضار ومؤذ في هذه الإدارة وتلك التي قبلها. والواقع أنه طوال قصة بنغازي كان ثمة جهد لا تخطئه العين لإظهار أن الرئيس حازم ورابط الجأش، بشأن هذه القضية، وبأنه زعيم قوي وبأن الأمر لا يتعلق بعمل إرهابي قد يُستعمل للجدال بأن سياساته هي التي تتحمل المسؤولية عما وقع. ويوم الأربعاء، قال كارني إن رسالة رودز الإلكترونية لم يُفرج عنها لأن «هذه الوثيقة لم تكن تتعلق ببنغازي». وشخصياً، أعتقد أن الأمر يعتمد على تعريفك لكلمة بنغازي. فالرسالة الإلكترونية لا تتعلق ببنغازي بشكل محدد؛ وهذا صحيح، ولكن الرسالة الإلكترونية كانت تتعلق بإعداد رايس لبرامج يوم الأحد الحوارية التي جاءت في الأسبوع الذي أعقب هجوماً قُتل فيه أربعة أميركيين في بنغازي. ومما لا شك فيه أنه يتعين على البيت الأبيض ألا يعتمد على تلاعب حرفي بالكلمات والتصريحات. ومع أن هذا التفسير قد يمثل دفاعاً عن ضرورة عدم الإفراج عن رسالة رودز الإلكترونية، إلا أن الأمر ينطوي على إدانة للإدارة في ما يتعلق بسؤال من أقحم كلمة «الفيديو» في حوار بنغازي. فكلمة فيديو لا وجود لها في أي من الرسائل الإلكترونية التي بعثت بها «وكالة الاستخبارات المركزية»، الـ «سي آي إيه»، أو وزارة الخارجية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©