السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمليات تجميل «إلكترونية»

23 ابريل 2012
تكنولوجيا اليوم تشبه إلى حد كبير جداً عمليات التجميل المختلفة، والمتمثلة بالنفخ والشفط وحتى الشد والضغط والزراعة، أو عمليات القص واللصق العديدة والمختلفة والمتنوعة، والتي تطال مقصات وشفرات «القائمين عليها»، جميع أنحاء وأجزاء الجسم البشري... فالقص واللصق هذا أو السحب والشد والضغط... كلها عمليات وحركات اعتدنا عليها في التعامل مع كمبيوتراتنا الشخصية المحمولة والمكتبية واللوحية، وكأننا بحركاتنا هذه التي نجريها صباح مساء مع أجهزتنا الإلكترونية المختلفة، نرسم تقاطيع وملامح جديدة، يرغب في إجرائها «أحدهم أو إحداهن» على جزء معين أو أجزاء مختلفة من الأجسام المليئة بكريات الدم الملونة والتي تنبعث منها حرارة الحياة وحيوية الروح. ومع الشبه الواضح في هذه العمليات فإن الفارق أيضاً واضح فيها، من خلال نوعياتها والشكل والنتيجة التي تأتي بها مثل هذه العمليات في كلتا الحالتين. هواتفنا الذكية اليوم، لم يسعفها الحظ للهروب من هذه العمليات أيضاً، فمقصات الجراحين وشفراتهم الحادة، أتت اليوم على كل زاوية من زوايا هذه الهواتف، لتصقل أطرافها.. وتحف جوانبها.. وتسحب وتشد واجهاتها بخلفياتها.. لتصبح الواجهة والخلفية، سيان، وليصعب معها التمييز بين واجهة هذا الهاتف من خلفيته، ولتأتينا هذه الهواتف بأشكال فنية، أقرب إلى التحف منها إلى الأجهزة، وليصبح همنا الأول في هذه الهواتف، أن تأتي بشكل مناسب للسهرات أو الاجتماعات أو المناسبات المختلفة الأخرى، وبغض النظر عما يحتويه الهاتف من مواصفات وميزات تقنية. أما كمبيوترات اليوم المحمولة بأنواعها المختلفة، فلم تعد «الحميات» وأنواع الريجيم، الكيميائي أو رجيم الفواكه وحتى رجيم «القهوة» الجديد... تجدي نفعاً معها، فلجأت بدورها طواعية، غير مجبرة أو مرغمة... إلى مقصات وشفرات الخبراء والمختصين، ليشدوا ما بوسعهم شده، وليشفطوا ما بمقدورهم شفطه من أوزان هذه الأجهزة، ثقيلة الحجم سميكة الشكل، لتأتينا اليوم بأشكال لم نعتد عليها، أو على رؤيتها بها، ولتجلس بين أيدينا كأنها ريشة في خفتها، وكأنها ورقة في سماكتها. مقصات وشفرات التكنولوجيا رغم تمكنها من العديد من الأجهزة التكنولوجية المختلفة، إلا أنها وإلى الآن لم تتمكن من محركات السيارات الفارهة ذات «V 10» أو «V 12»، والتي تتباهى بتعدد وشكل اسطواناتها، التي تعشق «شرب» البنزين، الذي يتبخر في صهاريجها، وكأنه سراب، من أول «دعسة» على دواسة البنزين، والتي بمجرد الضغط عليها، ينتابك الشعور بالاستمرار وعدم التوقف، وكأن «الدواسة» تسحب رجلك وتمسك بها للاستمرار بالضغط والضغط بقوة، لاستنزاف آخر قطرة من قطرات البنزين داخل هذه السيارة. ومع كثرة عمليات التجميل التي أصابت الجسم البشري والأجهزة التقنية، فقد يأتي اليوم في المستقبل القريب، لتشغيل مقصات وشفرات الجراحين من جديد على الجسم البشري، وهذه المرة لتصغير أصابع بعض الأشخاص، التي تمتاز بسماكتها وكبرها، لتبدو أكثر نحافة وأناقة، وهي تتعامل مع الكمبيوترات والهواتف التي تحتاج إلى مثل هذه الأصابع، للتعامل معها بصورة أفضل وبتجربة ذات أداء أعلى، فلا تعجب ولا تتعجب يا ذا الأصابع «الكبيرة والسميكة»، إن سمعت قريباً عن عمليات تنحيف وشفط وإعادة تشكيل لأصابعك ذات الحجم الكبير. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©