السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما: الحرب ضرورية أحياناً لأسباب إنسانية

أوباما: الحرب ضرورية أحياناً لأسباب إنسانية
11 ديسمبر 2009 02:43
تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس جائزة نوبل للسلام لعام 2009 بـ “امتنان عميق ، وتواضع جم”. وأقر بالجدل الدائر حول اختيار رئيس تشارك بلاده في حروب أثناء رئاسته وقال إنه يحتفظ بحق اتخاذ إجراء لحماية الولايات المتحدة. وقال أوباما إن استخدام القوة يكون له أحياناً ما يبرره وخاصة لأسباب إنسانية. وأضاف أنه بالنسبة لمقاتلي تنظيم القاعدة فإن المفاوضات لن تدفعهم لإلقاء السلاح. ودعا لاتخاذ إجراء صارم إزاء الدول التي تنتهك القوانين الدولية مثل فرض العقوبات المناسبة. وقال إنه لا يمكن السماح لإيران وكوريا الشمالية “باللعب بالنظام” مشيراً إلى الأساليب التي استخدمتها الدولتان من قبل لإطالة أمد المفاوضات. وأشار الرئيس الأميركي إلى مسؤوليته عن نشر آلاف من الجنود الأميركيين في بلد بعيد ( أفغانستان) وقال:”بعضهم سيقتل ، والبعض الآخر سيقتل” مؤكداً أنه على وعي كامل بتكلفة الصراعات المسلحة. وأشاد أوباما بالنشطاء الذين تحدوا حكومات بلادهم في أنحاء العالم، وقد أثار فوز أوباما بهذه الجائزة ليضم إلى قائمة من القادة العالميين مثل نيلسون مانديلا والام تريزا ومارتن لوثر كينج، قبل حتى أن يمضي عاماً واحداً في منصبه، الكثير من الانتقادات. وأقر أوباما “بالجدل” حول تسلمه الجائزة وقال إنه “بالمقارنة مع إنجازات بعض العظماء في التاريخ الذين حصلوا على هذه الجائزة فإن إنجازاتي ضئيلة”.وقال “إنني أتسلم هذه الجائزة بفخر وامتنان وتواضع عظيم”. وأضاف أن “هذه جائزة تتحدث عن أسمى تطلعاتنا، وترمز إلى أنه رغم كل الوحشية والصعوبات التي يمتلئ بها عالمنا، فإننا لسنا سجناء للقدر (...) فأعمالنا مهمة، ويمكن أن تغير التاريخ ليسير في اتجاه العدل”. وأشاد أوباما بالمتظاهرين المناهضين للحكومات في إيران وبورما وزيمبابوي وقال إن الولايات المتحدة ستقف دائما إلى جانب من يسعون للحصول على الحرية. وقال “سنكون شاهدين على العزة الهادئة التي يتمتع بها مصلحون مثل اونغ سان سو تشي، وشجاعة الزيمبابويين الذين أدلوا بأصواتهم في مواجهة الضرب، وعلى مئات الآلاف الذين ساروا بصمت في شوارع إيران”. وأضاف أن “ذلك يدل على أن قادة هذه الحكومات يخشون تطلعات شعوبهم أكثر من قوة أي شعب آخر (...) وأن من مسؤولية جميع الشعوب والدول الحرة أن تجعل هذه الحركات تدرك أن الأمل والتاريخ يقفان إلى جانبهم”. وفي رد على الجدل الدولي حول منح الجائزة لأوباما، قال ثوربيورن ياجلاند رئيس لجنة نوبل النرويجية أثناء حفل تسليم الجائزة إن “التاريخ يخبرنا الكثير عن الفرص الضائعة”. وأضاف “الآن واليوم لدينا الفرصة لدعم أفكار الرئيس أوباما. هذه الجائزة هي بكل تأكيد دعوة لنا جميعاً للتحرك”. ويعد أوباما ثالث رئيس أميركي يفوز بالجائزة أثناء توليه منصبه، وقد تعرض للتشكيك في أهليته للجائزة في أوسلو خصوصاً بعد قراره إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. وفي رد على الانتقادات بهذا الشأن قال أوباما إن “أدوات الحرب لها دور تؤديه في الحفاظ على السلام (...) ولكن لا بد من الإقرار بأنه مهما كانت الحرب مبررة، فإنها تحمل في طياتها مأساة إنسانية”. وأضاف “آتي إلى هنا وأنا أشعر بكلفة النزاع المسلح -- تملأني أسئلة صعبة عن العلاقة بين الحرب والسلام، وجهودنا لإحلال السلام محل الحرب”. واعترف أوباما بأن توقيت الجائزة يأتي في وقت محرج. وقبل الحفل قال “لا شك لدي أن هناك أشخاصاً آخرين أكثر استحقاقاً للجائزة مني”. وصرح في مؤتمر صحافي أنه سيستخدم المكافأة المالية التي سيحصل عليها من الجائزة لدعم سياسته الخارجية التي تدعو إلى الحوار، والعمل من أجل سلام دائم في العالم. وأضاف أن “الهدف ليس كسب مسابقة في الشعبية أو الحصول على جائزة، حتى لو كانت جائزة مرموقة مثل جائزة نوبل للسلام. الهدف هو تعزيز المصالح الأميركية”. وتابع “إذا نجحت في هذه المهمات، فستخف بعض الانتقادات، ولكن ذلك لا يقلقني (...) وإذا لم أنجح فإن كل المديح والجوائز التي في العالم لن تتمكن من إخفاء هذه الحقيقة”. وقبيل تسلمه الجائزة كان أوباما أكد أنه لا يوجد “أي التباس” بشأن تحديد يوليو 2011 موعداً لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان. وأوضح أثناء لقاء صحافي مع رئيس الوزراء النرويجي يانس ستولتنبرغ قبيل تسلمه جائزة نوبل للسلام في مقر بلدية أوسلو “في بداية يوليو 2011 سنبدأ نقل المسؤوليات إلى الشعب الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية”. وقال “لست أبدي أي التباس بهذا الشأن ولا ينبغي بالتالي أن يكون هناك مجال للجدل. وبداية من يوليو 2011 سنبدأ العملية الانتقالية”. بيد أن أوباما كرر أن نسق الانسحاب من أفغانستان سيرتبط بتطور الوضع الميداني لجهة الأمن والاستقرار. وفي معرض إعلانها فوز أوباما بالجائزة، أشادت لجنة نوبل به لإطلاقه عهداً جديداً من الحوار والتعددية في السياسة الخارجية الأميركية. وكانت أول محطة لأوباما لدى وصوله إلى أوسلو عند الفجر توقيع دفتر الضيوف في معهد نوبل النرويجي. وتحدث أوباما عن فوز داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج بجائزة نوبل للسلام العام 1964 والتي ساعدت على تعزيز نضاله في سبيل الحقوق المدنية ما ساعد في تمهيد الطريق ليصبح أوباما أول رئيس أميركي من أصل أفريقي. وأغدق أوباما المديح على حسن الضيافة النرويجية وسط مشاعر خيبة الأمل في أوسلو بسبب قراره اختصار فترة إقامته والمغادرة قبل حفل العشاء الرسمي ليلة الخميس. التايمز: على أوباما ربط الكلمات الدافئة بالسياسة الواضحة لندن (د ب أ) - اهتمت صحيفة “التايمز” البريطانية المحافظة بحفل توزيع جوائز نوبل أمس، حيث علقت، ببعض التشكك، على منح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام.وكتبت الصحيفة في عددها الصادر أمس :”ثمة سخرية واضحة في أن يتسلم رئيس، جائزة سلام، بعد أسبوع واحد من (إعلان) إرسال 30 ألف جندي (إضافي) إلى منطقة حرب متأزمة (أفغانستان)”. وأشارت “التايمز” إلى أن لجنة نوبل رأت أن أوباما أرسل بـ “إشارات ودية إلى أناس لايتسمون بالود” وعقبت على هذا الأمر بالقول:”أدى الود مع ميانمار إلى عقد محادثات والقيام بزيارات، ولكنه لم ينجح في إطلاق سراح السياسية المعارضة أونج سان سو كي، كما أدى الود مع الصين إلى صدور إشارات صحيحة، خاصة في قضية التغير المناخي، ولكنه لم يؤد إلى إرسال مثل هذه الإشارات في ما يتعلق بحقوق الإنسان، ومع روسيا أدى هذا الود إلى وجود روسيا أكثر لطفاً”. وأكدت الصحيفة في تعليقها أنه “ربما تكون بعض هذه الإشارات ساهمت في جعل العالم أكثر أمناً بعض الشيء، ولكن لا يستحق أي منها جائزة نوبل” وقالت إنه يتعين على أوباما الربط بين الكلمات الدافئة والسياسة الواضحة في المرحلة المقبلة، إذا كان يرغب في استحقاق الجائزة”. منظمات حقوقية تفند سجل أوباما أوسلو ، واشنطن (وكالات) - فندت منظمتان دوليتان مدافعتان عن حقوق الإنسان سجل الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا المجال قبل تسلمه جائزة نوبل للسلام لعام 2009 أمس، فيما أقامت العديد من منظمات السلام النرويجية والمنظمات المناهضة للأسلحة النووية تظاهرات أمام مقر إقامة حفل تسلم الجائزة ضد الرئيس الذي اكتسب شعبية واسعة في كل أنحاء العالم عند تسلمه منصبه، ولكن الناقدين يقولون إنه لم يف بوعوده للتغيير. وحثت منظمتا هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية أوباما على استغلال خطاب تسلم الجائزة لتجديد الريادة الأميركية لحقوق الإنسان بعد تضرر موقف الولايات المتحدة من الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب على الإرهاب التي شنتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقال لاري كوكس المدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة عن أوباما “لقد خلق خياراً كاذباً بين التحدث علناً بقوة عن حقوق الإنسان أو أن يكون عملياً ليحقق نتائج في قضايا أخرى”. لكن منظمة هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية منحتا أوباما درجات عالية لتحركه سريعاً للإعلان عن إغلاق السجن الحربي الأميركي في كوبا وإنهاء برنامج الاحتجاز السري التابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية وتبنيه توجهاً دبلوماسياً متعدداً ومد يده للعالم الإسلامي. لكنهما خطأتاه في عدم بذل الجهد الكافي للتعامل مع قضية حقوق الإنسان. وأمام مكاتب لجنة الجائزة في أوسلو، رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها “أوباما: لقد فزت بالجائزة، عليك أن تثبت أنك تستحقها”. وأظهر استطلاع أجراه معهد “انفاكت” ونشرته أمس الأول صحيفة “فيردينز جانغ” اليومية أن 35,9 في المئة من النرويجيين يعتقدون أن أوباما يستحق الجائزة، ويعتقد نحو 33,5 في المئة أن أوباما لا يستحق الجائزة. وفي أميركا أظهر أحدث استطلاع أن نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أن أوباما لا يستحق الجائزة بلغت 66%.
المصدر: اوسلو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©