الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحصار يعرقل جهود إعادة إعمار غزة

30 يناير 2009 01:20
بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يخيم الدمار على شوارع بأكملها ويعيش آلاف الفلسطينيين بلا مأوى، فيما تتكدس أموال المانحين الأجانب· وبالنسبة لأنور الصحباني المقاول في قطاع غزة فإن هذه هي فرصة العمر، وبرغم ذلك فإنه يجلس في بيته يعتريه الغضب والحزن ليس فقط بفعل الإصابات التي ألمت به في اليوم الاول من الهجوم الاسرائيلي، ولكن لشعوره بالإحباط من حرمانه من الإمدادات الأساسية التي يحتاجها ليبدأ عمليات إعادة البناء·· فإسرائيل لن تسمح بإدخال الاسمنت وحديد التسليح وغيرها من المواد التي تقول ان حركة (حماس) قد تستخدمها في الحرب· يقول الصحباني الذي توظف شركته ما يصل الى 100 حرفي وعامل حينما تعمل بكامل طاقتها ''توقف القتال منذ ما يزيد على أسبوع، لكن ما زال الناس ينامون في العراء''· كما أن رجاله مثله عاطلون عن العمل ويقول ''كان يجب أن نبدأ إعادة الإعمار يوم انتهاء الحرب· لكن ليست لدينا إمدادات· أنا حزين وغاضب وألمي أكبر من الكلمات''· وعلى طول ساحل القطاع الممتد بطول 45 كيلومتراً على البحر الأبيض المتوسط تقف مواقع بناء نصف مكتملة ووسط الحطام الذي خلفه العنف تبنى عائلات مساكن إيواء مؤقتة من الخشب والبلاستيك لتحميها شر البرد· وقال الصحباني عن الحصار الاسرائيلي المفروض منذ عام 2007 ''لعامين الآن ليس بمقدورنا البناء· الله أعلم ماذا سيحدث الآن للناس الذين فقدوا منازلهم''· وعلى الجانب الآخر من المدينة يعاني نبيل الزعيم صاحب أكبر شركة لاستيراد الاسمنت في غزة من نفس الأوضاع· فهذه الأيام فقط ليس لديه أسمنت· وقال ذات صباح هادئ هذا الأسبوع في مكتبه الذي يطل على ميناء الصيد في غزة الذي أطبق عليه الحصار ''نحتاج الاسمنت كي نعيد إعمار غزة بسبب الهجوم الاسرائيلي والدمار الشامل· لكن ليس لدينا أي مواد خام''· ولم يكن بمقدوره إلا استيراد جزء يسير من احتياجاته منذ يونيو 2007 عندما فرضت ''حماس'' التي فازت في الانتخابات البرلمانية عام 2006 سيطرتها بالكامل على قطاع غزة· ويقول بيتر ليرنر المسؤول في وزارة الدفاع عن التجارة مع غزة إن اسرائيل تساعد منظمات الإغاثة الدولية في جهودها لنقل الغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى لسكان غزة البالغ عددهم 1,5 مليون ومعظمهم لاجئون من عائلات فرت أو طردت عام 1948 من مناطق تقع الآن ضمن اسرائيل· ولكن حتى تقتنع اسرائيل بأن ''حماس'' لن تستخدم الاسمنت لتعزيز قدراتها وان حديد التسليح لن يستخدم في تصنيع الصواريخ التي يطلقها النشطاء عبر الحدود على جنوب اسرائيل فإن الحظر على مواد البناء سيستمر· وقال ليرنر ''نعمل مع المجتمع الدولي لتقييم الاحتياجات الأخرى غير المساعدات الانسانية مثل الخاصة بالبناء وإعادة الإعمار''· لكنه أضاف ''لا نهتم حالياً بإعادة بناء حماس·· مخابئهم· لا نهتم بإمدادهم بأسياخ الصلب التي سيستخدمونها في صنع الصواريخ''· وقال الزعيم مستورد الاسمنت انه حتى لو رفع الحصار فإن الأمر سيستغرق سنوات لجلب كافة الاحتياجات ''نحتاج حالياً 8000 طن شهرياً· وحتى عند هذا المعدل سنحتاج الى ثلاث سنوات لإصلاح الأضرار''· وقال انه طوال العام الماضي دخل نحو 20 الف طن من الاسمنت كلها من المحاجر الاسرائيلية· وليس لدى غزة صناعة اسمنت· كما ان معبر رفح على الحدود مع مصر مغلق على نحو كبير بالتعاون مع اسرائيل، ولا يمكن مرور كميات كبيرة من مواد البناء عبر أنفاق التهريب التي تهرب عبرها الكثير من البضائع الى غزة· ويقول البنك الدولي ان مشروعات قيمتها 240 مليون دولار توقفت بفعل الحصار وان 42 الف عامل فقدوا وظائفهم ''كافة مشروعات الإعمار توقفت بسبب عدم توفر مواد البناء''· وفي وقت سابق هذا الأسبوع أكد بنيامين بن اليعازر وزير البنية التحتية الاسرائيلي ان الحكومة التي تخوض معركة انتخابية امام المعارضة اليمينية يوم العاشر من فبراير لا تعتزم التسرع في فتح المعابر· ''لا يخدعن أحد نفسه بأننا سنفتح المعابر امام أي شيء سوى المساعدات الإنسانية الاساسية''
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©