الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«وصية العم سالم» ترصد تأثيرات قضية الزواج من أجنبيات

22 ابريل 2012
تواصلت مساء أمس الأول على خشبة مسرح الجامعة بالشارقة،عروض مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي الذي يختتم اليوم بعرض مسرحية “وصية العم سالم” قدمتها جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، ومن تأليف واخراج فتحي سمير الرازحي. وبدت “وصية العم سالم” بمثابة الرسالة التي يوجهها الكبار للأجيال الشابة، وقد نجح مؤلف ومخرج العرض في اختيار قضية تهم المجتمع والعائلة والشباب هي الزواج من أجنبيات، وتأثير ذلك على العلاقات الاجتماعية والأسر، وهو إذ فعل ذلك، فقد انطلق من الجانب المتعلق باختلاف المفاهيم، والثقافات، والعادات، والتقاليد، وحتى اختلاف اللغة، الأمر الذي يحدث شرخا في التواصل الإنساني، والبناء الاجتماعي، وهو ماجعله يقدم ثلاثة نماذج من الزيجات، فهل كانت البنية الدرامية للمسرحية، ومعادلها السينوغرافي والإخراجي وأداء الممثلين على نفس مستوى الفكرة المطروحة؟ على صعيد الحبكة الدرامية، قدم لنا المؤلف حكاية تقليدية بسيطة، والد عجوز ومريض، وثلاثة أولاد أحدهم غادر إلى الغرب ليعود بعد مدة طويلة، وقد تلبس ثقافة تلك المجتمعات، ومعه زوجة جميلة لاتعرف لغة مجتمعه، ولاثقافته، وآخر تزوج من امرأة عربية، أم الثالث المدمن على الخمر فقد ختمها بالزوج من امرأة آسيوية، وأمام تصرفات هؤلاء الأولاد يقف الأب عاجزا عن فعل أي شيء إلا من إبلاغهم وصيته الأخيرة. إخراجياً دارت أحداث المسرحية داخل فضاءين مختلفين، ففي فضاء المقهى يمهد المخرج (المؤلف نفسه) للحبكة الرئيسية من خلال حوار يجري بين مجموعة من الشباب الذين يعرفون وضع العم سالم فيقررون زيارته لمواساته، ثم ينتقل المشهد الرئيسي إلى صالة الجلوس في بيت العم سالم الذي تدور فيه معظم أحداث المسرحية، وفي الحالتين اكتفى الإخراج بوضع الحد الأدنى من متطلبات بناء فضاء مسرحي مناسب لمسرحية اجتماعية، فوضع طاولتين على الخشبة في المشهد الأول، وطقم صالون حقيقي في المشهد الثاني من دون أن تكتمل فيهما كل مقومات بناء فضاء مسرحي واقعي مناسب لمسرحية اجتماعية عائلية، فخلط المخرج في ذلك بين الديكور الشرطي، وبين الديكور الواقعي، فغابت الخلفيات المناسبة عن الخشبة، والتي تسهم في صنع مشهد مكتمل، أما الأداء فقد اتسم بالنمطية في تقديم شكل الرجل العجوز وإبراز آثار الزمن والانكسار عليه فقيد حركة الممثل العم سالم، وجعله يسير بشكل منحن طوال العرض، كما قدم باقي الممثلين بصورة مشابهة اكتفى فيها ببعض الحركات المكررة. ثمة ملاحظات كثيرة تشوب هذا العرض الذي يغفر له أنه قدم من قبل شباب طموحين وعاشقين للمسرح ولاتتوافر لديهم امكانات مادية كبيرة، كما يحسب له إدخال طالبة أجنبية مع المجموعة هي الرومانية ألينا بركاني ونجاحه في دمجها مع الممثلين ضمن نسيج فني جيد، إلا أن ذلك لايمنع من ضرورة لفت انتباه هذه الفرقة الناشئة إلى بعض الملاحظات منها أن يعتمد المخرج نصا لمؤلف آخر، وألا يشارك في التمثيل أيضاً، كما فعل الرازحي، كما أنه من الأهمية بمكان وجود مشرف متخصص يرافق مثل هذه المجموعة المتميزة حتى يكون العرض بمثابة ورشة مسرحية هدفها تعليم هؤلاء الشباب مفاهيم الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا وغيرها. إن أهمية مسرحية مثل وصية العم سالم تكمن فعلا في رسالتها الهامة، وفي إصرار هذه الخامة الجيدة من الشباب على حب المسرح. شارك في هذا العرض كل من سعد محمد فارح، عباس عبد الرحمن الرويلة، عدنان سعيد سد، أحمد محمد مولود، عبد الفتاح محمود، حمزة علي ليبان/ والطالبة الرومانية ألينا بركاني، وساعد فيه نضال التميم، وإبراهيم نمر سلمي في الإضاءة والصوت، وكان العرض تحت إشراف محمد أبو المجد، والإشراف العام صفية الشجي. فعاليات اليوم تختتم في السابعة من مساء اليوم على خشبة مسرح جامعة الشارقة، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإمارات للمسرح الجامعي مع العرض الكويتي الضيف رسالة إلى...” تأليف وإخراج نصار النصار. كما سيتم تكريم الفنان ربيع إبراهيم الجنيبي، وتتلو لجنة التحكيم الخاصة تقريرها الكامل، والمفصل عن المهرجان، وتعلن عن جوائز المسابقة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©