الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات مرفوضة

سلوكيات مرفوضة
24 سبتمبر 2008 00:38
يحض الإسلام على الصبر والابتعاد عن الطيش والاندفاع في التصرفات من غير تفكير في العواقب وتدبر النتائج والحرص على مواجهة أمور الحياة بعزم وثبات· ويقول المفكر الإسلامي الدكتور أحمد فؤاد باشا: إن الإسلام يخاطب العقل، ويدعو الإنسان إلى التفكير، لأن التفكير السليم يهدي إلى الفلاح والإيمان، ويحث على الصبر في الأمور، وتوطين النفس على الاحتمال والجلد، وعدم استعجال النتائج وبذل الجهد والطاقة والاستعداد لصعوبات الواقع وظروفه المتغيرة، ويقول الله تعالى ''ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون'' النحل الآية ·96 و يأمر الله سبحانه وتعالى الإنسان بالصبر مع العمل والشعور بالواجب والحرص على رضا الله تعالى وتحمل المشاق والصعوبات التي تعترضه حتى يتحقق وعد الله تعالى الذي يثيب على الصبر والعمل ويحقق للعبد ما يسعى إليه، وتتعدد الآيات التي تؤكد قيمة الصبر والابتعاد عن استعجال الأمور ومنها قوله تعالى ''إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب'' الزمر الآية ·10 وقال عز وجل ''واصبروا إن الله مع الصابرين'' وقوله تعالى ''واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين'' وغيرها من الآيات التي تؤكد وتبين أهمية التحلي بالصبر والهدوء والثبات وقوة الاحتمال، والاستمرار في أداء الواجب وعدم الاستسلام لليأس، والقنوط مهما تكن الصعوبات والشدائد· ويؤكد الدكتور باشا أن الإسلام منهج حياة يعلم أبناءه قيمة السعي والبذل والتفكير وتنظيم الأعمال والجد في السلوكيات والتصرفات لتحقيق الأهداف والنجاح، ويأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة يقول الحق سبحانه ''يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين'' البقرة الآية ·153 وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ''جعلت قرة عيني في الصلاة''، وهذا يعلمنا أن على المرء أن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب ويتدبر في الأمور ويستبشر خيرا ويرسخ في نفسه قول الحق سبحانه ''ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون'' يوسف الآية ·87 ويطالب شباب الأمة بالتخلق بفضيلة الصبر والابتعاد عن استعجال الأمور، والرغبة في الحصول على مكاسب الحياة بسهولة وسرعة بلا تعب واجتهاد وتخطيط، لأن هذا يقود الإنسان إلى مزالق وأخطاء تكون عواقبها وخيمة· ويدعوهم إلى أن يضعوا سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أمام أعينهم حتى يتعلموا كيف يديرون حياتهم ويحصلون على النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة· ويضيف أن المؤمن العاقل يقسم آماله ورغباته على معاشه ومعاده ويطلب الخير لنفسه في يومه وغده، والقرآن الكريم يعلمنا أن التطلع الى السعادة والنعمة في الدنيا والآخرة واجب على المسلم ويتحقق بالذكر لله تعالى القائل ''فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا، فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق، ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، أولئك لهم نصيب مما كسبوا''· وجاء في النصح لقارون ما يؤكد العمل بتدبر وترو، لأن الدنيا وسيلة للآخرة وصحة الوسيلة ضمان لنجاح المقصد، وصحة المقدمات تؤدي إلى تحصيل النتيجة المطلوبة وتأمل الإرشاد الإلهي لقارون في قوله تعالى ''وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين'' القصص الآية ·77 فالاسلام يوصي ابناءه بالطموح والاستزادة من العلم وتأسيس حياتهم على قواعد سليمة من الأخلاق والهدى ''إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها'' الإسراء الآية ·7
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©