السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مناقشات ماراثونية في الكونجرس الأميركي حول خطة إنقاذ القطاع المالي

24 سبتمبر 2008 00:32
بدأ الكونجرس الاميركي أمس الأول أسبوعاً طويلاً من المداولات لحسم موقفه بشأن السماح للادارة الاميركية بتطبيق خطة بقيمة 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المالي في الولايات المتحدة وتصحيح وضع وول ستريت· ورغم أن المناقشات الجدية بدأت هذا الاسبوع في الكابيتول مقر الكونجرس، إلا أن التحضيرات لها جارية منذ الجمعة الماضية، حيث كانت عطلة نهاية الاسبوع حافلة بالبيانات والمقابلات التلفزيونية· والنتيجة الاولى لكل هذا النشاط المحموم هو أن الجمهوريين والديمقراطيين مجمعون على ضرورة ''التحرك سريعاً''، وأعربت وزارة الخزانة الاميركية أمس الأول عن أملها في أن يقر الكونجرس بحلول نهاية الاسبوع قانوناً يرسي خطة انقاذ، على ما أفادت متحدثة مؤكدة أن المحادثات تجري بشكل جيد· غير أن الاستخلاص الثاني الأقل تفاؤلاً هو أن مطالب كل من الطرفين قد تؤخر هذا الاستحقاق، فالديمقراطيون الذين يملكون الغالبية في الكونجرس عازمون على اغتنام هذه المناسبة لتمرير مشاريع يتمسكون بها ومنها خطة انعاش اقتصادي جديدة وتحديد سقف للتعويضات لمسؤولي الشركات الذين يعولون على الحكومة للتكفل بأصولهم المشكوك في تحصيلها· كما يطالب الديمقراطيون وفي طليعتهم مرشحهم للرئاسة باراك اوباما بتشديد ''المراقبة'' على وجهة توظيف اموال الخطة البالغة 700 مليار دولار والتي تعتبر من اضخم عمليات التدخل الرسمية في تاريخ الولايات المتحدة· وقال النائب بارني فرانك عن مساتشوستس (شمال شرق) خلال مؤتمر صحفي أمس الأول: ''علينا تشكيل مجلس مراقبة'' لعمليات اعادة شراء الاصول في اطار خطة وزير الخزانة هنري بولسون، في موقف مؤيد لفكرة سبق وطرحها السناتور الديموقراطي كريس دود· الجمهوريون من جهتهم ومن بينهم بولسون الذي وضع الخطة، يدعون الى عملية انقاذ ''نظيفة وواضحة''، ما يعني عدم فرض اجراءات وشروط اضافية على الخطة· وقال بولسون أمس في شهادته المعدة سلفاً أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ والتي حصلت رويترز على نسخة منها: ''شهدنا اضطراب الاسواق يصل الى مستوى جديد الاسبوع الماضي ويمتد إلى بقية الاقتصاد''، وأضاف: ''علينا الآن اتخاذ تدابير أخرى حاسمة لمعالجة السبب الاساسي لهذا الاضطراب على نحو جوهري وشامل''· وقال إن إزالة الاصول غير السائلة من الاسواق عن طريق خطة الانقاذ المقترحة ستكون كلفتها أقل على دافعي الضرائب في الاجل الطويل من انهيار اسواق الائتمان، وتابع أن على الكونجرس أن ''يتجنب إبطاءها ببنود أخرى غير ذات صلة أو لا تحظى بتأييد واسع''· من جهته أبلغ بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) الكونجرس أمس أن الاسواق المالية تتعرض لضغوط حادة وحثه على التحرك على الفور بشراء أصول متعثرة بمئات المليارات من الدولارات ترتبط بسوق الرهن العقاري· وقال برنانكي في تصريحات معدة لإلقائها أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ وحصلت رويترز على نسخة منها: ''رغم جهود مجلس الاحتياطي الاتحادي ووزارة الخزانة ووكالات أخرى فإن أسواق المال العالمية مازالت تتعرض لضغوط غير عادية''· وقال: ''إن تحرك الكونجرس مطلوب بصفة عاجلة لتحقيق استقرار الوضع وتجنب ما يمكن أن يصبح عواقب وخيمة جدا على أسواق المال وعلى اقتصادنا''· وقال بوش أمس الأول: إن ''الاميركيين ينتظرون ليروا إن كان في وسع الديموقراطيين والجمهوريين·· الكونجرس والبيت الابيض التفاهم لتسوية هذه المشكلة بالعجلة التي تتطلبها''· وتطرح الاوساط المالية منذ الآن مسألة نهاية خطة المساعدة الحكومية المقررة بعد سنتين وقال وليام جروس مدير معهد ''بيمكو'' في تصريحات نقلتها نيويورك تايمز أمس الأول: ''ستكون هناك فترة تحل فيها الخزينة محل السوق الخاصة''، مضيفاً ''نأمل ان يخرجوا من السوق فيما بعد، لكن لا نعلم بأي سرعة سيحصل هذا''· ولا شك أن قيمة الخطة ستكون موضع جدل ايضاً، وقد اوضح بولسون انه ليس واثقاً من توافر مبلغ 700 مليار دولار، مضيفاً في الوقت نفسه انه قد يتم تخطي هذه العتبة· وأبدى السناتور الجمهوري تشاك شيلبي ''قلقه من ان يكون اقتراح الخزينة غير قابل للتحقيق وغير متكامل بالرغم من كلفته الباهظة''· وقال ''سيكون من الحماقة تبديد هذا القدر من اموال دافعي الضرائب لاختبار فكرة صممت بشكل متسرع'' داعياً الى وضع ''حلول بديلة''· وقال المحلل بول نولتي من مؤسسة ''هندسيل انفستمنتس'' إنه ''رغم أن أوقات اليأس تتطلب إجراءات يائسة، إلا أن هذه الخطوة قد تكون مبالغة في اليأس''· وأضاف: ان ''هذه خطة جريئة تركز السلطة والقوة في يد وزارة الخزانة وقد تحمل قدراً أكبر من المشاكل مقارنة مع المشاكل التي نعاني منها حالياً''· وتابع: ''وبالطبع وحتى لو تم إقرار الخطة، فإن البرنامج لن يكون له تأثير فوري على الأسواق (··) وسيستغرق ظهور التأثير الأشهر الستة أوالــ 12 المقبلة''· وقال المتعاملون إنه بعد أن أصبح آخر وأكبر مصرفين مستقلين في وول ستريت ''مورجان ستانلي'' وجولدمان ساكس'' من ضحايا الأزمة فقد تبين أن الطريق لا يزال طويلاً· وأعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ليل الأحد الاثنين أنه وافق على ضم المصرفين الكبيرين إلى مجموعتين مصرفيتين قابضتين مما يجعلهما يعتمدان في أموالهما على الودائع العادية من إلان فصاعداً بدلاً من الاعتماد على أسواق المال المضطربة والخاضعة للمضاربات· من ناحية أخرى، أعلنت مجموعة ''ميتسوبيشي يو اف جاي'' المالية العملاقة أنها ستشتري 20 بالمائة من بنك مورجان ستانلي في صفقة بقيمة 8,5 مليار دولار· وفي الوقت ذاته، ذكرت مجموعة نومورا القابضة اليابانية للسمسرة أنها ستشتري العمليات الآسيوية كافة لبنك ليمان براذرز الذي أعلن إفلاسه
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©