يبدو أن العالم يشهد خلال هذه الحقبة من الزمن صراعاً وتسابق غير مسبوق من خلال ثورة تقنيات الهندسة الطبية لإنتاج وسائل وبدائل ومعينات طبية حديثة، توظف فيها أحدث ما توصل إليه العقل البشري من جهد وعلم. ومن أحدث هذه المعينات ما تم اختراعه من نظارات طبية تساعد المكفوفين حيث تستطيع هذه النظارات تحويل الأصوات إلى صور في دماغ الإنسان، وتعتبر أحدث اختراع من نوعه في هذا المجال، والذي من شأنه أن يعيد الأمل للمكفوفين بالإبصار من جديد.
هذا ما أقدم عليه شاب هندي «كفيف منذ ولادته» يدعى براناف تال «35 عاماً،»، في محاولته تجميع الضجيج والأصوات التي تلتقطها السماعات التي يضعها على أذنيه، حتى تمكنه من النظر! وأصبح قادراً ليس فقط على وصف المارة أمامه بل أيضاً على التحرك بسهولة، وذلك بفضل نظارات السمع التي يضعها.
براناف يسمع عن طريق أذنيه، ويرتدي «نظارات للسمع» تعوض غياب الإحساس بعنصر الضوء لديه بإشارات صوتية.
وهذه النظارات تستعمل كاميرا فيديو صغيرة تلتقط الصور وتحولها إلى جهاز الحاسوب الذي يحمله الكفيف في حقيبة على ظهره. ويحتوي الحاسوب على برنامج طوره مهندس هولندي يدعى بيتر ميير يحول هذه الصور إلى إشارات صوتية يلتقطها الكفيف عن طريق السماعات الملحقة بالنظارة. فهي لا تساعده على الإبصار فقط، بل تمكنه أيضاً من تطوير ميول التصوير الفوتوغرافي لديه.
من جانب آخر، ابتكرت إحدى الشركات أداة متطورة تلصق بالنظارات، وهي تقنية «أوركام»، قادرة على قراءة ما يشاهده مستخدمها.
وتتميز هذه التقنية عن نظارات جوجل بأنها صممت خصيصاً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون ضعفاً حاداً في النظر، لأنها عبارة عن جهاز كمبيوتر متناهي الصغر، يتم لصقه بالنظارات. وعندما يشير مستخدم الجهاز نحو شيء ما، سيقوم الكمبيوتر بتحليل الصورة وإيصالها للمستخدم عبر الميكروفون، وما يميز الجهاز قدرته على قراءة النصوص والتعرف على الوجوه والأدوات.
ويمكن لتقنية «أوركام» العمل مدة 6 ساعات من دون إعادة شحن. ومن الفوائد التي تميز تقنية «أوركام» أنها مزودة بذاكرة داخلية تمكنها من حفظ الصور السابقة وإضافة صور جديدة، إلا أن أبرز العقبات التي يعمل الباحثون على تخطيها، هي حساسية الجهاز تجاه الضوء والأدوات غير المسطحة. (أبوظبي الاتحاد)
عدد اليوم
