الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع «فيوليت»

5 مايو 2014 20:48
كم عدد مرضى السرطان في العالم بأسره الذين يسمعون عن «فيوليت»؟ من المؤكد أن هناك أناساً عاشوا على هامش الحياة، ونالوا نصيبهم من المجد والشهرة والصيت أكثر منها بكثير! «فيوليت»، واحدة من المرضى الذين كان يعالجهم الدكتور «جيم أولسون»، والتي وافقت على التبرع بدماغها المصاب بالسرطان قبل دقائق قليلة من وفاتها. ولم يكن واضحا ما إذا كانت الأنظار والأنفاس موجهة لإبداعات أولسن، أم لشغفه بعلمه، أم عطفه على مرضاه وتصميمه على إنقاذهم. ربما بسبب الأطفال الذين عالجهم، وربما بسبب صرخات الخيبة والأسف عندما يتحدث عن خسارة المعركة ضد السرطان، أو لتصفيقهم إعجابا بنجاح أمهات وآباء الأطفال المرضى في تحصيل تمويل كبير لإنجاز البحث الذي أشرف عليه. «أرقام وحقائق حول مرض السرطان». الدكتور أولسون، قضّى معظم مسيرته المهنية، وهو يشرح كيف أنّ العقبة الرئيسة في جراحة السرطان هي عدم النجاح في إزالة جميع الخلايا السرطانية، أو إزالة خلايا صحية من دماغ المريض. إنه أمر في غاية الصعوبة، فلا بد أن يترك تقدير ذلك، إما لجراح ماهر أو للحظّ. ففي الوقت الذي تلمع فيه الخلايا السرطانية أثناء التصوير بالأشعة، إلا أنها تبدو مماثلة للخلايا غير المصابة أثناء الجراحة. لكن أولسن بحث كثيراً، وركز كل بحوثه للوصول إلى أسلوب يمكنه من فرز الخلايا السرطانية عن الأخرى غير المصابة أثناء العملية. عثر على عالم يعمل في جامعة ألاباما يستخدم سمّ العقرب لعلاج الخلايا السرطانية في الدماغ، وحيث يعمل ذلك السم على ربط الخلايا السرطانية ببعضها البعض دون التأثير في الخلايا غير المصابة. وتوصل أولسن إلى فكرة أن إضافة أسلوب إضاءة للسمّ سيسهل الكثير على الجراحين لفرز الخلايا السرطانية عن غيرها. وجاءت الطفلة «ستيوارت»، عندما كانت في السابعة من العمر، وشخص الأطباء مرضها على أنه حالة نادرة من سرطان الدماغ. ورأى الأطباء أنه يتعين إزالة جزء مهم من الدماغ. تجربة أولسن وفريقه مكنته من التوصل إلى بروتين يفرزه سم العقرب، ونجح في تحويله إلى «ملون للورم» فقد نجح ذلك البروتين في تحييد ورم كامل في فأر وقام بجمعه إلى بعضه بعضاً في غضون ساعة، بحيث كان من السهل على العين المجردة التعرف إلى ما ينبغي إزالته وما ينبغي عدم لمسه، فهو أكثر فعالية بما لا يقل عن 500 مرة من فحص الأشعة. وفي أستراليا، لم تقتصر التجارب على سم العقرب بل تضم مواد أخرى، أو سموماً مصطنعة بنفس التركيبة، ويتم استخراجها من النباتات والحيوانات والزواحف. الجميل في الأمر أن «أولسن» أطلق على مشروعه اسم «مشروع فيوليت» إحياء لذكرى المتبرعة بدماغها، وحيث يرى «أولسن» أنّه في غضون عشر سنوات، سيقول أي جراح سرطان «من المستحيل أننا كنا نزيل السرطان بأيدينا وأعيننا المجردة، فهدفنا أن نجعل كل ذلك ممكناً لأوسع شريحة من البشر في العالم. «ستيوارت» الآن تبلغ 24 من العمر، وتدرس في جامعة جورج واشنطن، شابة يافعة مليئة بالحياة. وسلامتك! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©