الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف من أزمة اقتصادية في الجزائر بعد فرض قيود على الاستثمار الأجنبي

مخاوف من أزمة اقتصادية في الجزائر بعد فرض قيود على الاستثمار الأجنبي
24 سبتمبر 2008 00:23
قال محللون: إن قيوداً على الاستثمار أعلن عنها أو طرحت للبحث في الجزائر في الشهرين الاخيرين ستضعف اهتمام الاجانب بالبلاد وتؤجل تنويع الموارد الاقتصادية وتبطئ عملية توفير وظائف وهو أمر حيوي لتحقيق الاستقرار الاجتماعي· وقبل الانتخابات الرئاسية التي تجري العام المقبل تبنت الجزائر نبرة وطنية قوية، وقالت: إن ثمة تساهلاً كبيراً مع المستثمرين الاجانب وإنه ينبغي أن يحصل مواطنوها البالغ تعدادهم 34 مليون نسمة الذين أعيتهم الحرب على نصيب أكبر من الثروة الوطنية· وكشف النقاب عن الاجراءات التي حظيت بتأييد شعبي في القطاع غير النفطي، ويقول محللون: إنها ستقيد نظام الاستثمار الذي يعوقه بالفعل بيروقراطية معقدة ومملة ويشوبه عدم استقرار سياسي وتفجيرات القاعدة من آن لاخر· ويبدو أن الاجراءات أعلنت دون تشاور مع قطاع الاعمال، وتشمل تحديد الحد الاقصي للملكية الاجنبية بنسبة 49 بالمائة ومن شأن ذلك أن يدفع المستثمرين الاجانب لاعادة التفكير قبل دخول البلاد التي مازالت تبحث عن الاستقرار بعد سنوات من العنف السياسي· ويقول محللون: إنها بمثابة أنباء قاتمة لثالث أكبر اقتصاد افريقي وهو في أمس الحاجة لمهارات وتكنولوجيا جديدة إذ يعتمد بشكل مفرط على النفط والغاز، فيما يعاني معظم البالغين دون الثلاثين من البطالة، وتأمل الجزائر أن يوفر القطاع غير النفطي معظم الوظائف الجديدة· ويقول فيليب دوبا باناتانس الاقتصادي في بنك ستاندرد تشارترد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا: ''إذا نفذوها ستكون كارثة على الاقتصاد من حيث التأثير على المستثمرين الذين يريدون الالتزام نحو الاقتصاد''· ويعتبر سايمون كيتشن الاقتصادي في المجموعة المالية - هيرميس موقف الجزائر الجديد تحولاً جذرياً، ويقول: ''يواصل المستثمرون الأجانب الحديث عن الجزائر كمكان لديه امكانات هائلة، ولكن هذه اللوائح الجديدة تردع أي استثمارات أجنبية محتملة''· وتشمل الاجراءات فرض حد أقصى على ملكية الاجانب، وهو ما لم يكن معمولاً به من قبل، وإنهاء حق المستثمر الصناعي في تملك الارض التي يشيد عليها المشروع، كما تقترح مسودة ميزانية عام 2009 منح الدولة حق الرفض الاول في حالة اتخاذ المستثمر الاجنبي قرارا بالبيع· وقال كيتشن عن خطة حق الرفض الاول: ''حتى وان كنت تتوقع ان تعمل في الداخل لفترة طويلة، فانها تثير تساؤلات عن كيفية الخروج اذا استلزم الامر''· ويقول جزائريون: إن الحظر المقترح لتمويل البناء عن طريق بيع العقار للمستخدم النهائي مسبقاً ربما يؤثر على مشروعات ضخمة تخطط لها شركات تنمية عقارية خليجية· ويقول جيف بورتر المحلل في أوراسيا جروب للاستشارات ان الشروط تبدو صعبة، وتابع: ''اذا ما انطبقت على النفط والغاز فحسب فإنها تتمشي من الاتجاه العالمي، ولكنها شروط صعبة حتى مقارنة بالصين''· ومضى قائلاً: ''مقارنة باماكن اخرى في افريقيا تعد هذه الشروط صعبة جداً'' باستثناء جنوب افريقيا التي تفرض قيودا مماثلة على ملكية الارض· وقصر الملكية على نسبة 49 في المائة شائع في انظمة الاستثمار، غير ان الجزائر على عكس بعض الاقتصاديات الناشئة تفتقر للمناطق الحرة التي تمنح الشركات الاجنبية بديلاً لحصة الاقلية يتيح لها العمل· والاجراءات تكرار للتعديلات التي ادخلت على قطاع النفط والغاز في عام 2006 والتي عززت الدور المهيمن لشركة سوناطراك التابعة للدولة وفرضت ضرائب عالية على شركات النفط الاجنبية، ومثل الخطوات التي اتخذت في عام 2006 فان التغييرات الجديدة تلقى تأييدا شعبياً· وفي خطابه في 26 يوليو فاجأ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المستثمرين الاجانب بمهاجمة من وصفهم بالمستفيدين على حساب الجزائر· ويصر المسؤولون على حاجة الجزائر للاستثمار الاجنبي، واكد رئيس الوزراء احمد اويحيى على رغبته في اقامة اقتصاد سوق، مضيفاً ان السياسة الاقتصادية لم تفشل وانه لا عدول عن المسار الحالي بل تهذيب للاسلوب· ويعتقد دبلوماسيون ان بعض الاجراءات ستلغى في نهاية المطاف فيما يجري تطبيق حد الملكية البالغ 49 في المئة على كل حالة على حدة· ويقول دوبا باناتانس: ''قبل ان نستخلص نتائج مهمة ينبغي ان نرى ما اذا كانت مجرد تصريحات قبل الانتخابات''، ويرى بعض المستثمرين ان سيناريو كل حالة على حدة سيكون اسوأ لانه يحيط عملية التخطيط بمزيد من الشكوك· ويقلق دبلوماسي بارز ان الضرر وقع بالفعل ويقول ان النبرة الوطنية للبيانات الرسمية قد تشجع شاغلى المناصب الادارية المتوسطة على فرض مطالب قصوى عند فحص اوراق شركات اجنبية اعتقادا بان واجبهم الوطني يحتم ذلك· ويحبذ الاقتصادي الجزائري ليث قهوجي الكثير من الاجراءات؛ لانها ضرورية للدفاع عن مصالح الجزائر، ولكنه يكره الاسلوب الذي يجعلها تبدو مفاجئة· وقال: ''لا نفهم سبب اخذ الحكومة هذه القرارات، لم يجر حوار ولا يوجد تفسير''، وتصريحاته انعكاس لما يعتقده مستثمرون أجانب لا يزالون في انتظار تفاصيل بعض الاجراءات وتطبيقها· ويقول بعض الجزائريين: إنه ينبغي على الدولة مساعدة الاعمال الصغيرة في القطاع الخاص المحلي بدلا من استهداف الاجانب· ويشكك معظم المحللين بأن دوافع الحكومة سياسية وليست اقتصادية وذلك قبل الانتخابات الرئاسية في ابريل 2009 والتي ينتظر ان يسعى بوتفليقية لخوضها، لكن الانتخابات في حد ذاتها تمثل عامل غموض آخر، إذ لا يسع بوتفليقة الترشح في الانتخابات إلا في حالة تعديل الدستور ليسمح له بتولي فترة رئاسة ثالثة، ولم يؤكد بوتفليقة بعد أنه سيسعى لإعادة انتخابه
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©