الحريري يتوقع فوز الحكومة بثقة البرلمان 99%

فاجأ الرئيس سعد الحريري الذي وصل إلى مقر البرلمان متأخراً 10 دقائق الصحفيين بالتأكيد على أن حكومته ستنال ثقة برلمانية غير مسبوقة توقعها بنسبة 99%، أي أكثر من 120 صوتاً في ختام المناقشات التي تنتهي مساء اليوم الخميس كما هو مقرر. غير أن الحريري فوجئ بدوره لدى دخوله قاعة الجلسة البرلمانية الثانية، باشتباك كلامي عنيف بين نواب كتلته (المستقبل) ونواب “حزب الله” حول البند السادس من البيان الوزاري الذي ينص على حق المقاومة بالتصدي لاعتداءات إسرائيل وتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة، وامتنع عن التصفيق للنائب نهاد المشنوق في ختام كلمته التي أثارت حفيظة النائب علي عمار الذي ثار معترضاً على تناول نواب الأكثرية المتكلمين “حزب الله” طالباً من رئيس البرلمان نبيه بري شطب كل العبارات التي تناولت حزبه بما يسيء لنضاله وتضحياته ومقاومته من محضر الجلسة، وقال: نشكر هؤلاء النواب على ما جرعونا من نعم الوفاق والشراكة، ولفت إلى أن كل هذا الكلام عن “حزب الله”:”يتماهى مع ما يتعرض له الحزب على لسان قادة إسرائيل” ثم خرج من القاعة غاضباً، بعدما طلب الإذن من بري لتدخين “سيجارة: فسمح له الأخير بتدخين سيجارتين. وكان لافتاً أن سلاح المقاومة كان حاضراً في كلمات جميع النواب الموالين الذين توالوا على الكلام، ما أثار حفيظة نواب المعارضة الذين ردوا عليهم باتهامهم بـ”الخروج عن التضامن الوزاري وخدمة مصالح الآخرين على أرض لبنان. وفتح النائب ايلي كيروز (القوات اللبنانية) السجال الحاد في مستهل كلمته، إذ اعتبر “أن عنوان المقاومة لم يعد موجوداً منذ العام 2000”، مشيراً إلى أن “لا مرتكزاً دستورياً أو قانونياً لهذا السلاح. وأيد كيروز في كلامه جميع نواب الموالاة الذين توالوا على الكلام، وأبرزهم المشنوق الذي دعا إلى “صياغة مقاومة في إطار الدولة يجعل منها دولة قوية تلتزم قراراً سياسياً في المواجهة”. وسجل خلال الجلسة حواراً حاداً بين الرئيس بري والنائب سيرج طورسركسيان (المستقبل) حول السلاح، وخلص رئيس البرلمان إلى وصف سركسيان بـ”المشاغب”. وتولى نواب كتلة “التغيير والإصلاح” الموالون لتيار العماد ميشال عون الدفاع عن “حزب الله” وسلاح المقاومة. وانفرد النائب أحمد فتفت (كتلة المستقبل) في توضيح موقف فريق الأكثرية من سلاح المقاومة، وقال: إن هذا السلاح قد يعتبر نوعا من الازدواجية في مؤسسات الدولة الأمنية، وهذا بالتأكيد مرفوض من قبل قسم كبير من اللبنانيين؛ لأن المؤمن بالدولة القوية يؤمن أن هناك جيشا واحدا لأن الازدواجية تضعف الدولة ولا تقويها، وقد جاءت اعتراضات من مسيحيي قوى 14 مارس واعتراضات من قبل بعض الأصوات في تيار “المستقبل” وحتى من خارج تيار “المستقبل”، وإذا قرأنا بهدوء كلام النائب الرئيس نجيب ميقاتي نجد هذا الاعتراض وحتى في كلام النائب الوزير السابق تمام سلام، الموضوع أصبح شاملا ويمكن القول إنه وضع على طاولة الحوار ولا يمكن تكريسه بالسياسة”. وكشف نائب في الموالاة طلب عدم ذكر اسمه لـ”الاتحاد” أن هناك اتفاقاً ضمنياً بين نواب الأكثرية على التحفظ جماعياً على سلاح المقاومة أثناء التصويت على الثقة بالحكومة، ومنح الثقة بالإجماع بعد تسجيل هذا التحفظ في محضر الجلسة.