الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير يتوعد جنوب السودان: الحرب بدأت ولن تنتهي

البشير يتوعد جنوب السودان: الحرب بدأت ولن تنتهي
22 ابريل 2012
توعد الرئيس السوداني عمر البشير أمس بمواصلة القتال ضد “الحركة الشعبية” في دولة جنوب السودان على الرغم من استعادة منطقة هجليج المتنازع عليها، وقال “إن الزحف لن يقف، والحرب بدأت، ولن تنتهي”، داعياً الجيش إلى الإسراع بتحرير ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان قبل دخول فصل الخريف. بينما أعلنت جوبا من جهتها “أن قواتها لا تزال تواصل انسحابها الطوعي والتدريجي من هجليج”. في وقت دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما كلا من الخرطوم وجوبا إلى وقف القتال وبدء مفاوضات مباشرة. وقال البشير أمام آلاف من أنصاره الذين تدفقوا إلى مقر رئاسة أركان الجيش في الخرطوم مساء أمس الأول بعد الإعلان عن استعادة هجليج “هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال.. الزحف لن يقف والحرب بدأت ولن تنتهي”. وأضاف مرتدياً البزة العسكرية “ليس هناك انسحاب.. نحن ضربناهم عنوة وقوة”، داعياً الجيش إلى التوجه إلى جوبا عاصمة جنوب السودان. وتعهد البشير بعدم مرور نفط جنوب السودان عبر أراضي بلاده في ظل وجود الحركة الشعبية التي وصفها بـ”المجرمة”، وقال “ما في بترول يمر بأرضنا عشان نوفر دولاراً واحداً للمجرمين.. لا نريد رسوما من بترول الجنوب، ولن نعيد فتح أنابيب النفط لتصدير نفط الجنوب”. وقدم اعتذاره لشعب جنوب السودان لتمكينه ما وصفه بـ”الحشرة الشعبية لتخريب السودان” من الحكم، وقال “اكتشفنا بأننا غلطنا عندما اعتقدنا أن الحركة الشعبية تريد السلام ووقعنا معها الاتفاقية، ونريد أن نصحح غلطتنا، ونحرر أهلنا في الجنوب من هذه الحشرات”. وأشار البشير إلى أن تحرير هجليج استغرق 10 أيام، وقال “سوف نخلصها منهم ثانية ثانية، وسوف نؤدبهم لأنهم فكروا في غزو أرضنا”. ودحض تصريحات الجيش الشعبي بالانسحاب من المنطقة واستخف بقوته، وقال متحديا “إذا كانوا قد انسحبوا فليجربوا العودة إلى المنطقة مرة ثانية”. ووجه بمواصلة جهود التعبئة العامة للإسراع بتحرير ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان من براثن “الجيش الشعبي” قبل دخول فصل الخريف. وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين “إن الجيش الحق بقوات جنوب السودان خسائر فادحة تقدر بنحو 60% من القوة القتالية المشاركة في المعركة”، مشيراً إلى أن الجيش يتعقب فلول المعتدين. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم “إن الجيش يساند رغبة بلاده في السلام مع دولة الجنوب شرط التزام الأخيرة بشروط السلام ووقف العدائيات”. وجددت وزارة الخارجية السودانية عزمها على المضي قدماً في المطالبة بتعويض عن الخسائر التي أحدثتها “الحركة الشعبية” في هجليج، وأشارت إلى أن جوبا لا تزال تردد ادعاءات بتبعية هجليج لدولة جنوب السودان في تحدٍ صريح للمجتمع الدولي. وأضافت في بيان “إن السودان سيطبع علاقاته مع جنوب السودان وفق أربعة شروط هي الاعتراف بالاتفاقات الموقعة سابقا، ومذكرة التفاهم حول الأمن، وبينها ميثاق عدم الاعتداء الموقع في فبراير، والاعتراف بالحدود التي كانت موجودة قبل استقلال السودان عن بريطانيا ومصر في الأول من يناير 1956، وإنهاء كل الاعتداءات، ووقف دعم المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأخيراً وقف دعم أو استقبال الفصائل المتمردة من إقليم دار فور”. وأكدت وكيلة وزارة الإعلام سناء حمد أن لبلادها الحق في مقاضاة جوبا في اعتدائها على الأراضي السودانية، لافتة إلى تدمير جيش جنوب السودان مولدات الطاقة بالمحطة الرئيسية للكهرباء بهجليج. بينما قال مندوب السودان في الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان “إن قادة جنوب السودان يتصرفون بعقلية رجال العصابات”، وأضاف “لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية، ونأمل في أن يكونوا قد تعلموا الدرس وأن لا يكرروا مثل هذا الاعتداء”. وفي المقابل، قال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين “إن قوات الجنوب تواصل انسحابها من هجليج، والأمر سيستغرق ثلاثة أيام”، وأضاف “نلبي طلب مجلس الأمن الدولي وغيره بصفتنا دولة عضواً في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي”. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي الكولونيل فيليب اغوير “إن رجالنا لا يزالون داخل هجليج والجيش لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة”. من جهته، دعا الرئيس الأميركي أمس إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما. وقال في رسالة إلى شعبي البلدين سجلت على شريط فيديو “نعرف ما نحتاج إليه.. على حكومة السودان وقف أعمالها العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي، وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان، ووقف أعمالها العسكرية عبر الحدود”. وتابع قائلاً “على رئيسي السودان وجنوب السودان التحلي بشجاعة العودة إلى الطاولة للتفاوض، وحل هذه المشاكل سلمياً”. وأضاف أوباما مخاطبا الدولتين “في السنوات الأخيرة حققتم تقدماً ملحوظاً باتجاه كسر حلقات عنف الماضي، وباتجاه بناء مستقبل السلام، والمزيد من الرخاء، على الرغم من الخلافات الكبيرة.. الآن كل هذا التقدم معرض لخطر الانهيار.. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو.. إن الصراع ليس بالأمر الذي يستعصي علي أن يتم تنحيته جانباً.. ما زال أمامكم فرصة لتجنب الانجرار إلى الحرب.. يجب حل القضايا بشكل سلمي.. لا يوجد حل عسكري هناك”، وتابع قائلا “بدء الحروب أسهل من إنهائها.. نعم السلام صعب. لديكم القوة وخيار تحديد ما الذي سيأتي بعد ذلك وما إذا كان أطفالكم سيعيشون في حرب أم في سلام”. من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه أحيط علماً بإعلان انسحاب جنوب السودان من هجليج. وجدد دعوته حكومة السودان إلى وقف قصف الجنوب السودان، وحث كلا من الخرطوم وجوبا على انتهاز هذه الفرصة لاستئناف المفاوضات فوراً لحل القضايا العالقة بينهما، كما حثهما على تفعيل آلية الحدود المشتركة ومراقبتها للمساعدة على ضمان الأمن، مشيراً إلى أن كل التدابير اتخذت لضمان أن تكون قوة مراقبي الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي مستعدة للانتشار بين البلدين.
المصدر: الخرطوم، جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©