أصحاب البدلات «الخضراء» جنود مجهولون يعملون بصمت خلف الكواليس

ينتشرون في كل مكان ويميزهم اللون الأخضر الذي بات عنواناً للابتسامة والود وحسن التعامل، فهم يقومون بما تتطلبه منهم المهمة بكل حب ورغبة حقيقية في خدمة الناس وترك انطباع جيد عن البلد المستضيف. هم الجنود المجهولون في البطولة، ولذا فقد خصص لهم الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المنظمة أمس الأول لكي يوجه لهم رسالة شكر من كل العالم على ما يقومون به من أعمال خدمية وتطوعية، أنهم المتطوعون. تمت استضافة المسؤولة عن خدمات المتطوعين في البطولة اونكي مبيجو وكذلك اثنين من المتطوعين وهما التركي موريس هاليبي والغاني دانيال لومباردو ليقوموا بتعريف وسائل الإعلام عما يقومون به من أعمال قد لا يلاحظها الكثيرون ولكنها كبيرة وجبارة. تقول اونكي مبيجو المسؤولة عن المتطوعين في البطولة إن التطوع هو ظاهرة أي حدث كبير في أي مجال وفي الرياضة مثل كأس العالم أو دورة الألعاب الأولمبية وجميع البطولات الكبرى التي لا يمكن تسييرها دون جهود المتطوعين. وقالت إن العمل من أجل تنظيم هذا القطاع بدأ منذ قرعة تصفيات كأس العالم مروراً بكأس القارات التي أقيمت العام الماضي وحتى الآن، وأن عددا كبيرا من الناس تقدموا وطلبوا الحصول على فرصة التطوع في هذه البطولة وليكونوا جزء من الحدث الذي يقام للمرة الأولى على التراب الأفريقي. وأضافت أن التحضيرات لكأس العالم بدأت في عام 2006 وتم نشر إعلانات طلب المتطوعين لهذه البطولة حيث تم فتح الباب لتلقي هذه الطلبات في يوليو من العام الماضي وكان العدد المتقدم كبيراً حيث وصلت الطلبات إلى ما يقارب 61 ألف يرغبون في التطوع من أجل كأس العالم، والكثير منهم كانوا من دول أخرى حيث نقدم للتطوع مواطنين من مختلف قارات العالم وبلغ عدد الجنسيات المتقدمة 67 جنسية، مؤكدة سعادتها بهذا الإقبال من الجنسيات المختلفة على اعتبار أنه يؤكد ثقتهم في قدرة جنوب افريقيا على تنظيم الحدث. وقالت إنه تم فرز الأسماء وإجراء المقابلات في فبراير من العام الحالي وانتهى العمل في ابريل حيث قامت السفارات التابعة لجنوب افريقيا في الخارج بإجراء المقابلات للمتقدمين من خارج البلد، حتى وصل عدد المتطوعين في البطولة حالياً إلى 18000 متطوع يقومون بتوفير الخدمات في كل الأماكن المرتبطة بالحدث. وأضافت أنه منذ 15 مايو بدأ الكثير من المتطوعين العمل في مراكز التسجيل والاعتماد وعلى الرغم من الفترة الطويلة التي سيقضونها على اعتبار أنها كأس العالم ولا يمكن مقارنتها بأي حدث آخر ولكن يشعر المتطوعون بالسعادة على الرغم من العمل الشاق الذي يقومون به، خصوصاً القادمين من الخارج وعدد هم 1182 متطوعا حيث جاءوا على نفقتهم الشخصية ويتدبرون أماكن إقامتهم بأنفسهم. كما قالت اونكي إن هناك أمراً لا يمكن تجاهله وهو أن كأس العالم تقام في العادة خلال فصل الصيف ولكنها في جنوب افريقيا تقام خلال فترة الشتاء وبالتالي يتحمل هؤلاء المتطوعون العمل الشاق في البرد الشديد مؤكدة امتنانها الشديد لما قاموا به من عمل جبار خلال الفترة الماضية. ثم تحدث موريس هاليبي وهو متطوع يبلغ من العمر 62 عاماً وهو من الجنسية التركية ولكنه يقيم في جنوب افريقيا ولديه شركة لاستشارات تكنولوجيا المعلومات وقال إنه جاء إلى جنوب افريقيا في عام 1978 وقد ولد في تركيا وأكد أنه في سنوات طفولته الأولى كانت المتعة الوحيدة المتوفرة هي الجري خلف الكرة. وأضاف أن هذا الحدث لا يتكرر في عمر الشخص أكثر من مرة وأنه لن يرى جنوب افريقيا تنظم كأس العالم مرة ثانية وهو كمقيم يحب البلد ويتمنى أن يكون جزءا من الحدث، وأكد أن هذا العمل التطوعي هو أهم شيء قام به في حياته بعد أن عمل لفترة طويلة في مجال تكنولوجيا المعلومات وأنه سيظل فخوراً بهذا العمل وأنه كان جزءا من هذا الحدث وهو يمتلك البدلة لكي يثبت هذا الشيء. وقال موريس إن العمل سار بطريقة رائعة وأنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لم يقم بعمل شيء وهذا دليل على أن الأمور كانت تسير بسلاسة ويسر وانه منذ 40 عاما يعمل في تكنولوجيا المعلومات مضيفاً أنه لسوء الحظ أو لحسن الحظ لم تحدث أي مشكلة في الأنظمة المعلوماتية خلال البطولة وهو ما اعتبره أمراً مبهراً حتى بالنسبة إليه وهو الذي عمل طوال حياته في هذا المجال. ثم تحدث الغاني دانيال لومباردو والذي يعمل في مجال الطاقة عن تجربته حيث قال إنه سعيد بالتواجد في حدث كبير مثل هذا يقام للمرة الأولى في القارة الأفريقية مؤكداً أن تطوعه للعمل في هذه البطولة لم يكن من أجل جنوب أفريقيا وحسب بل للقارة بشكل عام، وأعرب عن سعادته بأن ساهم في إنجاح هذه البطولة كما أنه تعلم الكثير حيث عمل في فريق متخصص بتوفير الخدمات لكل الفرق في البطولة والتنسيق مع مسؤولي الفرق في توفير الطلبات والاحتياجات التي يريدونها وكذلك في مواعيد التدريب مؤكداً أن هذا العمل أسهم على تطوير قدراته في التواصل مع الآخرين كما تمكن من تكوين العديد من الصداقات من مختلف الجنسيات وأن هذا العمل سيساعده في مستقبله المهني. وعن منتخب غانا قال دانيال إنه فخور بالفريق الذي قدم مستويات جيدة في هذه البطولة وتمنى أن يواصلوا مشوارهم حتى النهاية وأن يفوزوا بالبطولة من أجل غانا ومن أجل افريقيا. 78 عاماً متطوع مسعف المتطوع التركي موريس هاليبي يعيش في جنوب أفريقيا منذ 32 عاماً ويمتلك شركة مختصة بحلول تقنية المعلومات وهو يبلغ من العمر 62 عاماً كما أنه ميسور الحال، ومع ذلك لم يمنعه هذا من الوقوف في طابور طويل من أجل الحصول على فرصة للتطوع ضمن المجموعة والمساهمة بقدراته في تقنية المعلومات في الحدث، كما أنه يتمتع بروح الدعابة عندما قال إنه يحب اللون الأخضر ولهذا تطوع في البطولة لكي يحصل على البدلة الخضراء، وتقول المسؤولة عن المتطوعين إن هناك متطوعا يبلغ من العمر 78 عاما وهو في قمة النشاط ويعمل منذ بداية البطولة بجهد كبير، يذكر أن المتطوعين يحصلون على 100 راند يومياً كمكافأة أي ما يعادل 50 درهما كما يتوفر لهم الطعام والمواصلات