الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الإسلام سبق الغرب في تشريعات حماية العمال

العلماء: الإسلام سبق الغرب في تشريعات حماية العمال
23 ابريل 2015 23:05
حسام محمد (القاهرة) يحتفل العالم أول مايو بيوم العمال الذي بدأ الاحتفال به في عام 1882، ورغم ذلك ما زالت عقود العمل في الغرب تختلف من مكان لآخر لعجزهم عن إيجاد صيغة عمل موحدة تحقق لصاحب العمل والعمال ما ينشدونه، وقد كان الإسلام سباقاً في الاهتمام بحقوق العمال وحرص على وضع التشريعات المناسبة التي تحفظ للعامل حقوقه وتوفر للمجتمع بيئة عمل صحية تساهم في دفع الإنتاج بما يساهم في تحقيق التنمية والرفاهية والاستقرار. صحة العامل يقول الدكتور نجيب عوضين أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة: احترم الإسلام العمل وأكد قيمة العمل للدرجة التي جعلت الشريعة تجعله بمنزلة العبادة التي يمارسها الإنسان المسلم إرضاءً لربه سبحانه وتعالى ولعل هذا ما جعل الإسلام يربط بين الإيمان والعمل، حيث يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، والإسلام طالب المسلم بالسعي للرزق والرسول صلى الله عليه، وسلم يقول: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها» دلالة علي قيمة العمل وأهميته في الشريعة الإسلامية . ويضيف: وفي سبيل تحفيز الناس على العمل وإتقانه وتجويده وعدم التكاسل وفر الإسلام للعامل الضمانات التي تكفل له الحصول على كافة حقوقه بداية من حقه في الأجر الكريم وصولا لعدم تكليفه بعمل يفوق إمكانياته العقلية والجسدية وحث صاحب العمل على عدم تكليفه بعمل يفوق طاقته، كما يجب على صاحب العمل تمكين العامل من أداء ما افترضه الله عليه من طاعة كالصلاة والصيام، فالعامل المتدين أقرب الناس إلى الخير ويؤدي عمله في إخلاص وأمانة. الأجر الكافي ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية اهتمت بالعامل وحفظت له كل حقوقه دون إخلال، وذلك إدراكاً من الشارع الحكيم أن ذلك يشكل باعثاً على إتقانه لعمله والقيام به على أكمل وجه في الوقت الذي طالبت فيه صاحب العمل برعاية إجرائه وعماله ومنحهم حقوقهم طالبت أيضاً في الوقت نفسه العامل أو الأجير أن يحسن عمله على الوجه الأكمل ويراقب اللهَ فيه . ويؤكد أن من عظمة التشريعات الإسلامية أنها حافظت على حقوق العامل واحتفت بعمله قبل أكثر من ألف وأربعمئة سنة في الوقت الذي لم يحتفي فيه العالم بالعامل إلا قبل عشرات السنين فحسب، حيث طالبت الشريعة الإسلامية أصحاب العمل أشخاصا كانوا أو شركات بضرورة إعطاء العمال حقهم دون إجحاف وفي الوقت الذي كانت فيه المجتمعات تذل العامل وتعامله كالرقيق جاء الإسلام ليعلي من شأنه وطالب بمعاملته معاملة كريمة وطالب كل صاحب عمل بالإسراع في إعطاء العامل أجره كاملا غير منقوص، بل إن الشريعة الإسلامية اعتبرت عدم إعطاء العامل أجره كبيرة من الكبائر. ويضيف: الإسلام أوجد للعامل حقاً لم يكن العالم يعرفه قبل الإسلام وهو حقه في الراحة، وبخاصة إذا كان يعمل عملاً شاقاً، كالبناء والحدادة وفي المخابز وغيرهما، فلا يجوز لصاحب العمل إرهاقه إرهاقاً يضر بصحته، وهكذا قدَّر الإسلام العامل ومنحه من رعايته وعنايته ما يكفل له حقوقه. واجبات العامل ويشير الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق إلى أن الإسلام وضع أسس العلاقة بين العمال وأرباب العمل بحيث تكون علاقة تكامل وتعاون على نجاح العمل وكسب القوت. ويقول: وإذا كنا نؤكد أن الإسلام أوجب على صاحب العمل الكثير من الواجبات حيال العامل، فإن الإسلام سعياً لبناء مجتمع ينمو ويتقدم حرص على وضع واجبات على العامل منها أن العامل مطالب بإتقان عمله وأن يؤديه بأمانة وإخلاص لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» ويجب على العامل أيضا ألا يغش ولا يخادع ولا يهمل عمله فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «من غشنا فليس منا»، وعلى العامل أن يطيع رؤساءه في غير معصية لله عز وجل وأن يلتزم بقوانين العمل، وأن يتعفف من استغلال الوظيفة أو النفوذ لانتفاعه الشخصي أو لنفع غيره فلا يستغل عمله للحصول على رشاوى أو هدايا أو ما شابه ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©