السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عنف «الفيديو جيم».. خطر على الطفولة

عنف «الفيديو جيم».. خطر على الطفولة
23 ابريل 2015 22:50
أحمد مراد (القاهرة) دعا علماء الأزهر الأسر المسلمة إلى الحذر من ألعاب «الفيديو جيم» المنتشرة في أوساط الأطفال وتحمل رسائل ومضامين تحثهم على العنف والقتال تحت مسمى وشعار «المغامرة». وشدد العلماء على أن الإسلام يحث على حماية الأطفال من كل ما يؤذيهم نفسياً وتربوياً، ومن كل ما يغرس في نفوسهم غرائز عدوانية، ويجب على كل أسرة أن تحذر من نوعية الألعاب الخطيرة، وتحبب أطفالها في نوعية الألعاب المفيدة، التي تنمي لديهم قدراتهم ومهاراتهم المعرفية. وقال العلماء: إذا كان الإسلام يحمي الطفل من العنف، ويحرم الممارسات العنيفة ضد الطفل، فهو في الوقت نفسه يرفض كل وسيلة تولد في نفس الطفل ميولاً نحو القسوة، قد تنمو وتستمر معه إلى أن يكبر ويصبح شاباً ورجلاً، وبالتالي يلجأ إلى القوة البدنية التي تعلمها في صغره سواءً عبر ألعاب «الفيديو جيم» أو الأفلام السينمائية التي تحمل تلك الرسائل السلبية. سلوكيات عدوانية وتحذر كاميليا حلمي - مديرة اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق المرأة والطفل - من خطورة تكالب الأطفال على ألعاب «الفيديو جيم»، والتي تحمل معظمها مضامين ورسائل غير لائقة تولد في نفوس أطفالنا مشاعر وسلوكيات عدوانية، وهو أمر خطير يجب الانتباه له جيداً، مشددة على ضرورة حرص الأسر المسلمة على متابعة ومراقبة استخدام أطفالها لهذه الألعاب، ومشاركتهم في اختيار الألعاب ووسائل الترفيه الإيجابية التي لا تتضمن قتالا وعنفاً.وتقول: الدين الإسلامي الحنيف في جوهره منهج حياة يكفل للإنسان بصفة عامة وللطفل بصفة خاصة كل ما يجعله يعيش حياة هادئة ومستقرة خالية من العنف، وفي سبيل ذلك يرفض الدين الحنيف العنف حتى إن كان مجرد رسائل في بعض التقنيات الحديثة مثلما يحدث مع ألعاب «الفيديو جيم» التي تحمل توجهات عنيفة تحت مسمى وشعار «المغامرة»، وهي في حقيقتها مجرد أساطير خيالية، وهذا بالتأكيد لا يتفق، ولا يليق بالطفولة البريئة التي يجب أن تنشأ على التسامح والحب والعطف وليس على مسابقات العنف والقتال. وتشير مديرة اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق المرأة والطفل إلى أن حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية حقوق كلية تحمي الطفل وتصونه من أي خطر، وفي الوقت نفسه أجازت الشريعة الإسلامية الاجتهاد لوضع الآليات والتفاصيل التي تحكمها المستجدات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية في كل زمان ومكان، وهو ما ينطبق على ألعاب الفيديو جيم وغيرها من المستحدثات. غير مقبولة ويطالب الدكتور محمد الشحات الجندي- الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية - الأسر المسلمة بإبعاد أطفالها عن كل ما يغرس في نفوسهم ميولاً نحو العدوانية، مشدداً على أن الإسلام الحنيف يحث على حماية الأطفال من كل ما يؤذيهم، وما دام «الفيديو جيم» يؤذي أطفالنا نفسياً وتربوياً بما يغرسه في نفوسهم من غرائز عدوانية فهي غير مقبولة شكلاً وموضوعاً، ويجب على كل أسرة أن تحذر منها، أو على الأقل أن تحذر من نوعية الألعاب الخطيرة، وتحبب أطفالها في نوعية الألعاب المفيدة التي تنمي قدراتهم ومهاراتهم المعرفية. ويقول: لم يترك الإسلام ركناً من أركان الحياة المتعددة إلا وتناوله، خاصة ما يتعلق بالعلاقات الأسرية، ووضع أطراً وقواعد عامة تقاس بها خيرية الأمور وشرورها، فكل ما يفيد الإنسان في دنياه وآخرته هو أمر مقبول، وكل ما يضر الإنسان في دنياه وآخرته فهو أمر مرفوض، وإذا وضعنا ألعاب «الفيديو» على مقاييس وقواعد الإسلام، فإن أفادت الطفل فهي مقبولة، وإن لحقت به ضرراً مادياً أو معنوياً، فهي غير مقبولة ويجب الرجوع عنها. قواعد الإيمان ويشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية على ضرورة أن تحرص الشركات والمؤسسات العربية والإسلامية العاملة في مجال ألعاب الأطفال على ابتكار ألعاباً مفيدة للطفل تساهم في تعليمه قواعد الإيمان، وتدريبه على عبادة الله، وطاعته، وتأديبه بآداب الإسلام ومكارم الأخلاق، واجتناب المحرمات وسائر العادات والسلوكيات الضارة، والتدرج في منحه الحرية تمهيداً لتحمله المسؤولية الكاملة. الكمال النفسي وقال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق: لا أحد يختلف على أضرار ألعاب العنف والقتل وخطرها على الطفل والمجتمع، ويجب على كل المؤسسات المعنية بالطفل التكاتف من أجل حماية أطفالنا من هذه الألعاب الخطيرة، والعمل على إيجاد بدائل لها تكون مفيدة. وتعمل على تنمية ملكات الطفل وقدراته من أجل بلوغ كماله النفسي والعقلي، وعلينا أن نسعى جميعاً إلى تربية الأجيال الجديدة على نهج النبي، صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام رضي الله عنهم، حتى يعتقدوا معتقدهم وينهجوا نهجهم في أقوالهم وأفعالهم وسمتهم. ويشير إلى أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حرص على أن يحمل كل فرد من أفراد الأمة مسؤوليته تجاه أسرته وأبنائه فقال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، وقال أيضاً: «لأن يؤدب الرجل ولده خيراً له أن يتصدق بصاع»، فالتربية في الإسلام طريق للمستقبل ودرجة من درجات التقرب من الله، وعندما طبق المسلمون منهج رسول الله، في التربية تحقق لهم المجد والتحضر، وفي إطار ذلك يجب حماية أطفالنا من كل أمر يضرهم، ويمثل خطورة عليهم حتى ولو كانت مجرد ألعاب، فلا يجب التهوين من خطر ألعاب العنف والقتال. مجتمع متوازن ويضيف الشيخ محمود عاشور: الإسلام عندما يوفر قاعدة عريضة لمقاومة العنف وتربية الطفل على التسامح ونبذ العدوانية، فإنه يكون بذلك قد حفظ حقوق الأفراد وأكد التزاماتهم،. ويكون بذلك قد ساعد على إيجاد مجتمع متوازن، وقد أعلن الإسلام عن حقوق الأطفال والوالدين والمرأة وحقوق الفقراء وحقوق المرضى النفسيين، وكبار السن، وكل هذه الحقوق إذا اتبعت وأخذت ما تستحقه من عناية واهتمام سوف تضمن مجتمعاً، يستمتع بالصحة ويخلو من الظلم والعنف والكراهية، وهذه هي العناصر المهمة التي يجب اتباعها للوصول إلى مجتمع بناء ومتوازن. ويتابع: يشدد الإسلام الحنيف في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أهمية المداعبة وممارسة الألعاب الهادفة مع الأطفال بعيداً عن أي ألعاب تحثهم على العنف والعدوان، وهي بمثابة الاستراتيجية الأولى للتعليم، والتي سبق بها الإسلام كافة النظريات العلمية والتربوية منذ أكثر من 1430 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©