الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات عن بدر شاكر السياب في أيامه الأخيرة

5 مايو 2014 02:20
أقام معرض أبوظبي الدولي للكتاب مساء أمس الأول احتفالية من نوع خاص بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للمعرض في دورته الرابعة والعشرين. فقد عقدت في «مجلس المتنبي» ندوة بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات تحدث فيها الشاعر فاروق شوشة من مصر، وغيلان بدر شاكر السياب نجل الشاعر العربي الكبير بدر شاكر السياب، وقدمها الدكتور إياد عبد المجيد. وجاءت هذه الاحتفالية، بمناسبة رحيل السياب بعد إقرار المكتب الدائم لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب هذا العام 2014 عاماً للسياب، حيث جرى الحديث عن الذكريات التي جمعت كلا من المتحدثين مع الشاعر الراحل. بداية تحدث غيلان السياب، الذي يعمل مهندساً في المملكة العربية السعودية، فأشار إلى تلك اللحظات التي لا تزال غضة في ذاكرته عن والده في أيامه الأخيرة قبل رحيله ومعظمها يتصل بالمرض والسفر والموت. من جهته أشار شوشة إلى أنه علم في عام 1966 عن قدوم السياب إلى الكويت التي تعهدت بعلاجه آنذاك من الشاعر الكويتي علي السبتي، فذهب بصحبته وصحبة الشاعر الفلسطيني ناجي علوش لاستقباله في المطار، ولدى وصوله حمله ثلاثتهم إلى المستشفى: فاروق شوشة من رأسه وعلي السبتي من بطنه وناجي علوش من قدميه، «فقال لي السياب يا فاروق حاسب على رأسي فهو العضو الوحيد الذي ما زال سليماً فيّ». وقال شوشة: «بدءاً من السادسة وحتى الثامنة مساء من كل يوم كانت غرفة السياب تتحول إلى ملتقى ثقافي هو الذي كان يكتب كل يوم فيملي ما يكتبه إلى ممرضة ذات خط سيّئ فعهد إلينا السياب بإعادة كتابتها ومراجعتها معه من جديد». ونقل شوشة للحضور نقلاً عن السياب: «من لا يطل على الشعر الإنجليزي ويتابع الشعراء الكبار في العالم سوف يبقى يكتب وفقاً لتقاليد الشعر العربي دون أن يقدم جديداً لتجربته»، مؤكداً أن السياب عندما نقل إلى العربية عدداً من الشعراء الرومانتيكيين الإنجليز إلى كان واحداً من بين أفضل مترجمي الشعر الإنجليزي «إذ لم يكن ناقلاً حرفياً بل كان يستنطق روح القصيدة الإنجليزية» بحسب ما أكد شوشة. ثم عاد ثانية إلى السياب في أيامه الأخيرة فقال: «ذهبنا إلى السياب ووجدنا ملاءة على السرير ولم نره، فهرعنا إلى مكتب مدير المستشفى الذي أكد أن السياب لا يزال موجوداً في غرفته التي عدنا إليها جميعاً ولما رفع الطبيب الملاءة وجدنا السياب تحتها إذ لم يكن يشغل من السرير سوى بضعة سنتيمترات فقط إذ كان جسده بلا كثافة ووطأت نومه أشباح وشياطين فعاد إلى طفولته، في شعره الذي كتبه آنذاك، ليحتمي به من الموت، وبدأت تلوح في شعره الرغبة في الموت خاصة في قصائده «سفر أيوب». ولما عاد الحديث لغيلان السياب أكد أنه قارئ شعر أيضاً ولا تقتصر علاقته به على والده فحسب، مشيراً إلى أن البعض من نقاده قد فصلوا بين شخصيته الحقيقية وما كتبه هو. وفي سياق نفيه ذلك قال السياب: «لقد كان شديد العاطفة وانفعالياً ولم يكن مجاملاً ويقول ما في قلبه مباشرة». وتطرق إلى بعض الذكريات عن مرض والده في مستشفى البصرة عندما كان يذهب وشقيقتيه لزيارة والده هناك فيرون عذاباته عند نزع الضمادات عن ظهره لما كان متقرحاً بسبب رقاده الطويل، فكان له صبر أيوب في محنته على ذلك». وقال: «لم أره إلا مبتسماً حتى عندما دخل في المرحلة الحرجة من مرضه لم نر على وجهه جزعاً دون أن ندرك ما الذي يجري في روحه». وقال أيضاً: «كان ذا قدرة عجيبة على تأليف القصص المرحة والمشوقة، فكان يخترع قصصاً عن أنواع الطعام وعن ما يحدث في البيت وعن الجيران، وما أدركه الآن أنه كان يسرق الوقت من مشاغله سرقة ليقوم بواجب الأب تجاه أبنائه». (أبوظبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©