الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضل الإمارات على العالمين العربي والإسلامي والإنسانية يتحدث عن نفسه

فضل الإمارات على العالمين العربي والإسلامي والإنسانية يتحدث عن نفسه
5 مايو 2014 02:15
ساسي جبيل (أبوظبي) انتظمت مساء أمس بخيمة الندوات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ندوة بعنوان «الإمارات الأكثر دعماً للإسلام»، ترأسها الدكتور احمد الفضالي الذي استهلها بتقديم مستفيض أتى فيه على أهم الإنجازات الإماراتية في المجال العلمي والمعرفي والديني في العديد من دول العالم، وأحصى أكثر من 50 دولة في مختلف القارات، مؤكدا أن فضل الإمارات على العالمين العربي والإسلامي والإنسانية كافة يتحدث عن نفسه، ويؤكد بصورة لا مجال للشك فيها أن الإمارات تبقى الراعي الأول والداعم للمسلمين في كل مكان من العالم. وأشاد الفضالي بالدور التاريخي للمغفور له بإذن الله تعلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه) الذي أسس لتقاليد مختلفة في التعامل مع الإسلام والمسلمين من خلال فكره الثاقب وحرصه الكبير على بناء المراكز الثقافية والمدارس والجامعات والمستشفيات، ومن بعده واصل أبناء زايد الكرام هذه المهمة واستطاعوا أن يصنعوا صورة رائعة للإسلام لا تضاهيها صورة أخرى. واكد الفضالي أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أشار في أكثر من مرة إلى ضرورة إدراك خطورة بعض الأصوات التي تسعى اليوم الى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، مؤكدا أن الإمارات تسعى لإيجاد جبهة اعتدال تقف ضد التطرف والتشدد الذي شوه كثيرا من سماحة وقيم الإسلام. كما أشاد رئيس الندوة في كلمته الافتتاحية بالوفد المصري المشارك الذي آمن بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم في هذا الإطار، شاكرا لكل أبنائها جهودهم الواضحة في هذا المجال مما رفع من شأنه لدى كل المسلمين في جميع أصقاع العالم، إذ عمدت هذه الدولة الى انتشال العديد من المجتمعات المسلمة من الفقر والجوع والخصاصة والحرمان والمرض والجهل بواسطة مؤسسات ومنشآت ارتفعت في كثير من بلدان العالم. قراءة الواقع والمستقبل وشهدت الندوة جلستين علميتين ترأس الأولى الشيخ عباس شومان وكيل الأزهر الشريف الذي عبر في بداية كلمته عن عظيم سعادته وهو في هذا البلد العربي الأصيل الذي يحمل له كل مسلم في الأرض اعترافا وتقديرا بالجميل وحسن الصنيع والذي أعجب به أكثر من الدعم المادي هو رقي هذا الشعب وهذه الدولة الفتية وقدرتها على التعامل مع القضايا الكبرى التي تهم المسلمين أينما كانوا، فما نحتاجه في هذا الراهن العربي المتقلب هو الفهم الحقيقي لقضايانا وتناول مختلف الإشكاليات الحاصلة بعيدا عن التعصب والتزمت والإقصاء أو التهميش. وأشار وكيل الأزهر إلى أن الإمارات العربية المتحدة من الدول السباقة في قراءة الواقع والمستقبل العربي وهي الراصدة للتطورات، فالمستقبل عندها أصبح حاضرا، ورؤيتها المستنيرة وقراءتها الصحيحة لواقع الأحداث أثبتت مع الأيام حسن رأيها وتدبر قيادتها الرشيدة ودقة النظر الى الأمور دون تحيز أو انطباعات شخصية، وأشار الشيخ شومان إلى أن دول المنطقة في أمس الحاجة الى التلاقي متجاوزة كل ذاتي وكل اختلاف سياسي لتحقيق الاستقرار والوئام الذي بات اليوم مطلبا منشودا في ظل هذا التباين الحاصل. وأشار وكيل الأزهر إلى أن الإمارات التي احتضنت أكبر المؤتمرات التي تهتم بالشأن الإسلامي، وقد كان للأزهر الشريف حضوره البارز فيه، أتى ليؤكد إيمان دولة الإمارات بالفكر الإسلامي الراقي والقادر على البناء والتأسيس لأفق أكثر تجانسا. وقد حرصت هذه الدولة على ترسيخ مفهوم التعايش السلمي بين الإنسانية إذ تحتضن حوالي 200 جنسية يعيشون على ترابها في وئام وانسجام فضلا عن تعايشهم فيما بينهم، فالإسلام يبقى دائما دين السلام والوئام ويكره العنف والدماء وفاعلي الفوضى ومدبري المكائد، إذ ليس في إسلامنا عنف وإرهاب وإنما فيه سلام كما في اسمه، فهو دين يعرف كرامة الإنسان كونه إنسانا مهما كانت عقيدته، وهذا هو الإسلام الذي حرم الدماء، فالإسلام لا يكره على دين، وقد قال سبحانه وتعالى (لا إكراه في الدين) ورسالته واضحة، وحتى الحروب التي خاضها المسلمون أثناء الفتوحات رسخوا من خلالها مفهوم التعايش السلمي القائم على الاحترام والتقدير المتبادل والتعايش المشترك، فمن أراد الإبقاء على دينه بإمكانه أن يقيم بين المسلمين في أمان واطمئنان. وأضاف الشيخ شومان أن مجتمعاتنا اليوم تعدت مراحل كثيرة من العنف ومما لا تقره الأعراف والعقول السليمة. وخلص وكيل الأزهر الشريف الى أن الإمارات العربية المتحدة هي اليوم النموذج الأمثل في التعاطي مع الإسلام والمسلمين من خلال إطفاء الحرائق المشتعلة، ولعبت دورا هاما من خلال رؤيتها الثاقبة التي أطلقها المرحوم الشيخ زايد الذي كان يرى أن الإمارات وخيرها لا يخصها وحدها، وإنما لكل مسلم فيها حق، ومصر اليوم تتذكر وقفة زايد الشامخة حين قاطعها الأشقاء العرب. وها هم أن أبناء زايد يقفون اليوم نفس الموقف ويسعون جاهدين لترسيخ الاستقرار ومساعدة مصر بكل الإمكانات المتاحة. العروبة والإسلام من جانبه عبر الوزير المصري السابق كمال أبوعيطة في كلمته المدوية عن موقفه الشخصي المتمثل في أن العروبة والإسلام لا يختلفان ولن يختلفا مهما أرادت بعض الجماعات الاستحواذ على ديننا الإسلامي الحنيف، وأن جمال عبدالناصر والشيخ زايد أسسا لقاعدة صلبة لن تمحى، هي هذا التعاون العربي الذي نلمحه اليوم ونقف عنده في سمفونية رائعة تؤكد التلاحم العربي والبناء السليم للعلاقات بين مختلف الكيانات العربية التي تنبذ الإرهاب وتقف في وجهه بكل الوسائل، مستثنيا بعض الكيانات الصغيرة التي تريد أن تكبر بالقوة على حساب الآخرين. وأكد أن الإمارات ساهمت مساهمة فعالة في عودة مصر لتكون كما كانت دائما درعا للأمن العربي الشامل، إضافة الى بناء بيوت الله ورفع الصوامع في كل أرجاء هذا العالم وحيثما كان هنالك مسلمون، وهي تختلف عمن يرسل السلاح ليقتل المسلمون بعضهم بعضا، وتختلف عمن يزرعون الفتن اليوم في كل أرجاء الوطن العربي الذي يحتاج اليوم إلى وقفة كتلك التي وقفها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوته شيوخ وحكام الإمارات. وانتهى أبوعيطة الى القول: إن الذين يقتلون الأبرياء يحاولون مهاجمة الإمارات لكنهم لم ولن يفلحوا في هذا المسعى اللئيم. سلاح الخير وتحدث اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري والاستراتيجي مؤكدا أن هذه الندوة يمكن تغيير عنوانها إلى «الإمارات الأكثر دعما للخير»، وقدم في هذا الإطار مقاربة تقوم على أن الخير من الاسلام وأن خير الإمارات جاء لخدمة الاسلام والمسلمين، ولم يذهب لشراء الأسلحة وتمويل الجماعات المتطرفة في الوطن العربي وتحريض أبناء الشعب الواحد على قتل بعضهم بعضا، مثلما يحصل في مصر وتقف وراءه دويلات لا مكان لها إلا في أذهان هذه الجماعات. وتعرض اللواء سيف اليزل الى العام المظلم الأسود والذي كان أكبر نكد أصاب مصر في تاريخها وعطل مسيرتها وبث فيها الرعب، مصر الأزهر، مصر الوسطية والاعتدال التي قرر شعبها التخلص من هذه الضغمة الفاسدة والمفسدة في الأرض وطردها من الحياة بالفعل، فما كان من دولة الإمارات العربية المتحدة إلا أن هبت لدعم الخير ودعم الاسلام الوسطي بشكل غير محدود. وخلص اللواء سامح الى القول: إن ما يدور في مصر اليوم من قتل وعنف وتخريب يعتبر الاسلام بريئا منه، وأن الأبرياء الذين يذهبون ضحايا اليوم لن يغفروا لهذه الجماعة ما اقترفته وما تقترفه في حق المصريين، فالشعب الذي دفع من دماء أبنائه ضريبة لن يدخر من جهده في سبيل القضاء على هؤلاء المتاجرين بالدين الإسلامي الحنيف. مثال على الانفتاح وتحدث الشيخ محمد عز الدين النائب الأول لوزير الأوقاف المصري قائلا: إن أبناء الإمارات يعملون بأدب الاسلام والشيخ زايد رحمة الله عليه ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يستحقون الشكر والتنويه، وقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب (من لا يشكر الناس لا يشكره الله)، كما قال (إنما المؤمنون أخوة)، وقال رسولنا الكريم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، فالدعوة للإسلام تكون بزرع الأمن والأمان والاستقرار بعيدا عن الانقسامات والعصبية المقيتة لزرع قيم التسامح، وأكبر قدوة في ذلك هو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إذ حضر جنازة يهودي فقالوا له (يا رسول الله: إنه يهودي، فقال صلوات الله عليه: أوليست نفسا منفوسة خلقها الله؟)، وفي ذلك تأكيد على التسامح والتفاعل الإيجابي مع الآخر وتقدير النفس البشرية مهما كانت ديانتها أو لونها أو جنسها. وشكر الشيخ محمد عزالدين الإمارات حكاما ومحكومين على الجهود الجبارة في مساندة الاسلام المتوازن والمعتدل والقائم على الوسطية والتواصل مع الآخر مصداقا لقوله تعال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا). موقف تاريخي قدم طارق الببلاوي للجلسة العلمية الثانية التي احتضنتها خيمة المعرض وساهم فيها كل من الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق، والمفكر كمال الهلباوي، والشيخ علوي الأمين، والمفكر نبيل زكي، والأستاذة سحر الهواري ممثلة المرأة عن تيار الاستقلال، وحلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق. وأكد الجمل أن الدين محبة والمسيحية محبة والإسلام محبة والدين في جوهره محبة، وإذا فقدت المحبة فقد جوهر الدين ومحبته والخونة لا يؤمنون ولن يؤمنوا بمصر ولا بالعروبة ولا بالإسلام، وعلى مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف مسؤولية كبيرة لتوعية الشعب المصري وتنبيهه من مخاطر هذه الجماعات، فقد قال تعالى في ذكره الحكيم (الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين) ولم يخص فريقا أو دينا معينا، لأن الدين الإسلامي في جوهره يؤاخي بين الناس جميعا، وخير مثال على ذلك وثيقة المدينة التي أكدت أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم آخى بين الجميع من المسلمين والمتدينين وحتى الوثنيين، وهي تعتبر أول وثيقة في العالم تؤسس لمعنى المواطنة. وفي سياق حديثه عن الإخوان المسلمين شكر الجمل الله بأن نزع عن هذه الجماعة النقاب الذين كان يغطيها بأن اعتلت الحكم لمدة سنة نجحوا خلالها نجاحا منقطع النظير في تكريه الناس فيهم وتعريف المصريين بحقيقتهم، وبعد ثورة 30 يونيو أعيدت مصر لأهلها ومحيطها العربي والإسلامي من جديد. جهد لا ينسى وتحدث الشيخ علوي الأمين باستفاضة عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان مؤكدا أنه شهد في العام 1992 أكبر مسابقة لتحفيظ القرآن في دولة الإمارات، وكان الشيخ زايد عليه رحمة الله يحضر كل الجلسات وينفق بسخاء على حملة القرآن وهو يقول مقولته المشهورة (هذا القرآن لو حافظتم عليه فإنكم تحافظون على الاسلام)، كما لا ينسى المسلمون جائزته السنوية المخصصة لحفظة القرآن والتي تصرف لأجلها ملايين الدراهم لكي يحفظ القرآن في صدور أبناء الإمارات والمسلمين في كل أصقاع العالم، ثم جاء من بعده أبناؤه ليكملوا المسيرة ويرفعوا راية الاسلام خفاقة في كل الأرجاء. وتعرض كمال الهلباوي الى الدور الكبير الذي لعبته الإمارات في مساندة شقيقتها مصر بعد المحنة التي حصلت فيها مؤكدا أن فكر هذا البلد تأسس على الحكمة والانفتاح على الآخر وقبول الآراء كافة والتعايش بين مختلف الجنسيات والأديان، وهذا ما نراه ماثلا على أرض الواقع. وأشارت سحر الهواري الى أن أبناء زايد لن ينسى لهم التاريخ وقفتهم مع الشعب المصري وازدادت مكانتهم اليوم في قلوب المصريين الذين يرون فيهم رعاة للإسلام المعتدل الوسطي السمح الذي لا يقوم على العنف والدم مثلما تفعل بعض الدول في دعم جماعات مأجورة باسم الدين. وتحدث الدكتور نبيل زكي عن التأسيس لثقافة الاسلام في أصالته ورقي معانيه وتسامحه وحرصه على التعاون بين المسلمين كافة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات كانت نموذجا يقتدى به في هذا الإطار، وستظل كذلك لأنها راهنت على القيم النبيلة والأفكار المنفتحة. وأشار الدكتور حلمي حديدي إلى الدور التأسيسي الذي لعبه الشيخ زايد رحمة الله عليه في تكوين أبنائه وأهله وشعبه على قيم الاسلام الحقيقية القائمة على التقارب بين الناس كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©