الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

“مزاجات” مازارين ميمون تجرد جسد المرأة لتكتشف أحواله

“مزاجات” مازارين ميمون تجرد جسد المرأة لتكتشف أحواله
9 ديسمبر 2009 23:06
في معرضها “مزاجات” تقدم الرسامة الهندية مازارين ميمون، سلسلة من الأعمال مبنية على فكرة أن المرأة كائن متعدد الأبعاد، من العسير فهمه بكل أحواله وأمزجته دون التلصص عليه عبر الجسد ذاته بوصفه تعبيرا عن “مزاج” ما. وفي معرضها بصالة جاليري “آرت لاونج” بفندق حياة جراند، بدبي والذي يختتم اليوم، جرّدت مازارين ميمون جسد المرأة إلى خطوطه الأولى حتى عاد كما لو أنه يولد الآن من رحم مخيلة لونية ما، لكنه أيضا عبارة عن كتلة لونية على السطح التصويري وترتبط مع الألوان الأخرى بعلاقات يمكن القول بأنها “شعرية”، إذا جاز التوصيف عندما “تنخطف”، بتعبير المتصوفة، عين المرء وأحاسيسه باتجاه علاقة لونية ما نافرة أو غير معهودة للعين من قبل، إلى كبير. تصف بطاقة تعريف مازارين ميمون بأنها فنانة طبيعية، وردّت على سؤال لـ”الاتحاد” حول إذا كان هذا الأمر يتصل بخلق الشكل على نحو فطري؟ بالقول “إنه توصيف تقني على ما أحسب، فجسد المرأة في هذه السلسلة يقوم بدءا على التذكّر بالدرجة الأولى، وأثناء انفعالاتي الخاصة أترك للمخيلة الشخصية أنْ تفعل فعلها في تحقيق انحرافات قد تكون جمالية عن الجسد كما هو عليه في الذاكرة”. وأضافت “أي الجسد هنا هو صورة وقد أجرت الذاكرة جانبا من تعديلاتها عليه وكذلك المخيلة والانفعال الشخصي معا، أضف إلى ذلك جملة الخبرات والتقنيات التي اكتسبتها من تجربتي الفنية وعلاقتي بما يمور به العالم من حولي من أفكار وأحداث”. وخلصت إلى القول “أظن أن هذا هو معنى الطبيعي، أي أن تمارس صنيعك الفني بأكبر قدر ممكن من المصداقية مع ذاتك أولا”. أما على صعيد الحصيلة الفنية المنظور إليها في أعمال متتالية ضمن سلسلة تعالج فكرة الجسد المحض لدى المرأة بوصفه تعبيرا عن مزاجها، فيبدو أن هذا الجسد لم يكن، إذ ترسمه امرأة، ليس سوى ذريعة فنية قدّمت من خلاله الفنانة ما كانت تريد قوله، وذلك عبر جملة من العلاقات اللونية التي يمكن القول أنها اعتباطية على نحو عميق ومجانية أيضا، بمعنى أنها لا تهدف إلى قول شيء آخر سوى جماليتها الخاصة فقط. ولعل جملة هذه العلاقات الأنيقة والمفارِقة لما قد يكون سائدا هو الأكثر تعبيرية عن مازارين ميمون وعن موهبتها الملحوظة في صنيعها الفني هذا. من هنا يمكن القول بأن الشكل أكثر قابلية للتأويل من المضمون أو الفكرة، ذلك أن سؤال الشكل هو ما تقترحه على نفسها، فيما تترك للناظر إلى لوحتها إعادة قراءته على نحو فردي أيضا، أي أنها تقيم علاقة لعملها مع قارئه بحيث يلتقي مع العمل في أفق القراءة لا في أفق يرتكز أساسا على “الفهم” المباشر والمحدد والصارم والمسبق لفكرة الجسد. أيضا، كان الملمس الخشن على السطح التصويري لافتا حدّ أن الفنانة مازارين ميمون قد استخدمت تقنية “الكشط” بالسكين لخلق ملمس مغاير يكمل ذلك الإحساس الذي يشعر به الناظر إلى أعمالها وهو يرى النور إذ ينشق عن العتمة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©