أبوظبي حولت الجو جيتسو إلى لغة حوار بين الشعوب

أبوظبي (الاتحاد) وصف اليوناني بوليكيديس أنيستيس رئيس اتحاد دول البلقان للجو جيتسو الذي يضم 10 دول بطولة أبوظبي العالمية بالرائعة ومنافساتها بالقوية، واعتبر المشاركة الواسعة فيها الأكبر والأكثر تنظيما من كل دول العالم، خاصة أنها تقيم تصفيات تأهيلية في 121 دولة في 5 قارات، مشيراً إلى أنها الأقوى والأشرس في المنافسات بالعالم، وأن كل ما سمعه عن تميز البطولة طوال الفترات السابقة كان صحيحا. وقال «إنها المرة الأولى التي أزور فيها أبوظبي، والآن أنا أتساءل لماذا هي الأولى، وأقول إنني تأخرت كثيرا، لا أعرف لماذا لم أحضر في النسخ السابقة، لكن المهم أنني أتيت ورأيت تجربة الإمارات وأبوظبي تحديدا في اللعبة، نعم زرت دبي من قبل وأعجبت بها كثيرا». وتناول أنيستيس تجربة الإمارات في اللعبة، وقال «قبل عام نظمنا بطولة عالمية كبرى في اليونان، والإمارات لفتت فيها الأنظار وحصلت على المركز الثالث عالميا، وفي الشهر الماضي نظمنا بطولة في أثينا وخطفت الإمارات فيها الأنظار بشكل فاجأ الجميع عندما حصل لاعبوها على 4 ميداليات ذهبية من إجمالي 7، وقدموا مستوى قوياً يعكس مدى الجهد الذي يبذلوه لتطوير انفسهم، وأظن انهم يخططون لأمر مهم في المستقبل القريب». وقال: برنامج الجو جيتسو المدرسي هو نقطة التحول في مسيرة الإمارات لأنها الدولة الوحيدة التي نجحت في إدخال اللعبة واعتمادها في المدارس، الأمر الذي ساهم في وصول عدد الممارسين من اللاعبين واللاعبات للعبة في أبوظبي إلى 40 ألف لاعب ولاعبة خلال 5 سنوات، وبمنتهى الوضوح إذا كانت بريطانيا معروفة بمعقل كرة القدم، وأميركا مشهورة بلعبة كرة السلة، فإننا قريبا جدا سنقول أن الإمارات هي المركز العالمي للجو جيتسو، وعندما يتردد اسم أبوظبي سوف يتذكرها أي شخص بأنها موطن اللعبة». وتابع «لو استمرت اللعبة بنفس قوة الدفع والدعم ستكون الإمارات هي الرقم واحد على المستوى العالمي لأنها استطاعت أن تكون اللعبة الشعبية الأولى في الدولة بفترة قصيرة جدا، وأصبحت الأشهر والأهم في آسيا بنفس الفترة، وتتحرك بشكل سريع للغاية، وتجربتها محل اهتمام الجميع». وأوضح «ما لفت انتباهي منذ وصلت إلى أبوظبي أنني وجدت الجو جيتسو في كل مكان تخطو فيه قدمي، في غرفتي بالفندق، وفي الشوارع، في التلفزيون، في الصالة، وفي مراكز التسوق، وفي الصحف، وفي الصالة المغطاة، وفي المدارس، وأعتقد أن الجو جيتسو هي اللغة الرسمية في أبوظبي، هذا باختصار انطباعي المبدئي، وعن تجربة أبوظبي، لم أتخيل يوما أن أرى صفحتين في صحيفة رسمية للعبة، فما بالكم عندما أرى 8 صفحات يومية من صحيفة واحدة تغطي بطولة وتتحدث عن اللعبة، إنه أمر مذهل». وتحدث عن اللعبة في بلاده، وقال «لدينا 340 ناديا يمارسون الجو جيتسو وحوالي 20 ألف لاعب ولاعبة يمارسون اللعبة، والاتحاد الذي يدير العمل قوي ومنظم، ويقيم منافسات قوية وكبيرة، فلا يمر أسبوع دون أن تكون هناك بطولة في نهايته، اللعبة تتطور كثيرا لدينا، واليونان تعتبر الحاضنة الرئيسية لتطور اللعبة في دول البلقان». وأضاف «الجو جيتسو في منطقة البلقان يحظى بأهمية كبرى، ولدينا 10 دول تحت مظلتنا أهمها اليونان، وبلغاريا، ورومانيا، وصربيا، ومونتنيجرو والجبل الأسود، والبوسنة، وروسيا، والمجر، وفي منطقة البلقان ننظم بطولة سنوية، ويشارك فيها 600 لاعب من كل دولة، وفي العام الماضي كانت في البوسنة، لكن الصدارة تبقى لليونان». وتحدث عن تطور اللعبة في اليونان برغم حداثتها، وقال «نعم اللعبة حديثة العهد في اليونان، لأنها بدأت تنشط عام 1995، ولكن الأندية هي التي قادت النهضة، والسر أن لدينا 340 ناديا يمارسون اللعبة، والجو جيتسو لا يحتاج لمن يدعو له حتى ينتشر لأنه مجموعة رياضات مندمجة في بعضها البعض، مثل الكاراتيه، والمصارعة، والجودو، والتايكوندو، خليط بين كل الرياضات، وبالتالي فهي لعبة ممتعة، والمشكلة فقط لدينا كانت تكمن في عدم وجود اهتمام إعلامي باللعبة، والآن تنبهنا لهذا الأمر، وبدأ الاهتمام الإعلامي يوجه لنا بشكل تدريجي، وأظن أننا في المستقبل سوف نكون أفضل». وأوضح «لا توجد معوقات لاعتماد اللعبة ضمن المنافسات الأولمبية، اللعبة ما زالت حديثة، وتستكمل ملفها، وهي في مرحلة الانتشار، وتحتاج فقط لبعض الوقت حتى تحصل على فرصتها في الأولمبياد، وفي رأيي الشخصي أننا بحاجة للمشاركة في البطولات القارية أولا مثلما فعلت الإمارات ونجحت في اعتماد اللعبة في أسياد جاكرتا، ولو تم إدراج اللعبة في منافسات كل القارات سنكون قد أخذنا خطوة هائلة». وعن أولويات المرحلة المقبلة في العمل لاعتماد اللعبة أولمبيا، قال «لابد أن يركز الاتحاد الدولي في عمله مع بعض الاتحادات الفاعلة مثل الاتحاد الإماراتي في آسيا، وعدد من الأصوات في أوروبا، ومثلها في أميركا الشمالية، وأيضا في أميركا اللاتينية، يمكننا أن نختصر الزمن، لأنني أظن أن قرار اعتماد اللعبة في الأولمبياد هو قرار سياسي في المقام الأول، ولن أوضح اكثر من ذلك». 3 أساليب مختلفة أبوظبي (الاتحاد) تحدث بوليكيديس أنيستيس عن تنوع واختلاف أساليب اللعبة، وقال: توجد 3 أساليب لعب، والسر في ذلك أن الجو جيتسو نشأت في اليابان وانتقلت لباقي المناطق، ومنها البرازيل التي تملك أسلوبا خاصا للقتال، وأوروبا التي لديها أسلوب آخر، ولا أظن أنه يمكن توحيد تلك الأساليب في أسلوب واحد برغم الجهود المبذولة من الكثير من الاتحادات لدمج هذه الأساليب في بوتقة واحدة. تعزيز العلاقات أمر ضروري أبوظبي (الاتحاد) شدد بوليكيديس أنيستيس على أهمية وجود آليات للتواصل مع أعضاء اللجنة الأولمبية بشكل مستمر للتأثير عليهم من أجل اعتماد اللعبة في الألعاب الأولمبية، وقال «لدينا علاقات قوية مع الكثير منهم، لكن يجب أن نعززها أكثر في المرحلة المقبلة، وفي ظني يجب أن نرتب البيت من الداخل أولا، وأن نعمل بشكل منهجي، وفي ظني أيضا أننا لم ننجح في اعتماد اللعبة في أولمبياد 2020 لكن يمكن أن ننجح في اعتمادها في ألعاب 2024، لأن الأمر يحتاج لبعض الدراسات والملفات، والتحركات، والدعم من عدد من المنظمات الدولية، موضحا أن كل هذه الجهود يمكن أن تؤدي إلى الهدف في النهاية. بنك معلومات أبوظبي (الاتحاد) كشف بوليكيديس أنيستيس أن اتحاد البلقان لديه برنامج يقوم على إقامة بنك معلومات عن اللعبة مليء بالإحصاءات والأرقام عن كل شيء يخص لعبتنا في الدول العشر، وعن أساليب اللعب، وعدد المدربين واللاعبين والحكام والأبحاث العلمية وطرق إدارة الاتحادات، وأعضائها وتخصصاتهم، وكيفية انتخابهم، وغيرها من الأمور، وهذه خطوة مميزة يمكن أن تكون نواة نعتمد عليها في إعداد الملف.