منتخب الديوك لا يزال يتنفس ومستقبل دومينيك على كف عفريت

ما زالت الشكوك تلقي بظلالها على وضع ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب فرنسا ومدى إمكانية استمراره في قيادة منتخب الديوك، كما استمرت التساؤلات في الصحافة الفرنسية حول مستقبل هذا المنتخب وفرصه في استكمال مسيرة التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2010 فالمحصلة حتى الآن هي هزيمة من منتخب النمسا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وفوز باهت على منتخب صربيا 2/··1 وهي محصلة أثارت قلق الجماهير الفرنسية والصحافة والإعلام وتواصلت حملات الهجوم ضد دومينيك، رغم أن المجلس الفيدرالي الفرنسي لكرة القدم كان قد جدد الثقة فيه بعد الخروج المهين من الدور الأول لبطولة يورو ·2008 واذا كانت صحيفة ليكيب ومجلة فرانس فوتبول قد اتفقتا على حقيقة أن المنتخب الفرنسي ما زال يتنفس ولم يفقد بعد فرصة في التأهل للمونديال، إلا أنهما اتفقا أيضاً على حقيقة أن منتخب الديوك يعاني من مشاكل دفاعية بالغة ووضعت الفريق في ذيل قائمة مجموعته من حيث قوة الدفاع، فهو الأضعف في المجموعة حيث هزت شباكه أربعة أهداف في مباراتين فقط، وهي المجموعة التي تضم أيضاً ليتوانيا والنمسا وصربيا ورومانيا وجزر الفارو، والمعروف أن أول كل مجموعة هو الذي يصعد مباشرة إلى مونديال جنوب أفريقيا من المجموعات الأوروبية التسع وينضم إليهم أربعة منتخبات أخرى يتم اختيارها من بين أفضل ثمانية ثوان يلعبون فيما بينهم مباريات ذهاب وعودة يومي 14و18 نوفمبر 2009 ليرتفع العدد إلى 13 منتخباً يمثلون القارة الأوروبية في كأس العالم· وإذا كانت مباراة صربيا الأخيرة قد أنقذت رأس دومينيك ولو مؤقتاً فإن صحيفة ليكيب لم تقنع بهذا الفوز وإن كانت قد وصفته بأنه خطوة لاستعادة الثقة في مجموعة يتصدرها حتى الآن منتخب ليتوانيا بررصيد 6 نقاط، وهي المجموعة التي يفترض أن منتخبي فرنسا ورومانيا هما المرشحان للتأهل منها· وقالت الصحيفة إن ما يحدث في مجموعة فرنسا يدعو للدهشة والاستغراب وأن المباريات المقبلة قد تكون أكثر إثارة للدهشة والتناقض، ولهذا فإن لقاء منتخبي فرنسا ورومانيا القادم يوم 11 اكتوبر القادم في رومانيا سيضع الكثير من النقاط فوق الحروف، خاصة فيما يتعلق بفرص استمرار دومينيك على رأس منتخب الديوك· موقف هش وأوضحت صحيفة ''ليكيب'' أن موقف المدير الفني الفرنسي بات هشاً وأن فوز الديوك على صربيا أخيراً ليس كافياً لتبديد الغيوم التي أحاطت بالمنتخب منذ خروجه من الدور الأول ليورو ،2008 وحذرت الصحيفة من استمرار الأخطاء الدفاعية الساذجة وطالبت بضرورة معالجة مثل هذه الأخطاء وبث روح الثقة في لاعبي الفريق بدعم من اللاعبين القدامى أصحاب الخبرة في الفريق، وأيضاً من خلال تغيير المدير الفني لمنهج تفكيره ومعالجته للأمور وانفتاحه أكثر على الآخرين· ومشكلة ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب الديوك أنه لا يلقي بالاً إلى ما يوجه إليه من انتقادات وهو ما يثير غضب الجماهير والإعلام عليه لإحساس الآخرين بتعاليه عليهم سواء بسكوته أو رده المقتضب، والدليل على ذلك ما قاله دومينيك عندما طالبت الجماهير في استاد دي فرانس بإقالته رغم فوزه على منتخب صربيا 2/،1 إذ علق وقتها قائلاً: إنني أركز في المباراة ولا ألقي اهتماماً لما يُقال في المدرجات ولا أسمع منه شيئاً ولا أشغل نفسي بما يحدث خارج المستطيل الأخضر· إسعاد شعب وطرحت صحيفة ليكيب أكثر من تساؤل حول ما إذا كان الفوز على صربيا من الممكن أن يقرب دومينيك من اللاعبين، فجاءت الإجابة على لسان اللاعبين أنفسهم حيث أجمعوا على أنهم فازوا من أجل المنتخب ومن أجل إسعاد شعب بأكمله ورغبتهم الحقيقية في مواصلة المشوار حتى الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وأيضاً من أجل المدير الفني وإن كان اللاعب ايربك أبيدال قد أبدى عدم معرفته بما اذا كان مصير دومينيك مهددا أم لا، وقال اللاعب جيريمت طولان: نحن لم نفكر في المدير الفني لأننا لسنا أصحاب قرار في هذا الأمر وكل ما يعنينا هو التأهل إلى مونديال ·2010 وحذرت الصحيفة أيضاً من منتخب ليتوانيا المغمور بعد أن فاز على منتخب رومانيا العريق 3/صفر وعلى منتخب النمسا 2/1 ليتصدر المجموعة ويكون العريق الوحيد الذي جمع ست نقاط وهو ما يجعل فرصة جيدة لمواصلة مشوار التصفيات بنجاح· وقالت الصحيفة إن هذا المنتخب قد يكون عقبة أيضاً في مواجهة منتخب فرنسا وأضافت قائلة: على منتخب فرنسا أن ينتظر بفارغ الصبر مباراتيه مع ليتوانيا يومي 22 مارس وأول ابريل ·2009 اعتراف ونصيحة وتعترف الصحيفة الفرنسية بأن غياب لاعبين بحجم باتريك فييرا وفرانك ريبيري عن الفريق بسبب الإصابة يؤثر دون أدنى شك في مستوى أداء منتخب الديوك، ولهذا أعربت الصحيفة عن أملها في أن يكون هذان النجمان الكبيران جاهزين قبل لقاء رومانيا الحاسم يوم 11 اكتوبر القادم· ولأن دومينيك كان قد تخلى عن طريقة 4-2-3-1 منذ اعتزال النجم الكبير زين الدين زيدان بعد مونديال ألمانيا ،2006 واستعاض عنها بطريقة 4-4-2 التقليدية، فقد نصحته الصحيفة بالعودة إلى طريقة 4-2-3-1 وتطبيقها في كل مباريات فرنسا المقبلة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال· ومن المؤكد أن مستقبل المدير الفني دومينيك على كف عفريت ومعلق بأقدام اللاعبين، وأيضاً معلق برأي جان بيير إسكاليت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وقراره النهائي في دومينيك، فقد صرح إسكاليت للصحيفة بقوله إن دومينيك لم ينقذ رأسه بعد وإنما سيكون هناك تقييم شامل له بعد مباراة رومانيا مشيراً إلى أن الاتحاد سيتخذ القرار المناسب بعد هذه المباراة· وأضاف إسكاليت: وحتى هذا الموعد، على دومينيك أن يغير من مواقفه وسياسته ومنهجه في التعامل سواء مع الفريق أو الإعلام، وأخشى أن يكون دومينيك قد تجاهل تماماً توصيات المجلس الفيدرالي·· صحيح أنه أحرز بعض التقدم إلا أنه مازال مطلوباً منه المزيد مع الفريق وأيضاً في تعامله مع الإعلام· وحتى نويل لوجريه نائب رئيس اتحاد الكرة الفرنسي وأشد المؤيدين لدومينيك فإنه يقول: أفضِّل مدرباً يجيد الاتصال بالآخرين والتواصل معهم، ويتخذ قرارات صائبة على أرض الملعب· وفي ختام تعليقها وتحليلها لوضع المدير الفني لمنتخب فرنسا، قالت صحيفة ليكيب: زمن التساؤلات لم ينته بعد ويتعين على دومينيك أن يثبت للجميع هو ولاعبيه وأيضاً الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أنهم سيبذلون أقصى ما لديهم كلهم لإضاءة قنديل الكرة الفرنسية من جديد!